البارت ٦ و ٧ و ٨

129 1 0
                                    

.
#بارت_6 .
بدايةً..
في الحفلة، بعدما ألقيت كلمتي لأصدقائي
.
صفق الجميع لي - عدا بدر طبعاً - وبادلوني الشكر والكلمات الجميلة.. " عندما أفكر الآن بها، لا أدري هل كانت كلماتهم عبارة عن مجاملات لي فقط أم عبارات تقال في سياق الحديث والمناسبات!، لا أدري يا ترى ماذا كان يُقال عني من خلفي بسبب غروري!، لا أدري لماذا لم أدرك مجاملات الجميع وصدق بدر في التعامل!، هو الوحيد الذي كان يعاملني كما يراه مناسباً، هو الوحيد الذي لم يجاملني بين أصدقائي وصديقاتي، صديقاتي!، يا ترى أين صديقاتي؟ تركني الجميع.. وبقيت لوحدي الآن لأدرك أن كل ما كنت أعيشه وهم في وهم!" .
جلست على أحد الكراسي بجانب إحدى زميلاتي، جلست وأنا أنظر لبدر الذي كان لا يزال ينظر لهاتفه
.
فجأة سمعت صوت حسن: أحسنت، كنت رائعة وجميلة.. دائما ما تبهريني بتصرفاتك
.
نظرتُ له كان ينظر لي مبتسماً وهو يحمل قبعته بيده.. قلتُ له بضيق: لا يهمني إن كنت أبهرتك أم لا! أنا في جميع أحوالي باهرة
.
التفت لبدر ولكنني لم أجده، أصبحت عيناي تبحثان في المكان، وأذناي تسمع صوت الموسيقى العالية جداً وكأنني للتو ما شعرت بضجتها، فقط عندما ضاع مني بدر، أصبح كل شيئاً ضائعاً.. حتى صوت حسن الذي لا أدري ماذا كان يقول لي تعقيباً على كلامي
.
وقفتُ لأبحث عن بدر، فسمعت حسن: أين ذاهبة أنا أكلمكِ!؟ .
قلت بغضب: حسن أنا لا أريد التحدث معك .. لماذا لا تفهم!!
" أظن أنني جرحته، وقتها لم أكن أدرك هل جرحته أم لا!.. كانت مصلحتي ونفسي وغروري هو الأهم!" .
ذهبت أبحث، حتى وصلت للمطبخ ورأيته واقفاً يشرب الماء.. ارتحت لأنه لم يترك الحفلة بعد، تقدمت نحوه وقلتُ: لماذا لم تطلب من أحد العمال في الخارج ليجلب لكَ الماء؟ .
قال وهو يضع كأسه على الطاولة، ودون أن ينظر لي: لا أحب أن أطلب من أحد ما دمت أستطيع خدمة نفسي بنفسي
.
قلتُ مستنكرة: امم مبادئ، لا فائدة منها! من لا يبحث عن الراحة اليوم!؟
.
همّ بالخروج فأوقفته بكلامي: لماذا تتجنبني؟ .
قال وهو ينظر لباب المطبخ: لأنكِ تلاحقينني
.
قلتُ بغرور: أنا لا ألاحقك! فقط أحاول أن تكون علاقتي بكَ كالجميع
.
قال وهو على مثل حاله وبهدوء أكثر: وما الفائدة إذ لم تنجحي من قبل! إنه آخر يوم للقائنا، وبعدها كلٌ منا سيفترق
.
شعرت بشيء من الضيق عندما ذكر كلمة الفراق، قلت دون إدراك: يمكننا أن لا نفترق
.
نظر لي وقال: أنا لم اُرد أن أجرحك أبداً، ولكن سأقولها كي لا يكون لديك أمل.. أنا لست مثلك، ولا يمكن للنار والماء أن يتحدان! .
همّ بالخروج فأسرعت نحو الباب وأغلقته صارخة: لن تخرج قبل أن نكمل الحديث!!
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة
#رواية #روايات
#Houria
.
#بارت_7 .
"أدركت غبائي في وقت متأخر"
"أدركت سوادي بعد وقت طويل"
.
.
بعدما أغلقت الباب، وقف هو لفترة لا أدري هل كان متحيراً أم متضايقاً من تصرفاتي! .
ثم قال بهدوء: ماذا تريدين؟ .
قلت بحرقة قلب: قلبي
.
نظر لي وقال: قلبك بين أضلاعك.. ليس بيدي أو بيد غيري بل بيدك
.
قلت بضيق في نفسي: بل بيدك أنت.. لقد انتزعته من بين أضلاعي وغرست السكين فيه "لفتت انتباهي السكين التي على الطاولة.. فأخذتها ووضعتها باتجاه قلبي" هكذا أدخلت سنارتك وأصطدت قلبي كالسمكة! .
قال وهو ينظر ليدي: انظري لنفسك جيداً، أنتِ من تمسكين بالسنارة وليس انا! .
ضغطت بقبضتي على السكين من شدة القهر، ثم قلت: أنت لا تستحقني! ولن أجعل قلبي بين يديك، سأعيده لمكانه
.
أمسكَ مقبض الباب بيده اليسرى وقال: هذا هو الأفضل لي ولكِ، فقلبكِ ليس لي، وقلبي ليس لكِ
.
شعرت بوخزة في قلبي من آخر جملة قالها فقلت: وهل قلبكَ لشخص آخر؟
.
صمت قليلا وهو ينظر للفراغ ثم قال وهو ينظر لي: نعم
.
أنزل مقبض الباب بيده اليسرى لينفتح بينما كنت في أشد غيظي، مددت يدي اليمنى التي كانت بها سكينا وجرحت يده بالعرض وهي تفتح الباب
.
تألمت من تألمه، لكن لا أدري لماذا قسى قلبي هكذا!، قلتُ بألم له وهو يمسك يده وينظر لي بتفاجأ: تركتُ لك هذا الجرح كي لا تنسى جرح قلبي
.
كنت أعلم أن يده بدأت تنزف بشده، لا أدري هل قَطعتُ عروقه أم لا!، فقط ما أعلمه أن الجرح كان كبيراً، خرجت قبله وأخذت حقيبتي من صالة الحفل وتوجهت نحو سيارتي أبكي
.
لأول مرة أبكي من أجل بدر، ولأول مرة أبكي من أجل رجل!
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة
#رواية #روايات #Houria
.
#بارت_8
.
"الضمير!"
لا أدري إن كان لدي ضمير أم لا! .. لكنني بعدما وصلت بيت والدتي اتصلت بإحدى زميلاتي أسألها عن ما حدث وكأنني لم أفعل شيئاً، فاطمأننت عندما قالت أن بدر أُصيب بجرح بسيط وهو الآن بخير.. أغلقت منها حيث كانت آخر مرة أسأل فيها عن بدر، وآخر مرة أسمع فيها عن أخباره
.
والآن هذه الليلة .
جاء يخطب أختي الصغرى علا!
لِمَ علا وليست أنا؟
هل هي يا ترى التي امتلكت قلبه كما قال لي يوم الحفلة!
كنت أفكر وأفكر تلك الليلة! أفكر كثيراً حتى نمت متعبة من التفكير
.
استيقظت على صوت والدتي التي كانت توقظني: انهضي زهور هيا! لماذا لم تنامي في بيت والدك؟! .
فتحت عيناي وبعدما استوعبت الأمر قلت: أردت النوم هنا
.
قالت: حسناً انهضي، أنا وخالتك سنخرج لعمل ما.. اهتمي بابن خالتك
.
جلست بسرعة: كلا كلا! من قال لكم أنني سأهتم به! ليلة الأمس لم يتركني أنام على راحة، سأخرج أنا أيضا لدي عمل .
نهضت واقفة وأنا أرفع شعري وأمي تقول: وما العمل الذي لديكِ في هذا الصباح! .
قلت وأنا افتح خزانتي: أنا لم أسألك عن عملكِ أنتِ وخالتي! .
قالت أمي بضيق: قليلة التربية! هل أنا صديقتك! .
قلت: الحمدلله أنك لم تكوني، وإلا أصبحت معقدة! .
تمتمت أمي بكلمات لم أسمعها ثم قالت: جدتك تريد رؤيتك، على الأقل احترمي رغبتها
.
خرجت، فزفرتُ بضيق أكلم نفسي: تعنين أنها تريد أن تلقي عليّ بعض محاضراتها الصباحية!! لو أن لي بيتاً خاص! .
"لم يكن لدي احتراما لا لجدتي ولا لأمي! وفي الحقيقة حتى لأبي!" .
فتحت هاتفي ورأيت عدة مكالمات فائتة، كانت بالطبع من أبي البارحة، لكنني نسيت وضع الهاتف على الصامت.. دخلت المحادثات فرأيته قد كتب لي "أين أنت؟ هل  وصلت لبيت والدتك؟ لماذا خرجت دون علمي؟ كنت قد أوصلتك في هذا الليل المظلم. لا أدري لماذا تتصرفين بجهالة!. اتصل لوالدتك ولا تجيب! .. أخبريني إذا وصلت ...." أغلقت الهاتف بلا مبالاة، أو كنت أعلم أن والدتي أجابت عليه بعد كل هذه الاتصالات
.
"كان أبي يخاف علي كثيراً، وكانت أمي تتضايق مني كثيراً، لعلني كنت أذكرها بوالدي، لعلني كنت فظةً معها أكثر من والدي!" .
تجهزت للخروج، نزلت ومررت بجانب غرفة جدتي، تذكرت كلام والدتي - ولا أدري إن لعب الضمير دورا هنا - فدخلت الغرفة التي كان بابها مفتوحا قليلاً: جدتي
.
كانت مستلقية على السرير وبيدها سبحة تسبح بها، قالت: أهلا بابنتي الجميلة، هل أنت خارجة؟ .
قلت: نعم، أهناك شيء؟
.
قالت مبتسمة: سأسافر بعد غد إلى "أليميا" للعلاج كما تعلمين .
قلت متعجبة: أليميا! آه تعنين ألمانيا .
قالت بضحكة: نعم .
قلت بعد تفكير: هل لي أن آتي معك؟ .
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria

رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن