الجزء الرابع عشر

1.4K 47 7
                                    

حياة عادية
الجزء الرابع عشر
نزلت منى لشقة عمها فلم تجده فدخلت لغرفتها وحاولت الا تفكرفى امكانية حدوث المؤامرة بالشكل الذى يتخيله احمد فهى متاكدة من حب مروان لها كما انه من المستحيل ان يشترك عمها فى اذيتها كما يتخيل احمد، والاغرب انه يرجع كل هذا لسبب يرفض ان يقوله متعللا باسباب اخلاقية ليظهر بمظهر ملائكى فى نفس الوقت الذى يحركه فيها شياطين الغيرة، فاقت من شرودها على طرقات عل باب غرفتها
ـ منى بتوتر: ادخل.
دلف ابراهيم الى غرفتها وعلى وجهه امارت الغضب
ـ ابراهيم بغضب: ارتاحتى كده، قولتك اصبرى لحد ما مروان يظبط اموره وتحطيهم امام الامر الواقع، صممتى وعملتى اللى فى دماغك والدنيا ولعت.
نظرت له بدهشة ووجدت نفسها رغما عنها تسترجع سؤال احمد { اسالى نفسك طبيعى ان عم يلاقى بنت اخوه هتغلط غلطة زى دى وبدل ما يردها يساعدها }
ـ منى بتلعثم: انا اسفة ياعمى لو سببت لحضرتك مشكلة.
ابراهيم وهويحاول ان يتمالك اعصابه ويتسال بفضول: هما عملوا معكى ايه وقالولك ايه بعد ما انا نزلت.
كادت ان تقص عليه كل ما حدث ولكنها وجدت نفسها تقول: احمد هدى وهدا عمى وقالى ان هيسلمنى لمروان بايده بس بالشكل اللى يليق بيا.
ـ ابراهيم بتعجب: ياسلام بسهولة كده، ليه يعنى!
ـ منى بغموض: لا هو قالى انى افكر تانى ولو فضلت على موقفى هينفذلى اللى عايزاه لانه مراهن على ذكائى و طيبتي.
ـ ابراهيم بعدم اقتناع: ماشى، خليه يراهن براحته، تصبحى على خير
منى : وحضرتك من اهله.
لم تستطع النوم فقد ظلت كلمات احمد وتساؤلاته تدور براسها خاصة بعد اسلوب ابراهيم المحير، وأكثر ما يشغل بالها لما أنفطر قلبها لأنها كانت السبب بحزنه.
********************************
مر يومان نفذت فيهما شروط احمد فلم ترد على اى من محادثات مروان عبر وسائل التواصل كما انها فضلت عدم الخروج نهائيا حتى من غرفتها، كما وانه ورغم ارادتها ظل عقلها يسترجع الاحداث منذ مقابلاتها بمروان وتفكر فى اجابة الاسئلة اللى سالها لها ولقد احنقها بشدة تحقق نبؤته حين قال لها انه بعد التفكير ستكتشف امور ستفاجها هى نفسها وكم اندهشت عندما وجدته يعرفها اكثر مما تعرف هى نفسها فقد اكتشفت بالفعل ما ادهشها فبالفعل كان لمعرفتها بحب يارا لمروان وعدم التفاته لذلك اثر كبير فى نفسها حيث احست بالزهو لانه فضلها على من هى اكثر منها جمالا وانوثة وانطلاقا
ـ علاقتها بمروان قائمة اكثر على الانبهار لا الحب
ـ يوجد الكثير من علامات الاستفهام حول عمها ابراهيم واسلوبه المحير تجاه علاقتها بمروان والتى اكتشفت بعد تفكير انه فعلا قد دفعها دفعا نحو تلك العلاقة
ـ عندما تفكر فى مروان تجده مناسب جدا لمشاركتها رحلة سفارى لا رحلة الحياة اما رفيقها برحلة الحياة فلا تستطيع التفكير بغير احمد شريكا لها فيها
ـ وكما المح لها اكثر من مرة فهو بالفعل على قمة اولوياتها فهل يعنى هذا انها تحبه دون ان تدرى
اخرجها من شرودها صوت طرقات خفيفة على الباب فلم ترد ظنا ان عمها ابراهيم جاء ليسالها عن اسباب عدم الرد على مروان كما سالها من قبل وتعللت بعطل بجهازها المحمول، وعندما وجدته يفتح الباب تظاهرت بالنوم لانها لا تريد الحديث بهذا الشان، فوجدته يقف بجوار السرير ويناديها بصوت هامس وكانه يريد ان يتاكد من نومها قبل ان يخرج ولدهشتها قد اغلق عليها باب غرفتها بالمفتاح، اصيبت بالدهشة لفعلته، وارتعبت وهى تشعر بانه لا ينوى بها خيرا وتذكرت كلام احمد عن رغبة عمها بالانتقام منها لسبب لا تعلمه، ظلت ثابتة منتبهة الحواس حتى استمعت لصوت باب الشقة يفتح ثم يغلق بحرص شديد ثم خطوات متجهة لغرفة الاستقبال التى سمعت صوت بابها يغلق، فكرت للحظات فتذكرت ان شرفة غرفتها مشتركة مع غرفة عمها، وعمها الان فى غرفة الاستقبال مع من حرص الا تراه، خرجت من غرفتها للشرفة التى دلفت منها لغرفة عمها لتخرج منها لتواجه باب غرفة الاستقبال المغلق لتنظر من ثقب المفتاح لتفاجا بان الزائر هو مروان الذي يفترض انه الان بامريكا وكانت مفاجاتها وصدمتها اكبر بعد استمعت لحديثهم الذى وصلها عبر الباب.
ـ مروان بسوقية: انا مليش دعوى باللى انت بتقوله، احنا اتفاقنا كان واضح وانا نفذته، اتعرف عليها واشغالها لغاية ما توافق نكتب الكتاب ......... اختفى واقعد اكلمها واوعدها انى جاى اخدها واول ما ابوها يموت اطلب الوصاية بصفتى جوزها، واسلمك ميراثها تسلمنى حقى واسافر، ايه اللى اتغيير.
ـ ابراهيم بانفعال: يعنى انا كنت رجعت فى كلامى، ما الظروف هى اللى اتغيرت.
ـ مروان بعصبية: وايه اللى اتغير ماهى لسه مراتى.
ـ ابراهيم بتوتر: انت غبى بقولك هو وهى اتفقوا وبيخططوا لحاجة، هى متغيرة معايا، ورافضة ترد عليك ولما سالتها كدبت وقالت تليفونها بايظ وانا اتاكدت انه شغال، شكلهم شكين فى الموضوع، وطبعا اول حاجة هيعملها انه يسال عليك وساعتها هيعرف انك مفلس وصايع ومدمن كحول وعندك مشاكل كتير، وساعتها ولا كاننا عملنا حاجة، هترفع عليك خلع لو ما طلقتهاش، ومش بس كده، دى هترجعلوا وهى شايفاه البطل اللى انقذها من الاشرار، وانت ماتعرفش احمد يقدر يعمل ايه مش هيسبنا.
ـ مروان بحدة: وانا ذنبى ايه انت اللى غلطت وبوظت الدنيا لما قلت لهم على جوازنا قبل ما ابوها يموت.
ـ ابراهيم بغضب: غصب عنى حولت اخوفها وامنعها صممت وكانت طالعه من غيرى اضطريت اطلع معها، منها احسن موقفى وكانى انا اللى بقولهم وكمان اعرف هيقوالوا ايه.
ـ مروان بغضب: واديك مش عارف حاجة، وكمان بتتهرب منى وبتكدب وتقول مسافر، لولا طبيت عليك.
ـ ابراهيم بغضب: وده يعنى صح، اقدر كانت صاحية، الموقف كان يبقى ايه.
ـ مروان بعصبية: انت اللى اضطريتنى، سايبنى وانت عارف انى هاطرد من الفندق ومعاييش مصارييف واختفيت.
ـ ابراهيم بهمس غاضب : مختفتش يا غبى، اكيد هو متاكد انى ورا الموضوع كله، محبتش اوصله لك، عمتا خد دول واستنى منى مكالمة، ابلغك باخر التطورات ونشوف الخطوة الجاية، استنى هنا
خرج من الغرفة ليتاكد من خلو السلم والمصعد من احد قد يرى مروان ليراها تحاول الرجوع لغرفته، ليقف امامها، وكل منهم ينظر للاخر بصدمة وذهول، ليقطع صمتهم خروج مروان.
ـ مروان بفزع : منى.
لتفق من ذهولها وتحاول الوصول لباب الشقة ليلحق بها مروان بخطوات واسعة لتشعر بصدمة خلف عنقها ثم تهوى فاقدة الشعور بكل شئ
ـ ابراهيم بفزع: ايه اللى انت هببته ده.
ـ مروان بعصبية: يعنى الحق عليا انى لحقتها، وكنت عايزنى اسيبها تطلع لحبيب القلب تستنجد به وتفضحنا.
ـ ابراهيم بارتباك: عندك حق مش لازم يشوفها لغاية ما موضوعنا ينتهى، طيب هنعمل ايه دلوقتى، ما ينفعش تبات هنا، اطلع بيها على الفندق وكده كده هى مراتك والقسيمة معاك.
ـ مروان باستنكار: اه، عشان تفوق وتودينى فى داهية.
ـ ابراهيم بارتباك: طيب احنا كده محتاجين مكان نقعدها فيه، بس انا تقريبا قاطعت كل معارف هنا من اول ما سافرت.
ـ مروان بسخرية: معارف ايه ياباشا، ياباشا وحتى لو لسه فيه ود مافيش حد منهم ممكن يساعدك فى حاجة زى دى، معرفتك وعزوتك هما قرشك.
ـ ابراهيم بحيرة: تقصد ايه!
ـ مروان بحزم: لو على المكان موجود، بس مهره غالى شوية.
ـ ابراهيم بحيرة: يعنى ايه! مش فاهم.
ـ مروان: يعنى اعرف فيلا مطرفة فى حتة مهجورة بس ايجارها غالى.
ـ ابراهيم بتردد:وصاحبها هيرضى ياجرها واحنا داخلين بالهانم شايلنها كده
ـ مروان متهكما: ياباشا خليك معايا على نفس الموجه امال هى ايجارها غالى ليه، صاحبها ملوش باللى يحصل جواها، اللى جايب معه واحدة متجوزة ومش عايز حد يشوفهم، واللى معه سريقة وعايز يكمرها، واللى هربان وعايز مكان يتوى فيه، هو بيخلى مسئوليته بان يمضيك على عقد ايجار وبعد كده اعمل فيها اللى انت عايزه ما يخصوش.
ـ ابراهيم خانعا: طيب اتصل اتفق معه عقبال ما فكر هاقولهم راحت فين.
وبعد حوالى عشرة دقائق
ـ مروان : الفيلا فى انتظارنا خلاص يا باشا، بس خلى بالك الطريق طويل ولو فاقت هتفضحنى.
ـ ابراهيم بثقة: متقلقش هاجيب قرص مهدئ نشربهولها هتفضل نايمة اكتر من اتناشر ساعة ولو حد قبلك قوله مراتى تعبانة ووريه القسيمة، وانا كمان تقريبا رتبت هنتصرف ازاى، بس ركز معايا مش عايزين غلط تانى.
ـ مروان بسخرية: والغلط الاولانى ما كنش تبعى ياباشا، وأكيد أن شاء الله مش يحصل غلط، أصلى سمعتك وأنت بتشور على الهانم فى التليفون، والهانم دى دماغها الماظ. 
ـ ابراهيم بحرج: خلاص خلصنا، اسمع، انت هتنزل تأجر عربية وتقربها من غير حس من الباب الورانى للعمارة وتطلع ننزلها وتاخد العربية وتطلع على الفيلا دى، وانت طبعا هتسيب لى العنوان اول ما اعرف اهرب منهم هاجيلك.
ـ مروان بتهديد: بس ما تتاخرش عليا وتتهرب من تانى.
ـ ابراهيم بعصبية: انت غبى هاتهرب منك وهى معاك، المهم اوعى تلمسها ولا تقرب منها، ولاتمد ايدك عليها، والا حسابك هيبقى معايا، ده غير ان اتفقنا يبقى لاغى وملكيش عندى مليم.
ـ مروان بسخرية: على ايه يعنى، شايفها ست الحسن و الجمال، ما تخافش بس هات ايجار اسبوع على الاقل
ـ ابراهيم بثقة: يومين كفاية انا مش هتاخر عليك اكتر من كده، وكمان هديك فلوس تجيب اكل يكفيكوا اليومين مش عايزك تخرج وتسيبها نهائى.
ـ مروان بقلق: وهتقولهم راحت فين.
ـ ابراهيم بثة: لاقيت فكرة ممتازة وهاضرب كل العصافير بحجر واحد، هخليه يصدق انها مشيت وراحتلك بمزاجها، وكمان يكرهها وما يدورش عليها، واهم حاجة هتحسن صورتى ومش هيشك فيا ويمكن اصعب عليه كمان.
ـ مروان بسخرية: مش قولت لك الهانم دى دماغها الماظ، فكرة ايه الجامدة دى.
ـ ابراهيم بضيق:قبل ماتمشى هاديك تليفونها بعد ما احفظ عليه رساله وفي نص الطريق هتبعت الرسالة وبعد ما تبعتها شيل البطارية من التليفون عشان مايقدرش يتبعه
ـ مروان بقلق: وهو مش هيشك ان مش هى اللى بعتاها.
ـ ابراهيم بثقة: لا لانى هاكتب له اماراة المفروض هو قالها بينها وبينه
ثم اتى بجهازها المحمول وبدا فى تدوين الرسالة وهو يردد ما يكتب
{اسفة يا احمد انت راهنت على ذكائى وطيبتي بس قلبى كسب الرهان، انا رحت لجوزى، خلى عمى ابراهيم يسامحنى، انا حطتله قرصين من المهدئ بتاعه فى الشاى، لانه من ساعه ماتخانق مع باباك بسببى اتخانق مع مروان وعايز يفرقنا، سامحونى واتمنولى السعاده}
ودخل ابراهيم الى غرفته واحضر المهدئ الخاص به واذاب قرص فى نصف كوب ماء ثم صبه فى فاه منى صبا، واذاب قرصين فى كوب من الشاى وساعد مروان فى انزال منى وادخالها السيارة ثم عاد لشقته وتناول كوب الشاى ونام بمكانه على الاريكة.
********************************

حياة عادية بقلم / منى الفوليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن