.
#بارت_18 .
"النجدة" .
كانت كلمتي التي أرددها ذاك الوقت "النجدة" .. ولا أحد يجيب .. .
مرت نصف ساعة وأنا واقفة على الباب، بينما السيد آدم بالخارج يحاول إقناعي بالخروج .. من ضمن كلامه كان يقول: اخرجي لن أفعل لك شيئاً .. سأدعكِ تذهبين، لكن اخرجي .
قلت له: لا تحاول، أنا لا أثق بك .
صرخ بغضب: لا تتلفي أعصابي .. أنا لدي عمل، مفتاح هذا المكتب في مكتبي.. يجب أن ادخل وأفتح الباب .
قلت بشك: وما الذي يضمن لي أنك صادق!
.
قال بملل: ليس لديك إلا هذا الحل .
زفرت بضيق وأنا أنظر لهاتفي، لا أحد اتصل بي، لا ادري ماذا حدث،كنت سأتصل، فجأة رن هاتفي برقم غريب.. أجبت: الوو .
كانت صوت علا: زهور نحن بالقرب من فنادق عديدة، ما اسم الفندق الذي تعملين به! .
أعطيتها اسم الفندق وطلبت منها أن تسرع .. أغلقت الهاتف، وإذا بي أسقط على الأرض
.
لقد دفعني هو عندما غفلت عن الاستناد على الباب بقوة، نهضت بخوف - تاركة هاتفي وحقيبتي - إلى خلف كرسيه وطاولته.. أخذ الهاتف وكسره على الحائط .. ثم أخرج مفتاحاً من جيبه وأقفل باب مكتبه أو غرفته، صرخت: كلاا ماذاا تفعل! لقد وعدتني أيها الكاذب ! .
قال بغرور: كيف لك أن ترفضين شخصاً مثلي، ألا تعلمين أن جميع الفتيات تتمنى نظرة مني! .
ضحكت باستهزاء: مغرور! كل الصفات السيئة بك!! من تظن نفسك .
" تعلمت عبارة من هذا الموقف بعد مدة من الزمن، وهي (لا تَستهزأ بغيرك، فيُستهزأُ بك)، لقد استهزأتُ بغروره وتكبره، والحال أنّي كنت مثله!" .
لم يقل شيئا، كان يقترب مني ببطئ، أخذت الأوراق والأقلام التي على مكتبه وكل ما تمسكه يدي ورميتها عليه، غضب وأسرع نحوي، لم أجد مفرا إلا أن أصعد فوق الطاولة وأقفز نحو الباب، حاولت فتحه دون فائدة، "الغريب لم تكن هناك نافذة في الغرفة!" جاء خلفي، أسرعت أحاول الهروب، إلى أن أمسكني!! .
صرخت وأنا أحاول الفرار: اتركنيي اتركنيي .
كتف يدي بقوته الرجولية، وألصقني بالحائط، قال بهمس: لا أحد سيصل إليك هنا.. هل تودين أن تعرفي السر، سأخبرك، لكن لا تخبري أحدا أيتها جميلة
.
قلت بثقة: اتصلت بأهلي، سيأتون الآن، الأفضل أن تتركني وتهرب لتنقذ نفسك!
.
أكمل كلامه بهمس: لن يصلون إلينا، هذه الغرفة، الآن، ليس لها باب، فكيف سيجدونها! .
لم أفهم كلامه، اعتقدت أن المسكر قد أثر على عقله، قلت باستهزاء: حقير، غبي، كاذب، مغرور، ومجنون أيضاً!! .
قال وهو يضحك وبثقة: وذكي وقوي .
بدأ بمحاولة لمسي، صرت أقاوم بضربه ومحاولة الفرار من بين يديه، فجأة صوت أحدهم في الخارج قد كسر الباب، تركني متعجباً اقترب من باب المكتب وإذا بأحد يطرق الباب: افتح الباب نحن الشرطة
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria
.
.
#بارت_19 .
"الاستسلام" .
بطبيعتنا نحن البشر، لا نعترف بأخطائنا، ومن الصعب أن نستسلم للعقوبة، رغم استحقاقنا لها
.
هكذا كان السيد آدم، عندما سمع صوت الشرطي، نظر لي وقال: سنلتقي لاحقاً أيتها الجميلة .
لم اهتم لكلامه، رأيته يأخذ ريموتاً، يوجهه نحو الحائط، يضعط على أحد أزراره، فجأة وكأنني أرى فلماً خيالياً، أو كأنني في مدينة العجائب!! .. انفتح الجدار بالنصف، كان وراءه باب، ذهب إليه وفتحه، لا أدري ما خلف هذا الباب، لكنه أغلقَ علي الحائط وأنا وسط ذهولي، وذهب!
.
انتبهت لصوت الشرطي الذي يطرق الباب ويحاول كسره.. اقتربت قليلاً: أرجوكم ساعدوني أنا بالداخل!
.
انكسر قفل الباب وانفتح، ودخل الشرطي موجهاً السلاح أمامه ينظر في أنحاء الغرفة، نظر لي: هل أنتِ لوحدك؟
.
قلت بذهول: نعم، لقد ذهب، لا أدري كان لديه ريموتاً، فتح الحائط وذهب!!! .
قال لي: نعلم، لا تخافي .
نادى موظف الاستقبال، طلب منه أن يفتح الحائط بجهاز التحكم (الريموت) الذي لديه، فتحه، فذهب الشرطي وكسر الباب، ثم دخل مع رجاله نحو غرفة لم استطع رؤيتها جيداً! .
فجأة دخل شخص لم أتوقع رؤيته في هذا الوقت أبداً
دخل بدر ونظر لي قائلا: هل أنتِ بخير؟؟ .
لم أستطع الاجابة، لأول مرة بدر يبادر بالحديث معي وليست أنا، لأول مرة أشعر بأنه يتعامل معي بلطف !!
.
قلت عندما أدركت أنه ينتظر إجابتي: نعم، أنا بخير
.
قال: أعتذر على تأخرنا، لكن لم نكن نعلم اسم الفندق أولا، ثم أتينا لهذا المكان ولم نجد غرفة المدير! وإذا بها خلف حائط مغلق! .
قلت وأنا متعجبة: لم أفهم! هل يوجد حائط مغلق بالخارج أيضا! .
قال: خذي أغراضك، لنخرج وبعدها نتكلم
.
أخذت شنطتي، وهاتفي المكسور، خرجنا خارج الغرفتين، خارج غرفة المساعدة، قال لي بدر وهو يشير إلى حائط موجودا جانب الباب - كنت أظنه ضمن ديكور المكان - :هذا حائط متحرك، يبدو أن مديرك أغلقه بعد دخولك
.
قلت بغيض: الحقير! وكيف استطعتم فتحه "تذكرت موظف الاستقبال الذي فتح الحائط الذي بالغرفة" .. بالطبع موظف الاستقبال
.
هز بدر رأسه قائلا: استطعنا فتحه عن طريق اعتراف موظف الاستقبال، عندما جاءت الشرطة، خاف واعترف لهم، كان يعلم بكل شيء
.
ازداد غضبي: اتفقوا عليّ وأنا كالمغفلة!! .
قال بدر: الشرطة تريد ان تستجوبك قليلاً
.
أنزلت رأسي بضيق: ياللفضيحة!! .
قال: لم يكن عليكِ العمل بفندق به أعمال مشبوهة كهذا
.
نظرت له وقلت بدفاع: لم أكن اعلم .
قال وكأنه متعجباً: كنت أظن أنك أذكى ! عموماً أختك علا في السيارة خارجاً تنتظرك
.
قلت: وماذا عن الاستجواب!
.
قال: إن طلبوك سآتي وأخبرك
.
مشيت خطوتين لأذهب، وقفت مترددة، ثم التفت له وقلت: شكراً بدر .
.
.
.
#بارت_20 .
"أختي"
.
عندما رأيتها واقفة على باب السيارة، تنتظر بحيرة وقلة صبر، أسرعت إليها راكضة، ما إن رأتني حتى ابتسمت
.
تعانقنا، ابتعدت عنها وأنا صامتة، قالت بخوف: ماذا حدث؟ هل فعل لك شيئاً ذلك الحقير!
.
قلت: كلا، لكنه أخافني كثيراً .. إنها معجزة أن كشف الله لهم عن الحائط المتحرك، وإلا كان مستقبلي قد ضاع وانتهى .
قالت متعجبة: حائط متحرك!
.
قلت: فلندخل السيارة وأخبرك
.
فتحت لي الباب، ركبت، بينما هي ركبت مكان بدر، حكيت لها كل ما حدث، قالت لي: نحن لم نرغب في التأخر، لكننا وصلنا ولم نعرف اسم الفندق، هاتفي قد انتهى شحنه، اتصلت بك من هاتف بدر، وما إن أخذنا اسم الفندق حتى اتصل بدر بالشرطة، طلب مني الجلوس ثم دخل معهم .
قلت وأنا انظر للفراغ: بدر رجل طيب .
علا: صحيح، هو أول شخص أخبرته بعد اتصالك، قال لي لا تخبريهم حتى لا يخافوا، وحتى لا يعرف الضيوف بذلك
.
قلت متعجبة: هل عائلة الجوري موجودة في بيتنا إلى الآن!
.
قالت: كلا، أخبرناهم أن سيارتك تعطلت في الطريق، فقالوا من الأفضل أن يأتون ليلة أخرى
.
زفرت بضيق وهمست لنفسي: لم أتخلص منهم!
.
فجأة انفتح الباب الذي بجانبي، كان بدر، قال لي: الشرطة تريد استجوابك
.
نزلت وأنا اشعر بشيء من السعادة لمعاملة بدر لي، نظر هو لعلا وقال بمزح: هل ستقودين السيارة بدلا عني .
قالت: كلااا تعلم أنني أخاف
.
قال: وما فائدة شهادة القيادة إذن؟ "غمز لها بعينيه" سأجعلك تقودينها
.
ضحكت وقالت: لا تخيفني، لن أفعل
.
حينها أنقلبت مشاعري رأساً على عقب، تذكرته أيام الجامعة كان يعامل أصدقاءه فقط بهذه الطريقة، لم أره يمزح هكذا مع أحد آخر، فهمت حينها أن علا "امتلكت قلبه" !
.
.
" تمنيت أن اكون مكانها، لكنني لم أكن!"
.
.
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria
![](https://img.wattpad.com/cover/139312139-288-k87935.jpg)
أنت تقرأ
رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلة
Mystery / Thriller. . "زهرة سوداء ذابلة" . . كنت هكذا.. زهرة سوداء ذابلة ! لعلني لم أكن .. ولكن قلبي كان هكذا! حجر أسود .. لعله لم يكن .. لعله كان نقياً أبيض اللون .. لكنني ألبسته غطاءا أسود ! لكنني لونته بلون داكن مظلم.. لعلني وقفت أمام الشمس وحجبت الضوء عنه.. فأصب...