الجزء الخامس

2K 63 7
                                    

حياة عادية
الجزء الخامس

بعد سنتين فى شقة ابراهيم
ـ سوسن بغضب: لا ما هو مش كل ما افتح بوقي تقولي أخواتي طيبين. ..... يعني المفروض أن أشوف بعيني المؤامرة اللي عليك واسكت.
ـ إبراهيم محاولا تهدئتها: يا قلبي ما هو أنت اللي بتقولي كلام غريب ،مؤامرة أيه بس اللي معمولة علينا.
ـ سوسن بغضب: مؤامرتهم كلهم عشان يستولوا عل شركتك وظلمهم ليك، يعنى في الأول عند تأسيس الشركة اتكتبت بالتساوي بينكم انتم الثلاثة مع أن المفروض أن كان كفاية عليهم مرتباتهم بس لأنهم مجرد موظفين عاديين فى الشركة أي حد ممكن بمرتب أقل يقوم بدورهم أنما أنت لا أولا لأنك صاحب فكرة الشركة من الأساس، وثانيا مفيش مهندس يقدر يوصل بالشركة للي انت وصلت له.
ـ إبراهيم بهدوء: أيه اللي فتح الموضوع ده تاني؟
ـ سوسن بحده: أنا كنت قفلته من زمان لكن طمعهم خلاهم يتآمروا عليك عايزين يجوزوا أحمد لمنى؛ وطبعا هي البنت الوحيدة لمحمد ومفيش أمل يجيب غيرها وبكده يبقى عصمت متحكم في تلتين الشركة ويبقى من حقه الإدارة ويقدر يبعدك عنها وخصوصا بعد ما دخل ابنه سامح كلية الهندسة وبقى متفوق فيها وكمان خلوك تدربه في الشركة وساعتها قلت لك بلاش قلت لي شركتهم زى زيهم وماقدرش أقوله لا.
ـ إبراهيم بدهشة: أحمد أيه وجواز أيه يا سوسن دول أطفال!
ـ سوسن بحده: ليه ما سمعتش حنان كل شوية تناديها وتقولها يا مرات ابني.
ـ إبراهيم باستنكار: يا حبيبتي ده هزار ما بينهم من يوم ما منى أتولدت
ـ سوسن بحده: وانا مش هستنى لما يقلب جد ولازم الوضع يتغير وآمن نفسي قبل ما ينفذوا خطتهم.
ـ إبراهيم هازئا: أزاي يعنى، اطلب منهم يكتبوا تعهد أن منى وأحمد ما يتجوزوش.
ـ سوسن بخبث: لا يا حبيبي تطلب منهم أن يتكتب باسمك واحد وخمسين في المايه من أسهم الشركة علشان تفضل متحكم في الإدارة مهما حصل.
ـ إبراهيم بدهشة: أيه اللي بتقوليه ده وهما أيه اللي يخليهم يفرطوا في ملكهم أكيد هيرفضوا.
ـ سوسن بنعومة: لو رفضوا أنت تصمم وتهددهم بأنك هتسيب الشركة وتقبل بعرض العمل اللي جالك من امريكا.
ـ إبراهيم بحيرة: ولو فضلوا على موقفهم.
ـ سوسن بحسم: لو صمموا على رفضهم؛ تنفذ تهديدك وتاخدنا أنا ويارا ونسافر امريكا، وأنا متأكدة أن الشركة هتنهار وهايجوا يستنجدوا بيك وينفذوا شروطك.
ـ إبراهيم باستنكار: ولو ده ما حصلش؟
ـ سوسن بدلال: حتى لو كلامك صح، المفروض من الأول أن عرض زي بتاع الشركة الأمريكية ده مايترفضش، وانا فضلت اتحايل عليك نسافر قلت لي اسيب شركتي لمين اهي ما بقتش شركتك وهى اللي هتسيبك يبقى أحنا كمان نشوف مستقبلنا وكفاية أننا هنعيش في فيلا في امريكا، دول من ساعة ما بعتوا العرض ومرفق به صور الفيلا محل الإقامة وأنا بحلم بيها كل يوم، خلينا نعيش بقى.

************************************

بعد شهرين فى شقة العائلة
ـ محمد برجاء: أهدى بس يا أخويا كل حاجة تنحل بالعقل.
ـ عصمت بعصبية: عقل أيه بس! هو عاد فيها عقل بعد عمايل أخوك.
ـ محمد بهدوء: طب نحاول نتفاهم معه تاني.
ـ عصمت بغضب: ما هو على يدك حط العقدة في المنشار وسابنا ومشي، ينخلي نصيبه واحد وخمسين في المايه وإلا يسيب الشركة تخرب على دماغنا ويسافر.
محمد : إبراهيم طيب يا عصمت هو بس طمع الدنيا ساعات بيتوه الواحد عن نفسه.
ـ عصمت بألم : أخوك مش طيب، أخوك عبيط، سلم نفسه لعقربة سايقاه لنهايته وربنا يستر عليه، أنا مش زعلان من طمعه الشيطان يما بيوز، أنا زعلان من غدره، أوعى تفتكر أن اختياره للتوقيت ده عشان يملي شروطه صدفه، لا ده غدر وخيانة، أخوك بقاله شهرين عمال يمضى عقود كتير لعملا ولأول مرة يوافق على شروط جزائية كبيرة مرتبطة بمواعيد التسليم، وأنا كنت مستغرب هو بيعمل كده ليه، بس دلوقتي فهمت، أخوك كان بيورطنا، يا نرضى باللي هو عايزه يا المشاريع دي تقف وخسارتنا فيها تبقى اكبر من الحصة اللي هو طمعان فيها ده طبعا غير انهيار سمعة الشركة، والعقل ساعتها يقول أننا نراضيه.
ـ محمد محولا إقناعه : خلاص يا حبيبي أديك قلت بنفسك أن العقل بيقول أننا نراضيه وهو مش طمعان فى كتير هو نصيبه حوالى أربعة وتلاتين في المايه يعني كل الناقص سبعتاشر في الماية وعلينا احنا الاتنين يعنى كل واحد نصيبه هيقل ثمانية ونص في المايه مش اكتر [وأكمل صادقا] وبعدين مش حد غريب اللى هايخدهم ده أخونا، والله غير أن المصلحة بتقول كده ما يغلوا عليه من غير حاجة.
ـ عصمت بصدق: اهو عشان الإخوة اللي بتقول عليها دي أنا مش موافق، أنت عايز تراضيه، إنما أنا عايز انصره.
ـ محمد باستفهام :تنصره!
ـ عصمت بقوة: أيوه زى ما قال رسولنا الكريم { انصر أخاك ظالما أو مظلوما } وزى موضح أن نصرة الظالم بتكون برده عن ظلمه.
ـ محمد بهدوء: عليه الصلاة والسلام.
ـ عصمت بهدوء: بص يا محمد لو السبعتاشر فى المايه دول خدهم كلهم من نصيبى والله ما هتفرق بيني وبينه لكن أنت كده بتشجع أخوك انه يدخل على بيته قرش حرام، سيدنا محمد قال { ما اخذ بسيف الحياء فهو باطل }.
ـ محمد بحرج: عليه الصلاة والسلام.
ـ عصمت بإصرار: يعني لو أحرجت حد لغاية ما يضطر يعزم عليك بحاجته واخدتها تبقى زى اللي سرقها فما بالك وهو عايز ياخد بسيف الإكراه والأذى وباقولها لك اهو عشان عارف انك ممكن تراضيه من ورايا وتكتب له من نصيبك في السر لو تقبل على أخوك الحرام اعملها، لكن أنا أحن عليه من نفسه ومش هاسلمه للنار بيدي { لان كل ما نبت من حرام فالنار أولى به } وأنا هاحميه من النار واكل الحرام ولو خسرت الشركة كلها، وعلى فكرة حتى لو كنا وافقنا على طلبه ده العقربة اللى معاه هتخرب علينا وتفرق ما بينا بأى حجة تانية لان سافرية امريكا طالعة من عينها ومش هتسيبها تضيع من إيديها.
************************************
في امريكا
ـ ابراهيم حانقا: حمد الله على السلامة يا سوسن.
ـ سوسن متفاجئة: الله يسلمك يا حبيبي، وحشتني.
ـ إبراهيم بلوم: لو كنت بوحشك كنت جيتي بدري عشان تشوفيني، لكن كالعادة أنا اللي مضطر اسهر عشان أشوفك رغم أن عندى شغل الصبح لأنك أنت اللي واحشاني.
ـ سوسن بتذمر: يوووه، هو كل مرة تسمعني الموال ده، عايزني اقعد اعمل أيه أنت تقريبا بتشتغل اليوم كله وأنا بزهق من القاعدة لوحدي وما صدقت أني أتعرفت على ستات عرب اخرج معهم وانبسط، لكن طبعا أنت ما يهونش عليك تشوفني فرحانة فلازم تستناني عشان تحرق دمى بالموال ده.
ـ إبراهيم باستنكار: انا مش عايزك فرحانة وبنكد عليكي، عشان بطلب منك انك تهتمي بيا وبنتك شوية، بنتك اللى رفضتى انك تخلفي غيرها بحجة أنك تبقى متفرغة لها، بنتك تقريبا ما بتشوفكيش وبقت تقول للمربية يا ماما، وأنا طبعا مش قادر أكون جنبها وأعوضها لان زي ما قولتي باشتغل طول النهار وساعات بليل كمان،وده ليه، مش عشان اقدر الاحق على الطلبات اللي ما بتخلصش وياريتني قادر اكفي [اكمل بضعف] انا تعبان قوى يا سوسن حاسس أني تايه، ومجهد قوي قوي زى ما كون مربوط في ساقية.
ـ سوسن بنعومة أفعى خوفا من أن يفلت زمامه من يدها: ألف سلامة عليك يا قلبي، فداك عمري كله، أنت فاكر أن أنا مبسوطة، أنا تعبانة اكتر منك، بعدك عني مش بالساهل أن بخرج عشان ألهي نفسي، لما كنت بأقعد لوحدي أفكر فيك كنت باتعب اكتر فلاقيت أن] ألهي نفسي بالخروج زي ما أنت الشغل واخدك منى بدل ما اتجنن او ألزق فيك وابقى عبأ وأعطلك عن شغلك.
ـ إبراهيم بلهفة: طيب وليه نعذب روحنا أنا هاكتفى بشغل الشركة وهي مرتبها اكتر من ممتاز ومش هاقبل رسومات خاصة تاني عشان يتبقى لينا وقت نقضيه مع بعض ومع بنتنا حتى لو ضغطنا مصاريفنا شوية.
اقتربت منه وقبلته على خده ثم احتضنت رأسه على صدرها وقربت فمها من أذنه تنفث سمومها فيها فقالت هامسة: ياريت يا قلبي ده منى عيني تفضل جنبي اليوم كله بس.
ـ إبراهيم بحيرة: بس ايه!
ـ سوسن بنعومة: أنت اللي بتهرب من الحقيقة وخايف تواجهها.
ـ إبراهيم مخرجا رأسه من صدرها متسائلا: حقيقة أيه!
قادته سوسن لتجلس على الأريكة وتجعله يتمدد بجانبها لتضع رأسه علي قدميها ومدت يدها على رأسه لتعبث بشعره ليغمض عينيه باستمتاع فتحدثت سوسن بهدوء: حقيقة أن تعبنا وشقانا وبعدنا عن بعض بسبب أخواتك.
إبراهيم بدهشة وهو يحاول النهوض: أخواتي!
أعادته لوضعه السابق بحنان وقالت: أيوه كل الشغل اللي أنت مضطر تغرق فيه نفسك ده مش عشان طلباتنا اللي ما بتخلصش، أحنا مصاريفنا ما زادتش كتير عن مصاريفنا في مصر، أنت مضطر عشان تعوض الفلوس اللي أخواتك سرقوها.
ـ إبراهيم بدهشة: فلوس أيه دي.
ـ سوسن بنعومة: من يوم ما سافرنا وهما منعوا مرتبك وكمان سرقوا نص نصيبك في الأرباح، وبدل ما سافرنا نزود دخلنا بقيت مضطر تعوض فرق الدخل اللي هما منعوه عننا.
ـ إبراهيم مستنكرا: مرتب أيه بس يا سوسن اللى عايزهم يبعتوه، كويس أنهم ماقطعونيش بعد الطريقة الواطية اللى سبتهم بيها وتوريطى للشركة بالطريقة دي، أنا بحمد ربنا أنهم عارفوا ينقذوا الموقف، أنا ماكنتش هاسامح نفسي لو كنت الشركة راحت بسبب الشروط الجزائية دي، بصراحة أنا لغاية دلوقتي مش قادر اصدق اني طاوعتك في الحكاية دي أزاي.
ـ سوسن بدلال: طاوعتني لأنك عارف أنى الوحيدة اللي بتحبك وخايفة على مصلحتك، وإنقاذهم للشركة اكبر دليل على أن تفكيري كان صح، وأنهم كانوا مخططين لكل حاجة كويس، لكن لو كانوا مش مجهزين نفسهم كانوا غرقوا في شبر مايه ورجعوا باسوا إيدك عشان تلحقهم.
ـ إبراهيم بتردد: هما فعلا كانوا غرقانين لولا الظروف اللى خدمتهم وسامح بتفوقه وعلاقته الكويسة بالدكاترة خلتهم ساعدوه ووقفوا جنبه في إنهاء المشاريع في الوقت المحدد وقدروا يتجنبوا الشروط الجزائية
ـ سوسن بحده: وهما الدكاترة ساعدوه ليه مش عشان صحابك وهو ابن اخوك اللي أنت عرفته عليهم يعنى حتى خروجهم من ازمتهم كان بفضلك، وبدل مايشكروك منعوا عنك فلوسك وخلوك محتاج تشتغل زى اللي مربوط في ساقية زى ما بتقول.
ـ إبراهيم بدهشة: مرتب أيه يا سوسن اللي هايبعتوه أنا كنت باخدوه مقابل شغلي في الشركة دلوقتي أنا سبتها وسافرت يبقى مرتبي بأي حق.
ـ سوسن بخبث: طيب بلاش المرتب بقوا بيدوك ربع الارباح بعد ما كنت بتاخد النص.
ـ ابراهيم موضحا: ربع الأرباح التانى كان خاص بالإدارة وأنا خلاص مش بادير الشركة وسامح كمان مش بياخد مرتب ومقابل كده ربع الارباح المخصص الإدارة صبح من حق سامح.
ـ سوسن بهمس: اقصدك خلاص سرقه سامح، الربع ده كان حقك لأنك صاحب فكرة المشروع مش الإدارة وبس لكن هما كالعادة ونسيوا تماما انه أساسا بتاعك أنت، كلهم اتحدوا عشان يسرقوك ويسرقوا حلمك وشقاك.
وأكملت متهكمة: لا وكمان الأستاذ سامح رايح خد اخوه وبيدربه وهو كمان دخل هندسة عشان يبقى العصابة بالكامل مسيطرة على الشركة.
ـ إبراهيم بانفعال: متقوليش على أخواتي عصابة.
ـ سوسن بنعومة: لا طبعا أنا مقصدش أخواتك، دول زى أخواتي الكبار واحترامهم واجب أنا اقصد العقربتين اللي مسيطريين عليهم ومآسيين قلبهم عليك وده كله بسبب غيرتهم منى كل واحدة بسبب اللي غيرانة عشان أنا جامعية وهى معها دبلوم واللي غيرانة أني خلفت أول ما أتجوزت وهى خلفت بعد سنين وحملت كمان بعملية ده غير غيرتهم من جمالي وحقدهم على حبك ليا.
ـ ابراهيم بتخاذل: لا يا حبيبتي أمال وحنان طيبي..
ـ سوسن بدلال واضعة يدها على فمه لتمنعه من تكملة كلماته: هششششش متجبليش سيرتهم أنت عارف أنها بتعصبني، لا وبتقول انى وحشاك ورغم كده مصمم تطلعنى من المود بسيرتهم البايخة مع أنك أنت كمان وحشني قوي.
ـ إبراهيم ضاحكا وهو يحملها: لا اوعي تطلعي من المود، احنا نطلع الأوضة احسن، ال تطلع من المود ال.
************************************

حياة عادية بقلم / منى الفوليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن