الفصل التاسع ♡ حياة أمل ♡ صابرين شعبان

16.5K 678 6
                                    

الفصل التاسع
أخذت رين أنفاس طويلة حتى تهدئ ثم نظرت بحزم لأمل الجالسة بقلق ..." ماذا تريدين"
ردت أمل بقوة .." المساعدة ..المساعدة لأستعيد زوجي ليس أكثر من ذلك "
قالت رين و عيناها تهرب لعربة الصغير بريبة و حيرة ثم عادت لأمل تتفرس في ملامحها قائلة .." و أن لم أفعل "
تنهدت أمل بحزن فهذا ما كانت تخشاه و الآن ستصبح معركتها أصعب بدون مساعدة هذا المرأة و لكنها لن تستسلم من أول الطريق ستحارب وحدها من أجلها و أجل طفلها .." إن فعلت فوزت بابنة أخرى مطيعة ستحبك و تبرك و تكرمك كما يفعل ولدك و إن لم تفعلي ستخسرين ولداً أحبك و أكرمك و برك طوال حياته "
عقدت رين حاجبيها بضيق و هى تقول بسخرية .." هل تهددينني "
هزت أمل رأسها بحزن .." لا لكني واثقة أني سأستعيد زوجي و عندما يعلم بما فعلته معي صدقيني سيبتعد عنك بإرادته و ليس تحريض مني"
ردت رين بلامبالاة و كأن الأمر لا يعنيها و أن حديثها لا أهمية له .." و لمَ لم يعد لك طالما أنت واثقة إلى هذا الحد لم تحتاجين مساعدتي ما دمت واثقة فيه هكذا و أنه سيعود لك لم لا تذهبي إليه و تخبريه أنك هنا لنرى ما سيفعل "
أجابت أمل بحزن و عينيها مليئة بالدموع قائلة.." لسبب بسيط سيدتي هو لا يذكرني "
قالت المرأة بذهول .." ماذا تعنين أنه لا يذكرك "
أخرجت أمل أوراق باسل الطبية و قدمتها لوالدته التي أمسكت بها بلهفة تريد معرفة ماذا حدث مع ولدها منذ عامين و اختفائه الغامض نظرت للورق تقرأ بعض الكلمات التي لم تستوعب منها شيئا فقالت سأله بحيرة .." ما هذا "
سردت لها أمل ما حدث مع زوجها منذ وجد ملقى في الصحراء إلى يوم تركها ليذهب لعمله و لم يعد فانتفضت المرأة بذعر و هى ترتجف قائلة برعب .." يا إلهي سيقتله حتماً سيقتل ولدي الآن بعد عودته لطالما شككت أنه خلف اختفائه "
ارتجفت أمل قائلة برعب و هى تمسك بيدها .." من هو من هو الذي سيقتل زوجي أرجوك أخبريني "
أمسكت رين بيدها هى الأخرى قائلة برجاء .." أنت تريدين زوجك أليس كذلك حسنا خذيه معك خذيه معك و لا تعودا مرة أخرى لهنا .. أنا سأذهب إليه معك و أخبره أنك زوجته هيا بنا"
قالت أمل تهدئها .." سيدتي أهدئي رجاءا و أفهميني من ذلك الذي يريد إيذاء زوجي أنا لن أسمح بذلك و لكن أخبريني "
قالت رين بمرارة .." زوجي زوجي هو من يريد قتله زوجي زوجي و عمه هل تصدقين "
نظرت أمل إليها برعب و هى تتذكر حديث والدتها يوم أخبرتها إذا تذكر زوجها و عاد لحياته ربما يؤذيه ذلك الشخص مرة أخرى و ربما لا يستطيع أحد إنقاذه هتفت أمل بحزم .." لا لا أنا لن أسمح بذلك "
ضغطت رين على يدها ترجوها .." و لذلك أرجوك خذيه معك أذهبا من هنا "
هزت رأسها نافية .." سيدتي أخبرتك هو لا يتذكرني كيف سياتي معي كيف "
ردت رين بيأس .." لا أعرف تصرفي ألست تريدينه "
أمسكت أمل بيدها تجلسها قائلة بهدوء فالوضع الآن يحتاج لتتمالك أعصابها حتى تستطيع التصرف و التعامل مع الأمر لتعرف نوع الخطر الذي يهدد حياة زوجها .." سيدتي أجلسي و أهدئي و أخبريني لماذا يريد زوجك إيذاء زوجي حتى نستطيع مساعدته و حماية باسل "
أجابتها رين ببكاء .." لا يهم لماذا ... كل ما يهم الآن هو حماية والدي و لذلك سنخبره بوجودك و تريه كل ما أريتني إياه ليصدق و عندها حتما سيقتنع و يذهب معك "
ردت أمل بحزن و هى تجذب عربة طفلها بجوارها مما جعل رين تعقد حاجبيها مفكرة و هى تنظر إليها و هى تزيل دمعاتها بأصابع يدها لتقول .." و لكني لا أريده أن يصدقني أنا أريده أن يتذكرني لقد وعدني الا ينساني و هو فعل لقد نسى وجودي و سيتزوج بأخرى كيف لي أن أظهر كل شيء هكذا فجأة و أقلب حياته رأساً على عقب "
نظرت إليها رين بذهول و هى تقول بدهشة .." هل فقدت عقلك تعرفين أن زوجك سيتزوج بأخرى و تقولين لا أظهر شيء و أقلب حياته لما أتيت إذن و لم تطلبين مساعدتي ما دومت لا تريدين إخباره "
صرخت أمل بحرقة قائلة.." أريد أن أذكره بي أريده أن يتذكرني و يريد إعادتي و ليس فرض نفسي عليه و  هو يحب أخرى هل فهمت الآن"
جلست رين على المقعد بتعب كمن أستفذ كل قواه و طاقته .." إذن ما العمل ما المطلوب منى لمساعدتك "
" المكوث معك هنا أنا و طفلي حتى أبقى بجانبه لن أخبره بزواجنا بل سأتعرف عليه و أتقرب منه لأذكره بي سأتعرف عليه كغريبة و ليس كزوجة لنرى ما يحدث عندها "
كانت أمل تتحدث و رين تنظر لعربة الصغير بذهول فمنذ مجيئها و لم يصدر عنها صوت حتي ظنت أنها فارغة فهتفت ذاهله ..." طفل أنت تقولين طفل هل أمير لديه طفل "
نفت أمل بقوة .." لا ليس أمير بل باسل زوجي نعم لدينا طفل "
اقتربت رين من العربة بلهفة و هى تقول بفرح متناسية كل ما كانا يتحدثان عنه منذ قليل .." أريني إياه أريني حفيدي بسرعة "
قالت أمل بتنبيه .." أمل سيدتي أمل "
ابتسمت رين بفرح و هى تعيد طلبها .." أريني حفيدي أمل أريني إياه أرجوك يا إلهي أمير لديه طفل صغير لدي حفيد "
هتفت بها أمل بتحذير .." قلت ليس أمير بل باسل زوجي أنه طفلي و طفل باسل و ليس أمير ولدك هذا أنا لا أعرفه "
عقدت رين حاجبيها بغضب و هى تنهرها .." كُفى عن قول باسل أنه أمير و هو زوجك كما تقولين "
هزت أمل رأسها بتعب .." لا سيدتي باسل هو زوجي أما أمير فهو ولدك لحين عودة ذاكرته له و يعرف من أنا وقتها سيعود باسل زوجي و لن أحتاج لمعرفة ذلك الأمير "
ابتسمت رين بمرح فيبدو أن لديها كنة عنيدة و ستستمتع بالتعرف عليها و تتلهف للقائها بولدها المبجل انحنت على العربة و هى ترفع الغطاء عن الصغير النائم قائلة بمرح .." أنت مجنونة يا فتاة "
نظرت للصغير و هى تحمله من العربة و قالت بفرح و لهفة .." أنه يشبه أمير و يشبهني "
همت أمل أن تقول لها بل باسل عندما أكملت رين بحزم .." أنه يشبهني يشبه جدته "
كان مازال نائما فسألت رين .." هل عينيه زرقاء أيضاً "
فقالت أمل بتحدي و هى تكتف يديها أمام صدرها " و أن لم تكن "
ردت رين بحزم و تأكيد .." أنه حفيدي يا فتاة أنظرى لأنفه و جبينه العريض و ستعرفين فهذا أنف أبي "
ابتسمت أمل برقة قائلة بمودة .." أنها زرقاء فهذا الباسم لم يأخذ من ملامحي شيء و كأني لم أُعذب بحمله و وضعه تسعة أشهر "
ضحكت رين و قبلته على رأسه و هى تجلس و هو في حضنها قائلة بحنان .." أنت هادئ كوالدك يا ولد "
زمت أمل شفتيها و قالت ساخرة .." أجل هادئ جدا كوالده أنتظري حتى يفيق لترى هدوئه "
ضحكت رين و مدت يدها لأمل لتقترب فأمسكت أمل بيدها لتجلس جوارها عندما سألتها رين .." ماذا سنفعل الآن أخبريني "
تنهدت أمل بحزن .." لا أعلم أنا فقط أريد المكوث بجواره بأي سبب حتى أعلم ماذا سأفعل و كيف سأتقرب منه ليتذكرني أنا فقط أريده أن يتذكرني. أنا أعلم أنه يفتقدني رغم عدم تذكره لي و لكني واثقة أني أسكنه ما زلت هناك في قلبه و هذا يكفي لا حارب لأجل إعادته إلي "
صمتت رين مفكرة في تلك الفترة عقب عودة أمير و تشتته و عدم فهم ما يحدث معه و كيف لا يتذكر أين كان منذ عامين ظن أنه ضربة رأسه أنسته أين كان و الآن تعرف أن الأمر أكبر من ذلك بكثير كانت تمسك بيد باسم و هى تقبلها بحنان مرارا من وقت لآخر كما يفعل باسل ..فابتسمت أمل ثم انفجرت ضاحكه فسألتها رين متعجبة .." ما الذي يضحكك يا فتاة "
أجابت أمل من وسط ضحكاتها .." أنت تفعلين مع باسم كما يفعل باسل كان يجلس بجواره ممسكا بيده هكذا و يظل يقبلها إلى أن يصحو و كنا نتجادل لذلك كثيرا حتى أمنعه من فعل ذلك "
ضحكت رين و قالت بحنان .." نعم إنه يشبهني كثيرا لا أعلم لم لم يكن يشبه أبيه كان صبرني على فراقه على الأقل و لكنه لم يأخذ منه شيئا سوى " و أكملت بحزن .." سوى لحظات غضبه كان مثل أبيه تماماً "
صمتت رين فتنهدت أمل بحزن .." اشتقت إليه كثيرا "
ربتت رين على يدها مطمئنه فقالت أمل .." سأرحل الآن و حين تعرفين كيف سأبقى هنا أتصلي بي "
أعطتها رقم هاتفها فقالت رين برجاء .." أبقي قليلاً مازال الوقت مبكرا"
قالت أمل باسمة .." لا أستطيع سيدتي باسل سيعود بعد قليل و لا أريده أن يراني هنا الآن بدون أن أعلم ماذا سنخبره عني و عن من أكون "
هزت رين رأسها موافقة .." معك حق "
قبلت الصغير و قالت .. " سأشتاق إليك يا صغير لحين عودتك هل قلت أنه يدعى باسم "
هزت أمل رأسها فقالت رين و هى تضعه في العربة .." إسم جميل كصاحبه "دثرته جيداً و همت أمل أن ترحل عندما دلف باسل ثائرا غاضبا يهتف بحدة غير منتبه لوجودها .." أمي أقسم أن لم يبتعد زوجك المختل هذا عن شركتي فسوف أقتله هل فهمت"
كانت أمل تنظر إليه بذهول و هو يتوعد زوج أمه بالقتل ببساطة هل هذا باسل زوجها كان يرتدي بذلة بنية و قميص أصفر و حذاء بني لامع يصفف شعره للخلف و قد استطال ليتخطى ياقة قميصه و يمسك بيده سيجار فاخر كالذي تراه في الأفلام الأجنبية مع زعماء العصابات لم ينتبه لوجودها و والدته تهدئه .." أهدئ أمير حبيبي ماذا فعل لك أخبرني "
رد بغضب و هو يشيح بيده محذرا .." أخبريه أمي أن لم يبتعد عنى و عن شركتي هذا اللص فسوف ..."
قاطعته أمل قائلة بذهول و هى تستدير لتبتعد .." سيدتي أنا سأرحل وداعاً "
دفعت عربة طفلها و تحركت عندما صرخ بها بحدة .." أنتظري هنا من أنت و ماذا تفعلين هنا .." نظر لملابسها العادية و عربة طفلها و أستدار لأمه قائلاً .." أمي ألم أقل لك الا يأتي أحد للمنزل لطلب المال لما لا يذهبان لجمعيتك الخيرية أنا أضع فيها الكثير و لا أريد لأحد يأتي لبيتي ليزعجني "
صدمت أمل لما تسمع هل هذا الوقح المتكبر هو زوجها الحنون هل هذا ما أتت لهنا لتعيده إليها وجدت نفسها تتحرك ببطء و هى لا ترى أمامها لتشوش رؤيتها بسبب دموعها التي تجرى على وجنتها فنهرها قائلاً بغضب .." قلت أنتظري هنا هل أنت صماء "
عندما لم تتوقف أندفع خلفها بغضب يمسك بذراعها يوقفها لتستدير لتواجهه و عيناها متسعة غضبا و لامعه بالدموع نظر لعينيها المتسعة و كأنها كل ما في وجهها من ملامح رأي دمعاتها على وجنتها فشعر بالحيرة و عقله يبحث أين رأي هاتان العينان من قبل يا ترى لا يستطيع أن يتذكر .." من أنت و ماذا تريدين "
أمسكت بيده تزيحها عن ذراعها بعنف .." أبتعد عني و إياك أن تلمسني مرة أخرى فهمت "
نظر إليها بذهول و هو يشعر بأنه سمع صوتها من قبل و لكنه لم يكن يعرف متى ..كان غاضبا من نفسه لتفكيره في غريبة متناسيا ما أتى لأجله لم يتخيل أن صوتها ناعم رقيق مثل ..مثل ماذا يا إلهي أمير ماذا دهاك هل جننت المرأة اتيه مقتحمة بيتك و تحدثك بوقاحة وأنت تقف هنا تفكر في عينيها و صوتها تدخلت رين لتهدئ الأمر بينهما فيبدو كأن أمل تنتقم من ولدها لنسيانه إياها .." أمل حبيبتي يمكنك الذهاب الآن و سأهاتفك فيما بعد "
أمسكت بعربة باسم و خطت خطوات قليلة عندما هتف بها أمير غاضبا فهى لن تذهب إلا أن علم من هذه و ماذا تريد من والدته .." أنتظري يا فتاة أنت لن تذهبي لأي مكان قبل أن تخبريني من أنت و ماذا تريدين من أمي "
استدارت أمل بغضب و دنت منه بحنق فهذا الرجل ليس زوجها الهادئ أبدا من هذا البغيض الوقح الذي أمامها يتحدث إليها بتعال يظن نفسه يملك الكون يأمر فيطاع كتفت يدها أمام صدرها .." و من أنت حتى تسألني و ما هو دخلك بالأمر هل أنت زوجي لتحقق معي و أنا سيدة و لست فتاة و الآن سأرحل و إذا سمعت صوتك مرة أخرى ستلقي مني ما لا يسرك أيها الوقح المتكبر "
كادت رين أن تنفجر ضحكا و هى ترى وقفة ولدها المسمرة بذهول لا يعرف بما يجيبها و أمل تتحرك من أمامه راحلة هى و صغيرها دون أن ينطق بكلمة ابتسمت رين مرحا يبدو أنها ستعيش مغامرة مع ولدها و زوجته المجنونة تلك في الأيام المقبلة تلاشت ابتسامتها عندما التفت إليها أمير بقلق و هو يتسأل بحيرة. و فضول .." من هذه أمي هل تعرفينها "
جلست رين بهدوء بعد أن أطمئنت لانتهاء اللقاء بينهم على خير بدون إسالة دماء فقالت بلامبالاة .." هذه أمل ابنة صديقة لي و ستأتي للمكوث معي هنا بعض الوقت لحين عودة والدتها من الخارج تعرف هى أم و وحيدة و لا يجب أن تظل وحدها "
وجدت نفسها تتحدث بتلقائية و تخترع الكذبة بسهولة و تذكر له سبباً مقنعا دون أن تفكر حتى في الأمر فقال بحدة .." لم وحيدة أين زوجها"
تفرست رين ملامحه هل يا ترى يتذكر شيء أو هو فقط الفضول ..قالت ببرود تجيبه .." تركها هل لديك مانع "
" مانع لماذا و ما دخلي أنا أن تركها زوجها أم لا " قالها أمير بحدة فابتسمت رين بمرح .." لم أقصد هذا أقصد هل تمانع في مكوثها معنا هنا في المنزل بعض الوقت هى و طفلها "
صمت أمير حائر هل يريدها هنا أم لا و ما دخلي هل ستجلس على رأسي ليس لي شأن بها على أي حال هز رأسه بنفي منصرفا من أمام والدته دون أن يجيب فلم تعلم هل ينفي وجودها أو ينفي عدم رفضه لوجودها ..نظرت إليه رين و هو يعود للخارج مرة أخرى شاعره بالقلق عليه مما يحدث بينه وبين زوجها البغيض ذلك ....

*****************※

حياة أمل / صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن