البارت ١١ و ١٢

51 1 0
                                    

.
#بارت_11 .
"صراع داخلي" .
كنت في صراع داخلي وأنا أجلس في غرفتي في بيت والدتي، منذ أن وصلت وأنا في الغرفة، أقفلت الباب وجلست بملابسي على السرير.. وها هي خمس ساعات تمر وأنا على مثل هذا الحال.
.
.
كنت أحاول أنا لا أفكر، لكنني لم أستطع.. التفكير في الأمر كان كالظل الذي يلاحقني أينما اتجهت بفكري..
نظرت للوقت، كان قد مر على أذان المغرب ساعة.. نهضت بتكاسل، صليت المغرب والعشاء وأنا لا أدري ماذا أقول!
" لم أكن أهتم لصلاتي! صليتها بعد ساعة أو بعد يوم، لم يكن أمر الصلاة مهما بالنسبة لي! كثيراً ما أنبني والدي ونبهني، وكثيراً ما تجاهلتني والدتي وتغاضت عني" .
.
فتحت التلفاز، أقلب في القنوات، لم أجد ما يهمني، سوى مسلسلات الحب والعشق، وكلها كرهتها، لأنني لم أستطع أن أكون مثل هؤلاء العشاق.. لأنني خسرت أول حب لي!
.
"لطالما حلمتُ أن أُحِبُ وأُحَب، لكنني لم أُدرك أن الحب طهارة قلبية.. ليس كلمات وأحداث وهمية كما في المسلسلات!" .
أغلقت التلفاز، أخذت هاتفي، أصبحت أبحث عن شيء مهم، لفت انتباهي "مطلوب موظفة محاسبة واستقبال في فندق ..." .. وضعت الفكرة في رأسي ونمت.
.
صباحاً، خرجت قبل أن يستيقظ الجميع
.
فطرت في إحدى المطاعم، ومن ثم ذهبت إلى الفندق .
عند وصولي وقبل دخولي، رن هاتفي، كانت والدتي، أجبتها: أنا ذاهبة من أجل مقابلة عمل.. أكلمك لاحقاً .
أغلقت الهاتف دون أن أسمع صوتها، ليس لأن كلامي صحيحا، وليس لأنني متعجلة، بل لأنني لم أرد سماع توبيخها أو أسألتها .
.
"ليتني كنت أعي قبائح أفعالي، خاصة مع أمي، جنتي التي كانت بين يدي!" .
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria
.
#بارت_12 .
قبلت الوظيفة
.
" كان الراتب قليلاً، وكان مصروف والدي يكفيني، ولو بحثت عن وظيفة أفضل لوجدت، لكن لم تكن الوظيفة بالنسبة لي مهمة، المهم هو أن أشغل نفسي وأثبت لبدر أنني لم أتأثر بزواجه" .
.
نعم، خرجت وأنا مصممة أن أثبت لبدر أنه لا يهمني، وأن حبي له ليس إلا حماقة ارتكبتها، والآن يجب أن يراني قوية، فكلما ضعفت أمامه، كلما استغلني
.
.
أول خطوة فعلتها هي ذهابي لبيت والدي، نزلت بثقة وإصرار، دخلت البيت واذا بأختي وزوجة أبي جالستان على الأريكة في الصالة، ألقيت التحية، أجابتا بتعجب.. تقدمت أختي نحوي متسائلة: هل أنت بخير؟ .
" لم أفكر حينها بأنني جرحتها وهي لا زالت تتودد إلي، لم أفكر سوى بنفسي وبمظهري أمام بدر" .. قلت لها بابتسامة: أنا دائماً بخير، جئت لكي آخذك إلى السوق، كي نشتري أشياءاً تخص حفلة العرس.. ما رأيك؟ .
ابتسمت بفرح: بالتأكيد سآتي، لن أذهب إلى الجامعة اليوم، انتظريني سأغير ملابسي وآتي.. .
ذهبت لغرفتها أو - غرفتنا - ، بينما قالت زوجة أبي بطيب لم أهتم له: جزاك الله خيراً يا ابنتي، لقد أفرحت قلبها
.
قلت في نفسي " وأنا من يفرح قلبي!" .
" لا أصدق نفسي الآن عندما أتذكر تفكيري ونواياي، ألهذا الحد كان في قلبي حقداً وكرهاً لسعادة الغير، وحباً وغروراً لسعادة النفس!!.. ألهذا الحد عجزت أن أتمنى الخير لأختي؟" ..
.
.
ذهبنا لعدة أسواق ومحلات، اشترينا لها كل ما كان يعجبها، حتى أذّن الظهر، أصرت أختي على الذهاب لمكان للصلاة قبل إكمال الجولة، فذهبنا لإحدى المصليات وصلينا
.
أكملنا الجولة وعدنا إلى بيت والدي، تعمدت المكوث معهم حتى وجبة العشاء.. حينما أتى بدر ليتعشى معنا، لم أكن كما كنت عليه في المطار، تصرفت كما كنت أتصرف أيام الجامعة، رحبت به عند دخوله قائلة: أهلا بخطيب أختي.. .
نظر لي ولأختي ثم قال: أهلا بكِ .
نظرتُ لأختي وقلت: ألم يخبرك بدر أنه كان معي في الشعبة نفسها أيام الجامعة؟ .
قالت علا بتفاجأ: حقاً؟ "نظرت له" لماذا لم تخبرني؟
.
نظر لي ثم قال لها: أنا ل.. .
قاطعت كلامه عمدا بضحكة: لقد نسي بالطبع، لقد كان خجولاً وهادئاً دائماً، حتى انني عندما رأيته لأول مرة لم أتعرف عليه!
.
قال بضيق وكأن كلامي لم يعجبه: هلا ذهبنا لمائدة الطعام؟.. .
قالت أختي: بالطبع تفضل من هنا
.
.
ذهبا ووقفت بابتسامة خبث "هذه البداية يا بدر، إن خسوفك على يدي" .
#روايات #رواية
#رواية_زهرة_سوداء_ذابلة #Houria

رواية/ زهرةٌ سوداءُ ذابلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن