الجزء الثانى والعشرون والاخير

2.7K 101 58
                                    

حياة عادية
الجزء الثانى والعشرون والاخير

أسفل مبنى المسيرى
خرج أحمد من المبنى ليجد منى مستندة الى سيارته.
ـ منى بسعاده: صباح الخير يا أحمد، متأخر النهارده ليه، امبارح كان أخر يوم فى الاجازة المرضية اللى أنت قدمتها لى، والنهاردة أول يوم هرجع الجامعه وعايزة أروح فى ميعادى.
ـ أحمد ببرود: وبدل أنت متأخرة واقفة ومعطله نفسك ليه؟
ـ منى بحيرة: وهاروح ازاى وأنت مانزلتش!
ـ أحمد ببرود: لا أتعودى، أصل ظروف شغلى اتغيرت، ومش هينفع أوصلك تانى.
ـ منى بانفعال: وأنا هاروح الكلية ازاى.
ـ أحمد هازئا: واحدة بظروفك المادية دى تقدر تشترى أحدث عربية، خلى زمايلك يعرفوا يعنى ايه عربيات.
ـ منى باستعطاف: طيب وصلنى لغاية ما أشترى وتعلمنى السواقة.
ـ أحمد باستنكار: ممكن تأخدى تاكسى لغاية ما تشترى، وبعدين ما فتكرش أنى قلت أنى هاعلمك السواقة.
ـ منى بانفعال: امال مين اللى هيعلمنى؟
ـ أحمد ببرود: دورى على مدرسة واشتركى فيها و اتعلمى،عن اذنك بقى عشان معطلانى.
ركب سيارته وانطلق بها وتركها وراءه مذهولة تصارع دموعها جفونها التى تمنعها من النزول لتفاجأ به وقد عاد بسيارته ليقف امامها تماما ليطل من نافذته ليقول ببروده المكتسب حديثا: متركبيش تاكسى اطلبي اوبر وابعتى لى صورة من بيانات السواق، ومدرسة السواقة تبقى للستات وبس والمدربة ست وتدينى نسخة من مواعيدك.
وانطلق للمرة الثانية
**********************************
فى كافيتريا الجامعه
ـ منى بعصبية: انا خلاص انا هتجنن، مش عارفة اعملوه ايه عشان يسامحنى، انا تعبت، كل ماقول لنفسي انسيه زى ما نسيكي، الاقي قلبي يقولى بس هو بيحبك وعنيه بتقول كلام غير اللى بيقوله لسانه وارجع أحس بالامل، وفى لحظة واحدة يدبحنى بكلمه.
ـ رضوى ضاحكة: هو اللى انت عملتيه فيه شوية، اشربى بقى.
ـ منى بعتاب: كده يارضوى حتى انت شمتانه فيا.
ـ رضوى بمواساة: انا برضه أشمت فيك، انا بس باوضحلك سبب عمايله.
ـ منى بندم: والله عارفه انى غلطت، بس انا قولت له كل كلمات الاعتذار اللى أعرفها.
ـ رضوى باستياء: هى دى المشكله، انك بتقولى كلام، مش معقوله لغاية دلوقتى ما فهمتيش، أحمد سامحك من زما ن وقالك ده بكل افعاله، لما جه جرى بطيارة عشان يلحقك، لما عيط مش مصدق انك رجعتيله، لما كان عنده استعداد يمضى ورق على نفسه انه مسئول عن اللى حصل فى فيلا الزفت، عشان بس ما تركبيش البوكس، أحمد مش عايزك تعتذرى ولا تتكلمى.
ـ منى بحيرة: امال عايز ايه!
ـ رضوى بانفعال: أحمد عايزك تتغيرى، أنت تعبتيه وظلمتيه أوى يا منى، ومش هيقدر يستحمل منك كده تانى خصوصا لو الجنونة رجعت لك وانتم معكم ولد ولا اتنين، محتاج انك تطمنيه انك أتعلمتى الدرس واستوعبتيه، خايف يكون أعتذارك وندمك وضع مؤقت بسبب الظروف اللى مرتى بها.
ـ منى بضيق: والحل؟ أقوله ايه عشان يصدق أنى أتعلمت من غلطى واتغيرت.
ـ رضوى بنفاذ صبر: لو عايزة تقولى معلومة لواحد امريكى مثلا هتقوليها باي لغة.
ـ منى ببساطة: انجليزى طبعا.
ـ رضوى بغموض: ولو ما بتعرفيش انجليزى؟
ـ منى بتفكير: هاحاول اترجمها من قاموس او جوجل.
ـ رضوى باصرار: لو الكلام ما بينكم مش مجرد جملة وهيبقى مديرك مثلا وهتتعملى معه يوميا.
ـ منى بابتسامة: لا ده أنا أتعلم له انجليزى بقى.
رضوى بفرحة: برافو عليكى، أحمد عمره ما أعترف بلغة الكلام، طول عمره بتكلم بأفعاله، عمره ما أقلك باحبك، بس شوفتيها منه فى كل تصرف وفعل، أول حاجة تثبتى له بها أنك أتغيرتى أنك تتكلمى معه بلغته وتثبتي له أنك ممكن تتعبى نفسك عشان تتفاهموا مش بتتكلمى وبس.
ـ منى بحيرة: يعنى أعمل أيه مثلا.
ـ رضوى ضاحكة: لا، ده أنا كده أجى احبهولك أسهل، يا بنتى انا أعرف أحمد من كلامك انت عليه، لكن ده حبيبك أنت اللى أتربيتى معه، شوفى أكتر حاجة كانت بتضايقه وبطلى تعمليها، واكتر حاجة ممكن تسعده أو حاجة كان مضايق أنك مش بتشاركيه فيها وأعمليها، وصلي له حبك بنفس الطريقة اللى كان بيحاول يوصلك حبه قبل ما يزهق.
ـ منى بشرود: تفتكري؟
رضوى مشجعة: حاولى.
**********************************
خرج أحمد من شقته مهرولا للأسفل فهناك الكثير من الدخان يتصاعد وكأن هناك حريق بالمكان ليجد ان الدخان يخرج من الشقة السفلية التى سبق وحولها لصالة العاب من أجل منى كما وجد بابها مفتوح فدخل بسرعه وهو ينادى بلهفه: منى، منى.
لتخرج له هادئه من الداخل وكأنها لاتشتم شئ: نعم يا أحمد، فى حاجة؟
ـ أحمد بدهشة: فى حاجة! أنت مش شامة الدخان، أنت بتعملى ايه.
ـ منى ببساطة: لا ابدا بحرق شوية كتب.

حياة عادية بقلم / منى الفوليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن