الجزء الواحد وعشرون

1.7K 59 7
                                    

حياة عادية
فصل الواحد وعشرون

بعد يومين بمستشفى خاص
ـ احمد بلهفة: حمد الله على السلامه ياعمى، الحمد لله ربنا نجاك، كان عندك بوادر ذبحة بس ربنا ستر.
ـ ابراهيم هازئا: طبعا لازم تلحقنى، ماهو ماينفعش اموت من غير ما تاخد حقك، الموت ليا راحه بعد اللى عرفته
ـ أحمد بحزن: برضه ياعمى، الغريب أن سوسن فاهمنا أكتر من حضرتك وأظن سمعتها بنفسك وهى بتقول للمهندس مدحت أنها متأكدة أنى مش هاسيبك حتى لو مش عاجبنى تصرفاتك لانك عمى، وهساعدك لو مش عشانك هيبقى عشان بابا [تنهد بحزن وأكمل] عامه أنا هعتبر نفسى ما سمعتش كلامك الأخير، وعلى فكرة أنت تعبت قبل ما تعرف الموضوع أنتهى على أيه،
ـ ابراهيم بقهر: ايه ناقص أيه تعذبنى به، خانتنى معه.
ـ أحمد كاتما غضبه: عمى أنا هاراعى حالتك النفسية والصحية، بس ياريت تدينى فرصة أكمل كلامى، الفيديو اللى أنت شفته ده مكانش مقصود يتصور لكن المهندس مدحت عنده كاميرا فى كل مكاتب شركته، ولما لقى المقابلة بينه وبين سوسن اتسجلت فكر يحتفظ به فى خزنته لأنه كان خايف من غدرها بعد ما رفض يساعدها، خصوصا أنها تعرف مراته وممكن توصل لها الصورة غلط، الباقى بقى عرفته بعد كده أنها من خوفها من مواجهتى وخصوصا أن ملهاش حد يحميها قررت أنها تخلص مننا أحنا الاتنين بأن واحد فينا يخلص على التانى أصرت تخرجك من المستشفى من غير ما تكمل علاجك، وبدأت تمنع عنك العلاج وتديك بس المهدئ اللى كان بيأثر على اعصابك، وفى نفس الوقت بتسمم أفكارك أن أحنا السبب فى موت يارا وأنك شاركت فى ده بضعفك وانك لو عايز تأخد تار يارا وترجع رجل فى نظرها يبقى لازم تنتقم منى أنا ومنى، وجاتها فرصة من دهب باتصال بابا بك عشان عمى دخل فى غيبوبة ورسمت خطة مروان وهى عارفة أن النتيجة فى كل الأحوال فى صالحها، يأما أنك تقدر تأذى منى فعلا وساعتها انا مش هاساعدك وهاسيبك لها، أو ان أنا اللى أدمرك وساعتها مش هاهتم بفلوسك، ولما حاولت تقنعنى أن منى هربت، رغم أن كل الظروف بتأكد ده لكن أنا قلبى مصدقش، وفضلت ادور عن أى معلومة عن مروان، وتأكدت أنه نصاب، خليت ناس يرقبوا سوسن لأنى عارف اى مصيبة بتبدأ وتنتهى عندها هى، وساعاتها قالولى انها بتحوم حوالين مهندس مدحت وعايزه تقابلوا باى شكل وهو رافض، وانها قابلته من كام شهر وخرجت من مكتبه مطرودة تقريبا،واتواصلت معه والرجل طلع محترم جدا وقالى الحقيقة كلها وانه ممكن يدينى الفيديو لو عايز ارفع عليها قضية واثبت انها مضيتك وانت مش فى وعيك، لكن أنا طلبت منه يساعدنى بطريقة تانية،وتقريبا انا محتاجتش لاى مجهود اقنعه يساعدنا الغبيه من غير قصد عرفته اننا صحاب الحق، خليته أخيرا يوافق يقابلها وكأنه زهق من مطاردتها، وفضل يسمع منها وهو مبين أنه أبتدا يتأثر بكلامها وبعدين أقترح عليها أنها تكتب كل حاجة بإسمه عشان مواجهتى تبقى معه هو، طبعا هى أترددت فأنا أبتديت اتصل بيها وأفهمها أنك تحت ايدى وأنتقمت منك، وأن الدور عليها وأنى هاخليها تشحت وعشان كده بعتك أسيوط وموبيلك أتسرق عشان متقدرش تكلمك، ساعتها طبعا جريت على مدحت ووافقت على اقتراحه ومضته على ورق ضد، والغبية معرفتش أن ورق الضد ده مليان ثغرات تخليه زى قلته، لا وكما كتبت على نفسها شيكات أكتر من رصيدها فالبنك، وهو بيفهما أن ده ضمانه انها ماتبعهوش وقت المواجهة زى ما ضمنت حقها بورق الضد، و أملاكها كلها اللى انت كتبته لها واللى هى سرقته دلوقتي اتكتبت بإسمى.
ـ ابراهيم بهذيان: يعنى مراتى طلعت خاينة، وأنا بقيت شحات، فى حاجة تانية هتنتقم بها منى ولا هتكتفى بكده.
ـ أحمد مستاءا: تانى يا عمى، عامه انا انتقامى عمره ماكان هيبقى فالفلوس لانى مش حرامى، ويمكن فعلا كان ممكن انتقم، بس وانت فى اسيوط منى ربنا نجاها، ده غير انى عرفت بمرضك وتأثير المهدئات عليك وأنك تقريبا أدمنتها، عمى أنا رغم كل اللى عمتله ما قدرتش أسيب حقك، بس كمان من حقى أجيب الحق اللى عندك.
ـ ابراهيم بتوتر: حق ايه؟
ـ أحمد بعملية: فلوس حضرتك معايا وانا مش حرامى زى ما قولت لك، بالنسبة لاملاكك بامريكا ورصيدك اللى هنا واللى هناك انا مجتش جنبهم وهم تحت أمرك، أما بقى نصيبك فى العمارة والشركه فده شيك بثلاثة بمليون جنيه، لو حطينا عليه حقوق منى عند مروان ومنهم الاتنين مليون المؤخر اللى رسم بيهم دور الشارى بالقوى وكمان طقم الالماس ابو ثلاثه مليون اللى قالها أنه اشترى لها شبكة وسابه فى امريكا وهيلبسه لها لما يجى وياخدها و وده طبعا لانك كانت الضامن والمحرك لكل اللى بيعمله فطبيعى تكون المسئول وكمان نحط عليهم كل المصاريف اللى أنا دفعتها هنا وفى أمريكا للبحث وانهاء المشكلة دى لأن من أفسد شئ عليه أصلاحه، وحضرتك كنت عايش فى امريكا وعارف مكاتب التحريات الخاصه بتتكلف قد ايه، يبقى كده حصة حضرتك فى الشركة والبيت بقوا ملكى أنا ومنى بالتساوى، انا عارف ان رغم اللى انت عملته حرام اجبرك تبيع بالغصب، فلو رافض انت حر بس تقفل شقتك وعلاقتك بالشركة هتبقى الفلوس اللى بحولها لك كل سنه، لان بعد اللى حصل صعب دلوقتى يبقى بينا جيرة أو شغل.
ـ ابراهيم باستسلام: مفيش مشكلة ومن غيرالشيك كمان.
ـ أحمد بحزم: لا انا هاحطه فى رصيد حضرتك، وربنا عالم أنى جيبت مثمن هو اللى حدد القيمة بما يرضى الله.
ـ أحمد بحنان: طيب ياعمى حضرتك ناوى على ايه؟
ـ ابراهيم خانعا: تقصد أنت ناوى لى على ايه، ما نا روحى بقت فى ايدك.
ـ أحمد بضيق: أستغفر الله يا عمى الكلمه دى حرام، ارواحنا كلنا بيد الله، عامه لوحضرتك تقصد تسألنى رأيى أيه، فأنا شايف أن أهم حاجة دلوقتى أنك تكمل علاجك، وكمان تتخلص من تأثير المهدئات على جسمك، وساعتها بس هتعرف تقرر صح.
ـ ابراهيم بتوتر: طيب وفلوسى، وسوسن.
ـ أحمد بتعاطف: انا مش بساومك على فلوسك أنا رجعت كل حاجة باسمك تانى معادا العمارة والشركة ولو كنت رفضت العرض كنت هرجعهم لك، انا باحاول أساعدك بس علشان بابا [بحزن] خصوصا لما عرفت منه أن جدتى ماتت وهى بتولدك وان والداتها كانت بتفرق فى المعامله بينك وبين أخواتك وبتتهمك أن انت اللى قتلت بنتها وده خلاك تبعد عن اخواتك وانت متخيل انهم بيفكروا زيها، عمى حضرتك عندك مشاكل نفسية من زمان وده اللى ساعد سوسن فى التحكم فيك لانها كانت عارفه نقط ضعفك وأستغلتها أسوء أستغلال [باستياء] حملتك موت يارا وهى عارفه انها بتفتح جرحك القديم وأنك مش هتقدر تعيش تانى بذنب زى ده، وهتحاول تحمله لأى حد تانى وتحاسبه عليه [باهتمام] خلينى أساعدك ياعمى، وبالنسبة لسوسن ما تقلقش هى لسه ما تعرفش انها خسرت كل حاجة، وانا سايبها على عماها لغاية ما حالة حضرتك تتحسن وتقرر هتعمل معها ايه، أرجوك ياعمى ساعد نفسك، علشان نقدر نساعدك.
ـ ابراهيم بخضوع: اعمل اللى انت شايفه.
ـ أحمد بحماسة: اوعدك انك مش هتندم، احنا هنبتدى حالا، هنا فى المستشفى فى دكتور أكتر من ممتاز، اللى كان عالجنى انا ومنى بعد الحادثة وأنا أديته فكرة عن الحاله، وأكدلى أن العلاج سهل خصوصا لو أنت عندك ارادة تخف.
ـ ابراهيم باستسلام: خلاص نبتدى باذن الله.
**********************************
فى شقة عصمت
ترتمى منى بشوق فى أحضان عمها وهى تبكى
ـ عصمت وهو يضغط عليها بحضنه بشدة: كده يامنى، كده يا بنت الغاليين توجعى قلبى عليكى، وحشتينى، وحشتينى أوى.
ـ منى وهى تنتحب: أنا أسفة، والله ضحكوا عليا، بس أنا اللى غلطانه.
ـ عصمت بحنان: خلاص ياحبيبتى اللى فات مات، المهم أنك دلوقتى بحضنى، و أحمد كمان حسابه معايا بعدين، أسبوع بحاله وأنت فى المستشفى وأنا معرفش، ويتصل يحكى لى وانتو جايين فى السكه، أيه خلاص مبقاش ليا لازمه.
ـ أحمد باعتذار: العفو يا بابا، أنا بس كنت خايف لو رجعتها على البيت، حد منهم يعرف ويأخد حذره، خصوصا وان عمى بعد ما اخد منى شقته، مشى سميرة ورجع اللى كانوا بيخدموا سوسن زمان وكلنا كنا عارفين انهم جواسيسها.
ـ عصمت بعتاب: سماح بس المرة دى عشان راجع ومعاك أحلى هدية، بس اى حاجة بعد كده اى حاجة أعرفها من البداية.
ـ أحمد برجاء: أن شاء الله مش هيبقى فى حاجة تانية من أساسه.
ـ عصمت بابتسامة: بإذن الله، طيب، طبعا أوضتك اللى هنا مش جاهزة، فادخلى ارتاحى فى حضن حنان، عقبال ما جميلة توضبها.
ـ أحمد باندفاع: مفيش داعى يا بابا، سميرة فى شقة عمى من بدرى وزمانها وضبتها ومستنية منى.
ـ عصمت بحدة: ليه ان شاء الله، هتعيش لوحديها.
ـ أحمد ببرود: وليه لا، هى صغيرة ، دى كانت ست متجوزة ومسئوله عن فيلا بحالها لوحدها، لا وفى الصحرا كمان.
لينظرا معا له بصدمة ثم تخرج مني باكية مهرولة لشقتها
ـ عصمت بغضب: أنت اتجننت، ايه اللى أنت عملته ده، هى ناقصاك.
ـ أحمد بلامبالاة: هو انا قلت حاجة غير الحقيقة.
ـ عصمت بعتاب: ليه كده يا أحمد أنت عمرك ما قسيت عليها كده.
ـ أحمد بانفعال: والنتيجة كانت أيه، يمكن لو قسينا عليها تفوق.
ـ عصمت بحزن: مش كده حتى لو صرفت نظر عن جوازكم أنت حر، بس كفاية عليها اللى هى فيه، بلاش تشمت فيها كمان.
ـ أحمد بذهول: أنا هشمت فى منى برضه يا بابا، معقول حضرتك تظن فى كده، وجواز ايه اللى أنا صرفت نظر عنه [بحزن] أنا معرفتش أنام من يوم ما أتكتب كتابها الا لما رجعت، الاسبوع اللى بيته بره كان عشان مقدرتش أبعد بعد ما لاقيتها، حجزت الاوضة اللى جنبيها ونقلت السرير جنب الحيط اللى بيفصل أوضنا، وخليت الممرضة تنقل سريرها هى كمان وكنت بنام لازق فى الحيط، مش مصدق اني قريب منها تانى، خايف تروح منى.
ـ عصمت معترضا: وهى كده مش هتروح منك وأ نت بتجرح فيها بالشكل دهز
ـ أحمد ببرود: الجرح اللي مايموتش يقوي، مني انسانه قويه وذكيه ولو اتعودت تعتمد على نفسها وتواجه هتتفاجأ هي نفسها من اللي تقدر تعمله [بفخر حاول أخفاءه] واكبر دليل اللي حصل، حضرتك كنت ممكن تتخيل ان مني تفكر وتنفذ حاجة زي اللي حكيتها لك.
ـ عصمت بصدق: الحقيقه لا.
ـ أحمد برجاء: يبقي تسيبني اعاملها براحتي، مني لازم تكتشف نفسها، وتعرف قدراتها، عشان اللي حصل ميتكررش بنفس الصورة او بشكل مختلف.
*********************************

حياة عادية بقلم / منى الفوليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن