الجزء الخامس عشر

1.6K 52 4
                                    

حياة عادية
الجزء الخامس عشر
بعد ساعتين استيقظ احمد على صوت وصول رسالة لهاتفه المحمول فقراها بصدمة واخذ يتمتم بذهول: مش ممكن!
ثم خرج من شقته مسرعا وهبط حيث شقة عمه ابراهيم وظل يطرق الباب بقوة فلم يرد أحد فصعد لشقته فوجد والده استيقظ من شدة الطرق ويساله بقلق: فى ايه يا احمد؟
ـ أحمد بذعر: مصيبة يا بابا، منى هربت وعمى فى الشقة ما بيردش مش عارف عملت فيه ايه.
ـ عصمت بتوتر: طيب اهدى، احنا ناخد مفتاح شقة العيلة هى فيها نسخة من كل مفاتيح العمارة.
ـ أحمد بلهفة: عندك حق يالا بسرعة.
هبطا معا وبالفعل نجحا فى دخول شقة ابراهيم وحاولا ايقاظه فلم يستطيعا فاستدعى أحمد الطبيب.
ـ الطبيب مطمئنا: ماتقلقش هو الحمد لله ما حصلوش تسمم، لكن عنده هبوط وانخفاض فى الضغط لان المهدئ ده قوى جدا وما ينفعش ياخد اكتر من الجرعة المقررة،لاخدوا بالكم المرة الجاية، المحاليل اللى معلقها هتزبط الضغط، وهو يمكن يفضل نايم لبكرة فماتقلقوش ده طبيعى.
ـ أحمد: شكرا يادكتور.
وقام بايصاله ثم عاد لابيه بغرفة عمه
ـ عصمت بحدة: شفت الهانم اللى بتدافع عنها وكنت هخسر اخويا بسببها، كانت هتقضى عليه، مش ممكن ابدا دى تكون بنت امال ومحمد ابدا، الحمد لله انها ظهرت على حقيقتها قبل ماتدبس فيها.
ـ أحمد بثقة: يابابا منى مش ممكن تفكر كده، ماشى هى فعلا اللى اختارت تمشى، لكن انت تصدق انها ممكن تعمل كده فى عمها، الموضوع فيه حاجة غلط.
ـ عصمت بحدة: انت لسه هتدافع انها، بس انا مش عايز اسمع سيرة البنت دى تانى، وربنا يستر على اللى مرمى ده، ويستر كمان على ابوها اللى مش عارف لو قام من الغيبوبة وسأل عليها هاقوله ايه، ربنا يتولاه ويتولانا.
********************************
استيقظت من نومها وحاولت تحريك جسدها فوجدت ان اطرافها الاربع مقيدين بشئ ما ففتحت عينيها لتجد نفسها فى غرفة تراها لاول مرة وجميع اطرافها مقيدة بحبل الى السرير الذى ترقد عليه، حاولت التملص من قيوده المحكمة فلم تفلح واصاب يدها الم شديد من جراء المحاولة فتآوهت بصوت عالى، جاء مروان على صوتها، ليقف امام الباب المفتوح وهو ياكل من احدى عبوات الوجبات الجاهزة وتكلم بطريقة مقززة والطعام بفمه.
ـ مروان ساخرا: اه البرنسيسة صحيت، صباح الخير يا زوجتى العزيزة ثم انفجر فى ا لضحك.
نظرت له منى باشمئزاز ووجهت نظرها للجهة الاخرى.
ـ مروان بسخرية: دلوقتى مش عاجب، مش انا برضه اللى كنت مبهورة به وكسرتى قلب حبيب القلب عشانه.
ـ منى بحدة: اياك تنطق اسمه على لسانه.
ـ مروان بسوقية: بقولك ايه يا بت انتى اتعدلى معايا، بدل ما اعمل فيكى اللى يكسر عينيك اللى قرفانه تبصلى، ويخرس حسك اللى على عليا، خليكى حلوة والزمى حدودك.
ـ منى باشمئزاز: انت طبيعى، خاطفنى ورابطنى، وبتقولى الزمى حدودك.
ـ مروان بتهكم: هو فى حد بيخطف مراته برضه يا حبى، هى الخبطة كانت جامدة لدرجة انك نسيتى ااننا اتجوزنا.
ـ منى بحدة: انا معرفكش وما تجوزتكش، انت نصبت عليا.
ـ مروان بحقد: اه طبعا مانت مش ممكن تتجوزينى، حضرتك اتجوزتى مروان بيه الصاوى المليادير ابن الاصول، لكن بقى للاسف القسيمة اللى ماضيتى عليها ما فيهاش اى حاجة من الكلام ده، فيها اسم وبس، اسمى انا يعنى منى هانم بنت الاكابر اتجوزتنى انا، اما بقى حكاية متعرفنيش مفيش مشكلة نتعرف احنا ورانا ايه، عمك رامينا يومين لحد ما يقدر يزوغ ويجى لنا، بس ياستى انا مروان من خمس سنين كنت باشتغل خيراتى فخان الخليلى [ جاوب بدون ان تسأله]  طبعا انت عايزة تعرفى يعنى ايه خيراتى، انا كنت بتكلم اكتر من خمس لغات لبلب وده مع انى ماكملتش تعليمى وباكتب العربى بالعافيه، بس كلنا بنبقى كده من كتر الاختلاط بالاجانب، ما احنا شغلتنا اننا نقف قدام البازار نلاغى الاجانب ونجر رجليهم ونشيلهم اللى نقدر عليه باعلى سعر، وبناخد من البازار نسبة من الى بيدفعه الزبون، واللى قدامك ده كان استاذ فى مهنته خصوصا مع الحريم، زى مانت شايفة انا خدت اغلب رزقى فى هيئتى، يعنى شكل وجمال وجسم وحركات لكن لا علام ولا اهل ولا فلوس، بس الحظ كله كان هيتغيير لما مزة امريكانى وقعت فى العبد لله هى صحيح كانت كبيرة شوية بس فرسة،عيشنا مع بعض يومين حلويين، لدرجة انها ما قدرتش على بعدى وصممت اسافر معاها، واتكفلت هى بكل المصاريف الاجراءات، لكن بنت الجزمة بعد معلمتنى الشرب، الا ايه مينفعش تعيش مع مدمن كحوليات، وانى بقيت عنيف ومفيش منى فايدة وطردتنى، اتشردت شوية، بس اتعرفت بعد كده على شلة شباب امريكانى من اصل عربى بس ايه، اخر ضياع، رشقت فيهم، انجزلهم المصلحة من ديلر اتعرفت عليه هناك، او اعلق مزة متراهنين عليها، اى حاجة وكل حاجة بدل بيدفعوا، وبعد فترة لقيت معاهم بت جديدة مصرية اسمها يارا، وعرفت انها معرفتهم من سنين وغاليه عليهم بس هى كانت سافرت مصر من كام سنة، بس رجعت تانى، واتعرفت عليها وكنت باخدمها زيهم، هى كانت حلوة قوى ودماغها مطرقعة بس كان واضح انها فى حاجة قهرها وبتدارى، وفى يوم اسود فى جنونة من جنانهم بالعربيات عاملوا حادثة كبيرة قوى مع بعض وثلاثة منهم ماتوا وكان من ضمنهم يارا، واضطريت ارجع للتشرد تانى لان حتى العيال اللى اتبقوا اهلهم شدوا عليهم ومبقوش بيخرجوا على حريتهم زى زمان، لغايه ماعمك المحترم جانى وطلب منى العب عليكى اللعبة دى، وما تسأليش ليه لان انا نفسى معرفش كل اللى انا عارفه انه مغلول منك اوى انت واللى اسمه أحمد، ادينى اهو ريحت بالك وقلتلك كل حاجة عشان ماتزنيش كتير ولما يجى عمك ابقى اسأليه على الباقى، بصى انا بجد مش عايز أذيكى انت بالنسبة لى مجرد شغل، بس انا عصبى فحاولى ماتنرفزنيش وانا هاعاملك كويس، اجيبلك تاكلى.
ـ منى بهدوء: شكرا مش جعانة.
ـ مروان برضا:كويس انك فهمتينى وبتتكلمى بادب، كده نخلى اليومين اللى قاعدنهم مع بعض يعدوا على خير، بس كنتى اكلتى احسن انت ما كلتيش من امبارح.
ـ منى بهدوء: شكرا، اول ما اقدر اكل هاقولك.
مروان : وبرضه لو حبيتى تخشى الحمام قولى وانا هافكك
منى : شكرا
********************************
فى اليوم التالى اتى ابراهيم محملا بالكثير من الاطعمه ففتح له مروان وتناول منه ما يحمله قائلا: عملت ايه، حد شك فى حاجة.
ـ ابراهيم بابتسامة: زى ما قلت لك بالضبط الرسالة عملت اللى عليها وزيادة، مش طايقنها، وكانوا هيتجننوا عليا، عملت ايه معها؟
ـ مروان : من ساعة ما فاقت وهى كويسة وهادية بس ما بتاكلش خالص.
ـ ابراهيم بتوتر: هى فى اى اوضة؟
فاشار له على غرفتها ففتح الباب ودلف اليها ففوجئ بها مقيدة الى السرير فاسرع اليها يفكها وهو يقول:انت اتجننت، انت رابطها، هو ده اللى قولته لك.
ـ مروان بحدة: امال اسيبها تهرب.
ـ ابراهيم بحدة: اسكت دلوقتى خالص وحسابك معايا بعدين [وجه حديثه لها] انت كويسة عملك اى حاجة تانية ضايقتك.
فهزت راسها علامة النفى
فتنهد براحة وقال: طيب ما بتاكليش ليه، انت كده هتتعبى ومش هضرى حد غير نفسك.
ـ منى بخفوت: مش عايزة، مش عايزة اى حاجة غير انى اعرف ليه.
ابراهيم متكلما بهدؤ رغم شرارات من نار تقدح بعينيه: عايزة تعرفى ليه، انا هاقولك ليه، عشان لازم تدوقوا المر اللى انا شربته عشان حياتكم لازم تدمر زى ما دمرتوا حياتى.
ـ منى بذهول: مين دول اللى دمروا حياتك!
ـ ابراهيم بحقد: كلكم ابوكى وعمك وانت واحمد.
ـ منى بدهشة: انا ازاى حضرتك سافرت من وانا طفلة ولما رجعت انا حبيتك جدا وقربت من طنط سوسن ويارا وحبيتهم اوى وربنا عالم انا اتاثرت اد ايه بموت يارا الله يرحمها.
ـ ابراهيم بانفعال: اتاثرتى بموتها اللى انت كنتى السبب فيه.
ـ منى بصدمة: ايه! انت بتقول ايه ازاى وهى ماتت فى امريكا وانا هنا وعمرى ما فكرت أأذايها بالعكس كنا صحاب.
ـ ابراهيم بحدة: دى الحقيقة انت واحمد السبب فى موتها وكمان ابوكى وعمك السبب فى غربتنا وموتها فى امريكا بعيد عن بلدها ومش من قبل موتها بس لا من اول ما سافرت من خمستاشر سنه غربه، الحكايه ابتدت لما جدك مات ومسبش غير حته ارض زراعية وابوكى وعمك عصمت كانوا متخرجين من كلية تجارة وبيشتغلوا فى وظايف حكومة عادية ابوكى كان متجوز امك العاقر اللى مبتخلفش واللى داخ بيها على الدكاترة وعصمت متجوز ومخلف سامح وقتها كنت انا متخرج من كليه هندسة وكنت الاول على دفعتى ومرشح اكون معيد لكن انا رفضت واشتغلت فى شركة مقاولات كبيرة لانى كان ليا حلم تانى حلمى، انى ابقى غنى وصاحب اكبر شركة مقاولات فى مصر ووقتها اتعرفت فى الشركة بحب عمرى سوسن، والعقبة اللى وقفت ادامى انى نصيبى فى الارض ميكفيش انى أبدأ تاسيس الشركة وأبدأ رحلتى للنجاح والغنى حاولت اقنع اخواتى ان نبيع الارض كلها ويشاركونى فى تحقيق الحلم، ورغم انهم تعبونى جدا بسبب غباءهم ورضاهم بحالهم بدون اى طموح لتغييره الا انى فالاخر قدرت اقنعهم وخدوا اجازات بدون مرتب وابتدينا شغل، انا شلت الشركة كلها على كتافى لانى المهندس الوحيد ما بينهم وبمجهودى انا وتفوقى الشركة بقى ليها اسم ووقفت على رجليها وساعتها قدرت اتقدم لسوسن والغريب انها مكنتش عاجبهم، واحد متمسك بواحدة عاقر ولا راضى يطلقها ولا يتجوز عليها والتانى متجوز فلاحة معها دبلوم ومع ذلك كل واحد يقولك دى اصيلة وبنت حلال ومن توبنا، لكن سوسن الجميلة المتعلمة مغرورة ومش من توبنا وده طبعا لانهم غيرانين انى احسن منهم فى كل حاجة ذكائى وشهادتى وكمان عروستى.
صمت ليلتقط انفاسه فنظرت له منى بوجل وهى تشعر بأنه شخص غير سوى نفسيا ولكنها لم ترغب بمعارضته فيما قصه عليها حتى يتم قصته لتعرف ما السر وراء افعاله وكيف تسببت هى بموته ابنته يارا دون أن تدرى.
ـ ابراهيم مكملا: وفعلا حياتنا اتغيرت اخواتى قدموا استقالتهم واشترينا العمارة اللى عايشين فيها فى مكان راقى يناسب مكانتى الجديدة والغريب انهم كانوا زعلانين على فراق الفقرومفكروش انهم اتنقلوا نقلة تانية بذكائى ومجهودى، عشت مع سوسن اجمل ايام حياتى واحلوت اكتر بولادة يارا حبيبة قلبى اللى ورثت جمال سوسن كله وبعدين ويارا عندها اربع سنين وبسبب الغنى اللى بقوا فيه من خيرى ابوكى قدر يعمل لامك عملية تلقيح صناعى واتولدتى انت، وطبعا امك ومرات عمك عصمت كانوا اصحاب وما بيفترقوش عن بعض بعكس معاملتهم الجافة لسوسن بسبب غيرتهم منها وابتدا كلام يتقال عليكى من وانت سنة، عصمت ومراته كانوا بينادوكى بمرات ابنى رغم ان كان عندك سنة واحدة ومحمد وامك كانوا فرحانين بده وبيضحكوا عليه وساعتها عرفت انهم هيجوزكى لاحمد عشان يستولوا على الشركة، لما طالبتهم بحقى اللى يخلينى متحكم دايما فى الشركة رافضوا واضطرونى انى اسافر واتغرب بمراتى وبنتى، وكانوا السبب بانها تتربى فمكان غريب عن عادتنا وتقليدنا وحسيت انها هتضيع منى، فاضطريت انى ارجع وانا فاكر ان مشكلتى فى الشركة انتهت بموت سامح، لكن لما رجعت فوجئت ان الباشمهندس الجديد استولى عليها، ورغم انى كنت هتجنن منه، لكن فرحت لما لقيت يارا اتغيرت، والتزمت فى دراستها، لغاية ما فهمت السبب وانا شايف نظرات الاعجاب اللى بتوجهها لاحمد وملاحقتها ليه فى كل مكان، حسيت ان ربنا بيعوضنى، صحيح انا مكنتش طايقه بس منكرش انه يعتبر معجزة فى الهندسة اكتر منى ومن اخوه، وانه فعلا عمل طفرة فى الشركة، يعنى ماكنتش هلاقى زوج احسن منه ليارا، وكفاية انها اتغيرت بسببه، لكن اللى ما تخيلتوش ان المجنون ده هو اللى يرفض حب يارا ويكسر قلبها، والاغرب من رفضه سبب الرفض، يارا اللى اى بنى ادام يتمنها تترفض عشان المتخلف بيحب طفلة فى ثانوى، ما تحلمش تكون وصيفة لبنتى، انت ياهانم، انت اللى الباشمهندس كسر قلب بنتى عشانها.
لم تستطع منى الرد وظهرت نظرات الدهشة على جلية ووجهها
ـ ابراهيم ضاحكا: حتى انت نفسك مستغربة، والاغرب انها فضلت تحاول معه سنة كاملة وهو عديم الاحساس كل مرة يجرحها بحبه ليكى، لغاية اليوم اللى دبحها فى بسكينة تلمة، صعبت على وحاولت اساعدها، طلبت منه انه يتجوزها وهدية جوازهم هتبقى ان اكتب نصيبى فى الشركة باسمه، حاول يرفض لكن انا صممت انه ياخد وقته فى التفكير، وفى نفس اليوم وكلنا مجتمعين فى شقة العيلة فوجئت به بيقول لباباكى، انه عايز يبدا من دلوقتى فى تجهيز شقتكم لانه ناوى انكم تتجوزوا اول بعد ما تدخلي الجامعة، شفت فى عيون بنتى صدمه مش قادر انساها ولولا ان سوسن اتصرفت واستأذنت انها تعبانة كانت انهارت قدامكم، وفعلا انهارت تماما وما اتمسكتش الا لما سوسن هداتها ووعدتها انها هتتصرف، ولو هو مش عايز يسيبك، يبقى نخليكى انت اللى تسبيه، وفعلا سوسن ويارا قربوا منك جامد وبدؤا يلفتوا نظرك لعيوب مكنتش شايفها فيه، وكمان يغيروا نظرتك للحياة والحب ورغم انهم نجحوا جدا بسبب سذاجتك والحياة الوهمية اللى انت عايشة فيها مع رواياتك، لكن هو كل يوم تمسكه بك بيزيد، حتى بعد ما اسلوبك معه اتغير، وبقيتى جافة وعندية ومفيش حاجة بقت ترضيكى، لكن فضل مكمل وكأنه مش حاسس باى تغيير، حتى لما يارا اوحت لك انك تصممى انك تسكنى فى فيلا، وانت شبطى زى العيال الصغيرة لما عمك وباباكى رفضوا أشترى بفلوسه الخاصة مخزن كبيرعشان يفضى المخزن اللى فى العمارة ويعمل فيه حمام سباحة وجيم وكمان عملك جنينة فى الروف، ساعتها هى اتاكدت ان مافيش فايدة، وصممت اننا نرجع امريكا وهناك رجعت اسوء من الاول وكأنها بدمر نفسها وحتى لما حصلت الحادثة ودخلت فى غيبوبة كل الدكاترة اكدوا انها مش بتستجيب للعلاج لانها رافضة الحياة، استسلمت للموت زى ما استسلمت لرفضه [بهستيريا جعلتها تخشاه] هو اللى اقتلها بحبه ليكى، انتوا الاتنين اللى كسرتوا قلبها وموتوها بحسرتها، وكمان سوسن بعدت عنى واتهمتنى انى شريكم بقتلها بضعفى وسكوتى على ظلمكم، سبتنى لوحدى غريب ومنبوذ عايش على المهدئات، نفسى انتقم منكم واثبت لها انى قوى وعرفت اخد حق يارا [بحقد] لحد ماعصمت اتصل يقول لى ان محمد دخل الغيبوبة تانى وان الدكاترة مش متفائلين لان الشظية اتحركت من مكانها وموته اصبح مسألة وقت، ساعتها جاتنى الفكرة، انت قاصر ولو ابوكى مات عمك عصمت هياخد الوصايا ويجوزك ابنه وساعتها بنتى تتعذب فى قبرها، لكن لو اتجوزتى غيره قلبه يتحرق زى ما حرق قلبها، ولو اللى اتجوزتيه ده سلمنى نصيبك فى الشركة يبقى دمرت هم خطتهم اللى قتلوا بسببها بنتى، وارجع اتحكم فى الشركة تانى واطرد احمد منها واثبت لسوسن انى مش ضعيف وعرفت انتقم من اللى دمرونا، عرفتى دلوقتى ليه [بصراخ] ماتردى.
ـ منى بخوف: ارد على ايه مش عارفه، مش عارفة اقولك ايه
ـ ابراهيم بجمود: عندك حق اللى انتوا عملتوه ما يتردش عليه بالكلام اللى انا عملته هو الرد الصحيح، كان نفسى تشوفيه وهو هيتجنن بعد ما قرا رسالتك واتاكد انك هربتى منه، شوفت فى عنيه الحسرة اللى شوفتها فى عيون يارا وشفيت غليلى.
ـ منى بفضول: رساله ايه!
ـ ابراهيم هاتفا: مروان هات تليفون العروسة.
دخل مروان حاملا هاتفها المحمول فاخذه منه ابراهيم وقربه من عينيها بعد وضع به بطاريته وفتحه على الرساله التى ارسلها لاحمد
ـ منى بصدمة: ايه ده انا ما بعتش حاجة!
ـ ابراهيم ساخرا: انا وانت واحد يابنت اخويا، امال عايزنى اقوله روحتى فين وخصوصا وهو شاك انى ورا الموضوع كله، طول عمره ذكى المرة الوحيدة اللى استغبى فيها اما راهن عليكى.
واخذ هاتفها وخرج من الغرفة بعد ان اخرج بطاريته منه مرة أخرى
********************************

حياة عادية بقلم / منى الفوليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن