الفصل الثاني ♡ حياة أمل ♡ صابرين شعبان

20.6K 713 13
                                    


الفصل الثالث

كان يحاول فتح عينيه و هو يشعر بأنه يطوف على غيمة داخل فراغ سرمدي لانهاية له و صوتها يأتيه من بئر سحيق كان يريد أن يرى من صاحبة الصوت الهادئ الرقيق الذي يداعب خلايا مخه و يحسه على الاستيقاظ و العودة للواقع كانت تتحدث و تتحدث و كأنها تنتظر منه أن يجيب كان يريد تحريك جسده ليعلمها أنه يسمع صوتها و لكنه يشعر به ثقيلا و كأنه مكبل بالقيود التي تمنعه عن الحركة لم يستطع عقله الواعي أن يتحمل كل هذا المجهود الذي يبذله ليستيقظ فغرق مرة أخرى في اللا وعي لم يعلم كم ظل نائما عندما عاد لواقعه مرة أخرى على صوتها الرقيق و هى تقرأ شيء ما لم يستوعب عقله ماذا تقول كل ما يشعر به هو صوتها و هو يصل لخلايا مخه فتبعث به الاطمئنان و يشعر بالأمان كانت تضحك على شيء قالته ثم تعود لتكمل قرأه مرة أخرى بعد وقت قصير توقفت و هى تخبره .. ” يكفي هذا اليوم حقا لقد استمتعت بقراءة هذه الرواية أنها مضحكه جدا “ ثم أكملت بعتاب..” و لكنك لم تبتسم حتى على شيء مما قلته “ سمع صوت تحرك مقعدها فعلم أنها نهضت لترحل كان يود أن يخبرها الا تتركه و ترحل و لكنه لم يستطع فتح عينيه أو تحريك أصبع صغير من يده ليجعلها تنتبه سمعها تقول بهدوء ..” و الآن سأذهب فقد أنتهى وقت عملي لليوم سأراك غدا هل تريد أن أمر عليك أولاً أم بعد انتهائي من رؤية المرضى الأخرين حتى أظل معك وقت أطول إذا كنت تريد ذلك أفعل شيء يدل على سماعك لي “ لم يستطع أن يفعل شيء فهو يشعر بجسده مكبلا و حملا ثقيلا يجثم على صدره و يحشرج أنفاسه حتى عينيه تأبى أن تطيع إرادته و تفتح حتى يرى تلك التي تحادثه كل يوم كيف هو شكلها هل هى بيضاء سمراء هل شعرها طويل قصير هل هى جميلة كصوتها لم يستطع إكمال تصوراته عنها و هو يشعر برأسه ثقيل مرة أخرى فغرق في النوم مطمئنا أنها ستأتي غدا فتنهد براحة لذلك ... ابتسمت أمل قائلة ..” ها قد أعطيتني إشارة إذا أنت تسمع حديثي أليس كذلك حسنا أنا لن أيأس حتى تستيقظ و تحادثني و تخبرني باسمك فأنا أريد معرفته ..و الآن سأذهب تصبح على خير“ خرجت أمل و أغلقت الباب خلفها بهدوء لتذهب لتبدل ملابسها و تذهب إلى المنزل.... لم تأت كما وعدته أنتظر و أنتظر حتى تأتى و لكنها لم تفعل كان يدلف لغرفته أحدا ما من وقت لآخر و يقوم بمعاينته كان يشعر بلمساتهم على جسده بعملية مفتقدا ملامستها المهتمة به و هى تنظف جسده و هى تعطيه دواءه و هى تقرأ له و حديثها الذي لا تكف عن إلقائه عليه و أسألتها السؤال تلو الآخر معطيه إياه وقتا ليجيب و عندما لا يفعل تخبره أنه لا يهم ستعرفه منه عندما يستفيق .. كان يريد فتح عينيه ليسأل القادمين أين هى أمانه من تشعره بالطمأنينة و لكنه لم يستطع دلفت إلى الغرفة تحقن دواءه كما تفعل أمل و أمرها الطبيب عندما أتت السيدة ذكرى سائله ..” هناء هل انتهيت “ ردت هناء بهدوء ..” أجل سيدتي الرئيسة لقد انتهيت و فعلت كما أمر الطبيب “ سألت ذكرى ..” و كيف حاله “ أجابت هناء ..” بخير سيدتي حالته مستقرة “ صمتت قليلاً ثم قالت هناء باهتمام ..” متى ستعود أمل سيدتي هل هى مريضة لذلك الحد “ ردت السيدة ذكرى تجيبها ..” ستعود بعد غد فالطبيب سليم أوصى لها براحة يومين حتى تتعافى من الحادث الذي تعرضت له و هى ذاهبه للمنزل أول أمس “ خفق قلبه قلقاً فاهتز جسده منتفضا فتسعت عيني هناء قائلة بدهشة .. ” سيدتي هل رأيت ذلك لقد تحرك “ عقدت ذكرى حاجبيها باهتمام و قالت بحزم ..” نعم لقد رأيت هناء أذهبي لتخبري الطبيب أشرف ليأتي لمعاينته أسرعي “ انصرفت هناء فاتجهت إليه ذكرى تفحص مؤشراته الحيوية التي تظهر على الأجهزة عندما رأته يفتح عينيه ببطء يتطلع إليها بغرابة و يحاول تحريك رأسه ليتفحص المكان حوله يريد أن يخرج صوته و لكنه لم يستطع حاول إبقاء عينيه مفتوحة و السيدة ذكرى تسأله ...” هل أنت بخير يا سيد “ لم يستطع أن يجيب فأتى الطبيب في ذلك الوقت مسرعا ليعاينه و قال مبتسما ..” حمدا لله على سلامتك يا سيد كيف تشعر الآن “ لم يجب و هو يحاول النطق ليسأل عنها فالتفت الطبيب إلى السيدة ذكرى مطمئنا ..” هو بخير الآن سيدتي لا تقلقي “ ابتسمت هناء قائلة ..” ستفرح أمل كثيرا عندما تعلم أنه أستفاق و لكنها لن تستطيع رؤيته الآن لحين عودتها “ سأل أشرف ..” كيف حالها الآن “ أجابته ذكرى ..” بخير ستعود بعد يومين كما أمرها دكتور سليم “ رد أشرف ..” حمدا لله أنها كانت أمام المشفى ليحضرها الرجل إلى هنا فوراً “ أجابته ذكرى ..” نعم معك حق و الآن لنتركه حتى يستريح “ انصرفوا جميعاً تاركين إياه خلفهم يشعر بالفقد ... مر يومين و عادت أمل للعمل بحماسة و لهفة لرؤيته بعد أن تحسنت حالتها خاصةً أن الحادث كان بسيطا و لكن الدكتور سليم أصر على أن تستريح حتى تتعافى من الصدمة بسبب الحادث الذي تعرضت له و هى ذاهبه للمنزل ..دلفت لغرفته فرحه بعد أن أخبرتها هناء أن مريضها قد أستفاق و لكنه لا يستطيع التحدث أو أن يظل مستيقظا وقتا طويلا و لكنه يظل وقتا قصيرا ثم يعود إلى النوم مرة أخرى وجدته مغمض العينين فظنت أنه نائم فقالت بمرح..” صباح الخير ها قد عدت.. كيف حالك لقد أخبرتني هناء الممرضة المسئولة عنك أثناء غيابي أنك قد أفقت هل أنت كذلك “ مازال مغمض العينين و لكنه أستطاع سماع صوتها و الشعور بها عند دلوفها للغرفة فحاول فتح عينيه ليرى تلك التي أفتقد صوتها و أنفاسها حوله الأيام الماضية و التي كانت تشعره بالأمان كشعور طفل صغير في حضن أمه ..أكملت حديثها بمرح قائلة..” أسفة لم أستطيع المجيء الأيام الماضية لقد تعرضت لحادث ..لا تقلق هو بسيط و لكني شعرت بالرعب لقد أتت سيارة مسرعة عبر الطريق جعلتني أتسمر مكاني كانت تتجه إلي بسرعة كالحبيب الغائب وقتا طويلا و يشتاق لحبيبه و يريد أخذه في أحضانه “ ..ضحكت أمل و هى تكمل ..” تخيل ظننت أنها ستأخذني في أحضانها و لكن أحدهم دفعني عبر الطريق قبل أن تصل إلي و لكن كانت دفعته قوية فقد ارتطمت بالحائط و أصيب رأسي و لكني الآن بخير لا تقلق ..لقد جلبت اليوم كتابا عن المغامرات سأقرأ لك بعد انتهاء مروري على المرضى ما رأيك و الآن سأتركك و أعود بعد قليل “ كان يستمع لحديثها المتواصل و هو يحس نفسه على فتح عينيه ليرها قبل أن ترحل استدارت لتهم بالرحيل عندما سمعت صوته الخافت و هو يسألها ...” أنتظري “ التفتت إليه مسرعة تنظر إليه بلهفة هو يتحدث العربية كانت عيناه مفتوحتان تتطلعان عليها بغموض كان يحاول الحديث مرة أخرى سألا إياها بصوت متقطع ..” هل...هل.. أنت.. زوجتي “ نظرت إليه أمل بصدمة و هى تسمع حديثه بالعربية المصرية أيضاً و يسألها إن كانت زوجته هل يظن أنها زوجته خفق قلبها و هى تجيبه بدهشة ..” أنت مصري “ عاود الرجل سؤالها بتصميم ...” هل. أنت.. زوجتي “ ارتبكت أمل و قالت بنفي ..” لا لست زوجتك .. أنا “ و أشارت لردائها و هى تكمل ..” أنتظر سأخبر الطبيب أنك قد استفقت “ عاود الحديث بخفوت و كأنه يبذل مجهودا ليخرج من فمه هذه الكلمات القليلة أمرا ..” أنتظري “ استدارت و دنت منه تسأله ..” ماذا تريد سأحضر الطبيب حتى نطمئن عليك “ حرك رأسه بنفي و قال ما جعلها تصدم ..” هل تعرفين. اسمي “ نظرت إليه أمل بصدمة و هى تقول بذهول ..” ماذا “ أصدر الرجل صوت نفاذ صبر و قال ..” اسمي. اسمي هل تعرفينه “ ارتبكت أمل و رفعت يديها علامة انتظار و هى تخبره بحزم ..” أنتظر سيدي سأذهب لإحضار الطبيب لن أتأخر “ اندفعت تاركه إياه يشعر بالحنق منها لعدم إجابتها على سؤاله عن هويته ... أتى الطبيب و السيدة ذكرى معه فهى المسؤولة عن حالته بأمر من دكتور سليم لعدم وجود هوية لديه قال له الطبيب بتساؤل ..” كيف حالك يا سيد لقد أخبرتني أمل أنك تسأل عن اسمك الا تعرفه “ كان ينظر إلى الطبيب بجمود و كأن الأمر لا يعنيه و هو يسأل الطبيب .. ” أين هى “ عقد الطبيب حاجبيه بعدم فهم و سأله ..” من هى “ رد الرجل بتعب و هو يحاول فتح عينيه لأطول وقت ممكن ..” الفتاة ..الفتاة. الجميلة السمراء “ أبتسم الطبيب و قام بفحصه و هو يطمئن على مؤشراته الحيوية قائلاً متجاهلا سؤاله ..” هذه السيدة الرئيسة و هى من قامت بإدخالك هنا و هى تريد أن تعرف هويتك لتبلغ ذويك حتى يأتون للاطمئنان عليك “ هز الرجل رأسه ببطء و قال بحيرة ..” لا أعرف أنا لا أتذكر شيئاً .كل ما أذكره هو صوتها و هى تحادثني أين هى “ أعاد الرجل سؤاله فتعجب الطبيب و قال ..” هل مجيئها أهم من معرفتك لهويتك حاول التذكر حتى نعلم من أنت و من الذي تسبب في إيذائك هكذا “ رد الرجل بضيق و هو يهز رأسه بعنف ..” لا أعرف لا أعرف أتركني.. أتركني الآن “ هدئه الطبيب ..” حسنا أهدئ قليلاً و أسترح لعل النوم يساعدك على التذكر حين تفيق “ أعطاه الطبيب مهدئا حتى ينام و خرج من الغرفة هو و السيدة ذكرى التي كانت تراقب بصمت .. قال لها الطبيب بعد غلقه باب غرفته .. ” أعتقد أنه قد فقد ذاكرته يحتاج لطبيب نفسي لتقيم حالته أما حالته الجسدية فهى في تحسن لبنيته القوية و أسبوع أخر يستطيع التحرك بمساعدة أحد “ سألته ذكرى ..” الا تظن أنه فقط مشوش بسبب الحادث “ أجاب الطبيب ..” لا أعتقد ذلك عموماً سنعرف عندما يعاينه الطبيب خالد “ سألته ذكرى ..” و ما العمل بشأن هويته “ قال الطبيب مجيبا ..” علينا إبلاغ الشرطة بما جد عن حالته حتى إذا كان هناك إجراء ما بشأنه يقومون به “ قالت بهدوء و هما ينصرفان من أمام غرفته ..” حسنا سأقوم بذلك بنفسي حتى أعلم ما سيكون وضعه فيما بعد “ انصرفا من أمام الغرفة عندما دلفت أمل إليه تنظر إليه بحزن و هى تحادث نفسها ..” حقا الحياة قد تكون صعبة على البعض و لكنها أحياناً قد تكون أسوء “ دلفت إلى المنزل بتعب و هى تجلس بجوار والدتها التي تجلس تشاهد التلفاز و الولدين علاء و عادل يجلسان أمامها يلعبان بلعبتهما التي جلبتها مؤخرا لهما قائلة ..” مساء الخير أمي “ أجابت والدتها باسمة مرحبة و هى تمد يدها ببعض حبوب الفول السوداني لها ..” مساء الخير حبيبتي تبدين متعبة اليوم “ أخذت أمل من يدها الحب و تناولت البعض منها و هى تجيب .. ” كُفي عن سؤالي عن تعبي بل عندما تجدينني بخير اسأليني تبدين بخير اليوم عزيزتي ..أسهل لكلينا “ ضحكت زينب و سألتها بمكر ...” ماذا هناك هل الرجل أستفاق و نهرك على ثرثرتك كل يوم فوق رأسه و هو فاقد الوعي “ ابتسمت أمل برقة و هى تتناول بعض الفول السوداني قائلة ..” أجل لقد أستفاق أخيرا و لكن لن تصدقي ماذا قال لي عندما فتح عينيه و رآني“ جلست زينب معتدلة و سألتها باهتمام ..” ماذا ماذا قال ها أخبريني “ ضحكت أمل و قالت بمرح ..” أمي أنت تبدين كالطفل المنتظر ليذهب لحديقة الحيوان لرؤية الأسد “ هنا زمت زينب شفتيها ثم قالت بحنق ..” هيا أخبريني يا فتاة ماذا قال لك عندما آفاق “ ردت أمل بخفوت ...” لقد سألني إن كنت أنا زوجته “ نظرت إليها والدتها و قالت بتعجب ..” ماذا تعنين بزوجته و لما يسألك شيء كهذا “ تنهدت أمل و هى تتذكر ما حدث اليوم و سمعته من الطبيب ..” لقد فقد ذاكرته أمي هل تصدقين لقد فقد ذاكرته أيضاً مع هويته هو لا يعرف شيء ..لا يعرف من هو ما هو إسمه ..في الحقيقة لا أعرف ما هو شعوره الآن و هو لا يعرف شيء عن نفسه أو عن ماضيه و الآن ينتظره مستقبل غامض لا يعرف إن كان جيدا أم سيء و كيف ستكون حياته الآن و كيف سيعيش وحده لا عائلة و لا هوية و لا داعم و لا بيت يأويه“ أجابتها والدتها بهدوء ..” تنظرين للأمر نظرة متشائمة و كأنه كارثة ربما هذا رحمة من الله سبحانه وتعالى لينجيه من أمر أسوء بكثير مما حدث له إن كان حقاً هناك من يهدد حياته بالقتل كما تقولين ربما لو عاد لحياته السابقة بعد أن يشفى و هو يتذكر من هو ربما يستطيع الذي تسبب في إيذائه من قبل و نجاه الله أن يؤذيه مرة أخرى و لن يجد أحدا ينقذه هذه المرة “ أقشعر جسد أمل و ارتجفت شفتيها فلاحظت والدتها ذلك فابتسمت بحنان تطمئنها فابنتها دوماً تظن أنها قوية و تتحمل أصعب الظروف و لكنها تعلم أنها مرهفة الإحساس و المشاعر تتذكر معاناتها في الفترة التي مرض زوجها والد أمل كيف كانت حالتها وقتها ...” لا تقلقي حبيبتي كل شيء سيكون كما أراد الله لنا و هو دوماً يختار لنا الأفضل و الآن هيا لتبدلي ملابسك لنتناول العشاء و بعدها تذهبي للنوم باكرا و اليوم أنا أصر أنت لن تفعلي شيئاً آخر بعد الطعام غير النوم فهمتي“ ابتسمت أمل و هى تنهض ..” حسنا أمي أذني لي “ ربتت والدتها على وجنتها بحنان قائلة ..” أذهبي حبيبتي “ ذهبت أمل لغرفتها فتنهدت زينب بقلق فهى تخشي على ابنتها كثيرا فهى تعلم كم هى تحب مساعدة الآخرين و من الواضح أنها تشعر بالمسؤولية تجاه هذا الرجل شعرت زينب بالقلق و هى تحاول إبعاد الشك عن قلبها تجاه الأمر عليها أن تتحدث مع ذكرى لتفهم ما يحدث معها هناك تمتمت بقلق .. خيراً إن شاء الله خيراً

:*****************※

حياة أمل / صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن