الفصل الرابع ♡ حياة أمل ♡ صابرين شعبان

18K 706 5
                                    


الفصل الرابع

بعد يومين ذهبت أمل إلى العمل باكرا عن موعدها حتى تمر به قبل أن ترى باقي المرضى لترى كيف تقبل أمر فقدانه لذاكرته  قبل أن ترحل عندما سألت السيدة ذكرى أنه لم يحرك ساكنا عندما أخبره الطبيب بفقدانه لذاكرته و أنه يحتاج إلى الوقت حتى تعود إليه و لم يحدد وقتا معينا له سواء كان طويل أو قصير كان الطبيب متعجبا من أمره فسأله باهتمام..” الا تهتم بالأمر ولو قليلاً الا يؤثر عليك أن تفقد هويتك و ذكرياتك و لا تستطيع أن تعلم من أنت أو من عائلتك “ أخبرت ذكرى أمل أنها كانت تجلس أثناء محادثة الطبيب له عندما أجاب الطبيب ببرود و هو يحاول إخراج صوته بقوة ...” لا ..لا أهتم و هل بيدي شيء أفعله هل غضبي و حنقي و صراخي سيعيدها إلي هل قلقي و خوفي سيعيدها إلي أنت تقول أحتاج إلى الوقت حسنا ربما لا أملك غيره في الحياة سأنتظر حتى تعود و لن أتذمر أو أغضب أو أصرخ .. إذا كان لي عائلة ستبحث عني أما إن لم يكن فهذا أفضل حتى لا أكون سببا في قلق و حزن أحدهم و الآن يكفي الحديث عن الأمر لم يعد هاما الآن “ كانت أمل تتذكر ما قالته السيدة ذكرى من أن الطبيب خرج و هو فاغر فاه ذهولا من تصرف هذا الرجل و هى تكاد تجن من بروده و لامبالاته في استقبال هكذا كارثة مما جعل أمل تبتسم فهذا الرجل يبدو شخصاً فريدا من نوعه أولا لنجاته من هكذا حادث كاد يودي بحياته و ثانياً لتعامله اللامبالي مع فقدانه لذاكرته ببرود ..دلفت إلى الغرفة بهدوء و لم تتحدث حتى إذا كان نائما لا توقظه و لكنها حين دلفت للغرفة أدار رأسه ينظر إليها بجمود و هو يتفحص ملامح وجهها الهادئة الباسمة بعينيها السوداء الكبيرة التي تبدو كالبئر السحيق التي تشعرك و كأنك تغرق به وقفت أمامه تنظر لمؤشراته و هى تقول بهدوء ..” صباح الخير سيدي كيف حالك اليوم “ نظر إليها بصمت يتفحصها من رأسها المغطى بحجابها الأبيض بملامح وجهها الرقيقة و ردائها الطويل الذي يخفي جسدها و لا يظهر غير خفها الأبيض الخفيف كل ذلك يتناقض مع بشرتها السمراء التي يريد أن يعرف ملمسها تحت يده هل هى ناعمة كما تبدو قال ببعض العتب في سؤاله ..” لم لم تأت. أول أمس عندما طلبت من الطبيب ذلك أو أتيتي اليوم التالي أيضا لتريني “ تعجبت أمل و هى تنظر إليه بحيره ..” و هل طلبت رؤيتي سيدي أسفة فأنا لم أعلم ذلك و الآن هل أنت بخير هل تريد شيئاً قبل ذهابي لبدء عملي “ رد بأمر كمن تعود على إلقاء الأوامر و الكل يطيع ..” أجلسي معي و تحدثي إلي “ نظرت إليه بدهشة و قالت تجيبه بهدوء حتى لا تغضبه فيتوتر و تسوء حالته خاصةً أن جرح صدره لم يبرء بعد ..” لا أستطيع سيدي فلدي مرضى أخرين ينتظرون منى الاهتمام بدوائهم أعدك عندما أنتهي سأتي للجلوس معك قليلاً قبل الذهاب للمنزل و الآن أسمح لي بالانصراف “ قبل أن ترحل سألها بجدية ..” ما اسمك “ استدارت بلامبالاة ..” لقد أخبرتك إياه مرارا حاول تذكره “ قال بغضب ..” متى متى أخبرتني به أنا حتى لا أتذكر اسمي “ هدئته أمل فهذا الرجل داخله غير ما يظهره ..” حسنا سيدي أهدئ اسمي أمل ..أمل سيدي هل تريد شيئاً آخر قبل ذهابي “ أجاب بهدوء ..” أجل أجلبي معك كتابا لتقرئي لي قليلاً كما كنت تفعلين و أنا نائم “ وضعت أمل يدها على خصرها قائلة بحنق ..” إذا أنت تتذكر هذا و لا تتذكر إسمي كيف ذلك لقد كنت أخبرك به كل صباح عند دخولي إليك“ أبتسم و هو يغمض عينيه بتعب ..” سأنتظرك حين تنتهين الآن سأغفو قليلاً لحين مجيئك “ ابتسمت أمل برقة و هى تعيد وضع الغطاء عليه جيداً و خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء متعجبة من أمر هذا الرجل ..

حياة أمل / صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن