الفصل السادس ♡ حياة أمل ♡ صابرين شعبان

16.5K 645 6
                                    

الفصل السادس
كان باسل قد شفيت قدمه و عاد للعمل مرة أخرى و لكن كان قد بدل مواعيد عمله للفترة الصباحية فكان يذهب صباحاً و يعود في السابعة مساءاً كان يتقابلان صباحاً و هما ذاهبان لعملهما فلم يكن يجرؤ على الحديث معها منذ ذلك اليوم لدي عمار عندما ظهرت مشاعرهما و قلقهما للعيان ..راها تسير مسرعة عندما أستوقفها أحدهم للحديث أقترب منهما و هو يستمع ...
مازن قائلاً.." مساء الخير آنسة أمل كيف حالك "
زمت شفتيها بضيق فمازن لا ييأس أبدا من المحاولة معها .." مساء الخير مازن .. مازن ألم نتفق الا تنتظرني في ذهابي و إيابي من العمل"
مازن بضيق فقد نفذ صبره و لم يعد يستطيع الانتظار أكثر لما هى عنيدة هكذا و رأسها يابس لا تعطيه حتى فرصة .." أمل أرجوكِ لما لا تعطيني فرصة فلنعقد خطبتنا و صدقيني إذا لم ..."
قاطعهم صوت باسل و هو يسأل ببرود .." ماذا هناك أمل لم يوقفك هذا الرجل "
نظرت إليه مرتبكة تشعر كمن فعلت ذنبا ما و مازن العاقد حاجبيه ينظر إليها بضيق و يسأل باسل .." و من أنت حتى تسأل "
كان باسل ينظر لأمل ينتظر تفسيرا لوقوفها وسط الطريق ليلا مع رجل غريب ..فقالت بهدوء تحاول جعل صوتها لامبالي .."هذا السيد مازن جارنا و كان يتحدث في أمر ما "
ثم التفتت لمازن مكملة.." و هذا جارنا السيد باسل المقيم في الشقة التي أمامنا "
عقد مازن حاجبيه ينظر لهيئة باسل بجسده الطويل و ملامحه الوسيمة بشعره الأشقر و بشرته البيضاء فهو يبدو كنجوم السينما رغم بساطة ملبسه فهو كان يرتدي قميص أحمر بخطوط بيضاء رفيعة و بنطلون جينز أسود الا أنه يبدو وسيما جدا بالنسبة له ما يشعره بالتهديد فقال مازن بحدة .." أمل خطيبتي هل لديك مانع في حديثي معها يا سيد"
أتسعت عيني أمل بذعر و باسل بذهول و هو يتسأل بصدمة .." خطيبتك أنت خطيبته كيف ذلك و متى "
لم تستطع أن تتحدث أو تبرر ما سمعه فالوضع بمجملة بات جنونا فتركتهم واقفين هناك كندين و كل منهم يريد إثبات من منهم المسيطر فقال باسل بتأكيد و ثقة في حديثه جعلت مازن يشعر بالغضب من هذا البغيض .." أنت لست خطيبها أنا أعلم ذلك و لذلك أبتعد عن أمل أفضل لك أن رأيتك تحوم حولها مرة أخرى سأقطع قدمك هل فهمت "
هم باسل أن يتركه و ينصرف عندما أمسكه مازن من ياقة قميصه من الخلف يوقفه فنظر إليه باسل بغضب و رفع يده يلكمه في وجهه بقوة مما جعل مازن يترك قميصه ليضع يده على أنفه النازفة و قبل أن يرحل باسل هجم عليه مازن يضربه بغضب فقام بجرح حاجبه عندما ضربه بيده المرتدي بها خاتما كبيراً هم كلاهما أن يتشابكان وسط الطريق عندما أتى عمار مهرولا و هو يصرخ بهما ..” كفى كلاهما هل جننتما “
أدخل جسده بينهما ليفض تشابكهما قائلاً بحدة ..” هيا مازن أذهب لبيتك و كفي تصرف كالأطفال “ نظر إليه مازن بحقد و تركهم راحلا فالتفت عمار لباسل قائلاً ..” أنت تعال معي هل جننتما تتصرفان بتهور هكذا أمام المارة “ كان عمار لديه فكرة عن ما حدث فهو يعلم أن مازن له سنوات يتقدم للزواج من أمل و هى ترفض و يبدو أن باسل علم بطريقة ما قال باسل بغضب ..” أتركني عمار هذا البغيض يقول إنه خطيبها لأمل هل تصدق “
دفعه عمار في كتفه و قال بغضب ..” و ما يهمك أنت من أنه يقول ذلك هل هى زوجتك هل أنت قيم عليها أنت لا تملكها هل تفهم يحق لها الزواج بآخر كما تريد وليس لك حق التدخل هل فهمت “
صرخ به باسل بذهول " أنت. أنت عمار كيف تقول هذا و أنت تعرف أنت تعرف “
نهره عمار ..” أعرف ماذا ها أعرف ماذا أنك تريدها هكذا مثل البيت الخالي لا أنيس و لا ونيس “
قال باسل بغضب ..” أصمت أصمت عمار أنت لا تفهم شيئاً “
” لا أفهم ماذا؟ أخبرني لا أفهم ماذا؟ “ صرخ بها عمار فقد فاض به الكيل من هذا العنيد الذي يأبى الاعتراف بمشاعره رغم أنه يتعذب كلما سمع أن هناك خاطب تقدم لها ..صرخ باسل بألم ..” أني أحبها أنا أحبها هل استرحت أحبها و أتألم لذلك أنا أتعذب لذلك لأنها ستصبح لغيرى يوماً ما هل تعرف هذا الشعور أن حياتك و أمانك و قلبك لن يكونوا لك و أنهم سيكونون ملكا لآخر يوماً ..صدقني أنت لا تعرف هذا الشعور أنه قاتل و مؤلم و كأن روحك تغادرك و أنت تقف هناك تشاهدها فقط و تشعر بالألم الألم فقط “
صرخ به عمار باستنكار .” لماذا كل هذا العذاب و أنت تستطيع منعه “
أبتسم باسل بألم و قال ..” كيف كيف أمنعه؟!! “
ربت عمار على كتفه و أجاب بتأكيد مشجعا إياه ..” تزوجها باسل تزوجها و انقذا نفسيكما من هذا العذاب يا صديقي “
قال باسل بصوت معذب ..” و كيف ستقبل بي كيف و أنا لا أملك شيء لأقدمه لها “
أقترب منه عمار و وضع يديه حول كتف باسل الذي ينتفض من الألم و العذاب لشعوره بدنو فقد حبيبته ..” يكفي قلبك باسل يكفى هذا القلب فهى لن تجد من يحبها مثله أخبرها بذلك و أترك لها القرار أن كانت تقبل أن تعيش معك بكل مخاوفك و هواجسك أم لا تقبل بها و عندها صدقني أنزعها من قلبك لأنها لا تستحقك وقتها و الآن تعال معي لأضمد جرحك فهو قد أغرق وجهك بالدماء لا أعرف يا رجل أنت و الجروح أصدقاء كلما برء أحدهم ظهر الآخر “
أتجها لمنزل باسل الذي ما أن صعد حتى وجدها تقف أمام بابها قلقة و ما أن رأته و وجهه ملوث بالدماء حتى شهقت فزعه بخوف و هى تمسك بيده لتدخله شقتهم أمام والدتها الناظرة لما يحدث بدهشة و عما المبتسم باطمئنان بأن النهاية قد قربت عندما صرخت به أمل بحدة ..
” ما الذي حدث كيف جرحت هكذا لم أنت عنيد من قال لك أن تتدخل في شيء لا يعنيك هل طلبت مساعدتك هل طلبت منك ذلك “
كانت تتحدث و هى تفتح علبة الإسعافات الأولية و تخرج منها بعض المطهر و القطن و لاصق طبي أزالت الدماء عن وجهه و عقمت جرحه بالمطهر الذي ما أن لمسه حتى شهق بألم و أمسك بيدها لا إراديا يوقفها كان الصبيين قد خرجا يستطلعان ما يحدث و هما يريان باسل ينزف دما قطعت زينب هذا الهرج الذي يحدث من ابنتها حول جرح صغير و قالت بحزم ...” ما الأمر أمل لما لا تخبريني بما يحدث “
لم تعرف أمل بما تجيب والدتها ..عندما قال باسل بحزم حاسما أمره ..
” سيدتي الأمر هو أني أحب ابنتك و أريد الزواج بها “
أتسعت ابتسامة عمار و عيني زينب بذهول و أندفع الصبيين يحتضان باسل من خصره مباركين الأمر بإظهار فرحهم و هما يقولان ..” باسل سيصبح زوج شقيقتنا “
كانت أمل صامته و عينها تلمع بالدمع فهى أيضاً حسمت أمرها هى لا تستطيع العيش بدونه مهما حدث لن تفكر في المستقبل أبدا لن تفكر به كل ما ستفكر به هو هذا الرجل الذي أمامها حبيبها باسل انتفضت على صوت والدتها الغاضب ..” ماذا تقول كيف يعني تحبها و تريد الزواج بها أنت ليس لديك....“ قاطعها عمار قبل أن تسترسل في الحديث و تجرح أحدهم به باسل أو ابنتها..” خالتي إذا سمحتي أريد التحدث معك قليلاً أرجوكِ “
نظرت إليه بصمت ثوان ثم أشارت زينب له لغرفة الجلوس و هى تنظر للصبيين قائلة بتحذير ..” لا تدخلا غرفتكما و ظلا مع شيقتكما لحين أخرج هل فهمتما “
هز الصغيرين رأسيهما موافقين و هما يدفعان بباسل ليجلس على الأريكة يتحدثان معه بمرح لحين خروج والدتهم ...
*****※
للأن هى لم تصدق أن كل شيء حدث بسرعة و أنها حقاً قد أصبحت زوجة باسل هى حقاً زوجته كانت تتذكر ما حدث ذلك اليوم عندما تحدث عمار مع والدتها على انفراد و خرجا لم تقل لها يوماً ماذا أخبارها به عمار جعلها توافق كل ما قالته أنها ستوافق على هذا الزواج لأنه أفضل حل لكليهما و هى كل ما تريده هو فقط سعادتها ...ساعدهم عمار في طلب سلفه لباسل من المصنع الذي يعمل به و سيحسم من راتبه جزء صغير كل شهر فقام بشراء غرفة نوم و غرفة جلوس جديدة و قد جلبت أمل مطبخ جديد بمستلزماته و تواعدا أن يجلبا كل ما يلزمهم معا بالتدريج فيما بعد .. جاء دكتور سليم يوم عقد القران كولي للعروس و قد شهد عمار و دكتور أشرف على العقد و هذا الأخير يقول مازحا لباسل ...” ها قد تزوجت الفتاة الجميلة السمراء باسل “
كانت زينب تشعر ببعض القلق و هى تنظر لسعادة ابنتها التي تكاد تلامس السحاب من كثرة فرحتها عندما طمأنتها ذكرى قائلة ..” أنه القدر زينب دعى الأمر لله لعله فيه خير و أسعدي لسعادة ابنتك فهذا كل ما يهم “ .. قالت زينب باسمة ..” معك حق ذكرى و الآن سأذهب لأبارك للعروسين “
نهضت من جوار ذكرى لتذهب إليهم و تضم كلاهما بقوة ..” أتمنى من الله أن تسعدا دوماً حبِيبي “
كان يوماً سعيدا للجميع و قد التقطا الكثير و الكثير من الصور و هما مع أسيا و عمار و محمود الصغير و مع زينب و الولدين و دكتور سليم و السيدة ذكرى و الطبيب أشرف و مع زميلاتها في المشفى كانت لحظات تغمرها السعادة كاد قلب باسل أن ينفجر من فرط السعادة فأخيرا سيصبح له عائلة و أسرة و سينجب أطفالا مع حبيبته و أمانه أمل مع حياته التي بدأت بها و معها ...
أغلق الباب خلفه بهدوء بعد أن انصرف الجميع كانت تقف هناك بثوب الزفاف الأبيض بأكمامه الطويلة المطرزة و حجابها الذي يخفي شعرها نظر إليها بوله و عيناه تلمع بالفرح هفا قلبه لرؤيتها بدون حجابها فمنذ وافقت والدتها على زواجهم و هو يحلم بهذا اليوم الذي ستكون له قلبا و قالبا كان يريد أن يرى كيف ستبدو بدونه لقد كانت تخطف أنفاسه و هى ترتديه و تلك الملابس الفضفاضة التي تخفي الكثير فماذا ستفعل به و هى بدون كل هذا ...تقدم منها ببطء فأغمضت عينيها بخجل و أنفاسها تتصارع لتخرج من صدرها لتصطدم بوجهه قال و هو يمسك كتفيها بيديه بحنان ..” أحبك أمل “
فتحت عينيها لتنظر إليه بلهفة فهو لأول مرة يقول لها ذلك و كأنه يعلم ما يدور في ذهنها قال يجيب تساؤلها الذي يظهر في عينيها ..
” لم أستطع قولها من قبل فلم يكن يحق لي وقتها أما الآن فأنت أصبحت لي ملكي أنا زوجتي و حبيبتي و أماني و رفيقة دربي و ستكونين أما لأولادي القادمين إذا شاء الله ذلك .. ستكونين حياتي كلها أمل حياتي كلها “
لمعت عينيها بالدموع و خفق قلبها بجنون و هى تضع يدها على يده الممسكة بكتفيها تسأله بلوعة ..” و إذا نسيتني يوماً “
رد مجيبا بقوة مؤكداً ..” لن أفعل “
قالت ..” و إذا فعلت “
أجاب بثقة و هو يضغط على كتفيها ..” لن أفعل أعدك لن أفعل “
قالت تجيبه و هى تقترب منه ..” أعلم أني لن أدعك تفعل لن أجعلك تنساني فأنا سأكون في دمك في روحك في عروقك “
أبتسم بحب ..” أنت كذلك أماني أنت كذلك “
سألته بجدية ..” لما تقول لي أماني باسل هل هذا ما أمثله لك “
( أماني مشتقة من كلمة أمان على وزن فعال و هى صفة و معناها تطمئنينه )
رد بقوة و ثقة ..” بل أنت هى الحياة بالنسبة لي أمل و ليس أماني فقط كوني متأكدة من ذلك “
ضمته من خصره و هى تستند برأسها على صدره ..” أعلم ذلك باسل و أنا أيضاً أحبك أحبك أكثر من حياتي نفسها “
ضمها باسل بحنان و قال باسما بمكر ..” ما رأيك أن نذهب للداخل أريد أن أرى أن كان ذلك السرير الجديد جيداً أم أني خدعت به “
ضربته على كتفه تقول بخجل ..” باسل كفى وقاحة لا تكن قليل الحياء“
ضحك باسل بخفوت ..” أنا لست قليل الحياء أمل بل أنا عاشق لك و غارق لأذني في حبك “
نظرت إليه بصمت خجل فسألها بأغواء ..” هل نذهب إلى الداخل “
أخفضت رأسها خجلا و قالت بدلال ..” أحملني إلى هناك عقابا لك “
ضمها باسل ضاحكا ثم حملها بين ذراعيه متجها لغرفتهم و عيناهم متصلة ببعضها تحكي عن ما يكنه كل منهم للأخر من حب و عشق جارف ...
*******※
جلس بتعب جوارها يضع رأسه على صدرها يغمض عينيه بإرهاق ابتسمت أمل و لفت ذراعها حول كتفه تضمه تقربه منها و سألته بحنان ” ما بك حبيبي هل حدث شيء في العمل ضايقك “
ضم خصرها بحنان مقبلا بطنها الكبير فبعد فترة قصيرة سيكون لديهم طفل سيكون له طفل من دمه و قطعة منه فكر في ما يحدث معه لا يريد مضايقتها و إتعابها و هى في حالتها تلك فليصمت فما يحدث في العمل يبقى في العمل لا داعى لأعلامها بمشاكلة هناك و أن يجعلها تتوتر عندما تعلم أنه يفكر في تركه و البحث عن آخر فقط لأنه علم أن هناك أشخاص غير إمناء في ذلك المكان و أنهم يتعمدون مضايقته و لم يستطع أخبار عمار خوفاً من التسبب له في المشاكل هو أيضاً إذا تدخل أجابها بهدوء ..” لا شيء حبيبتي أنا فقط متعب قليلاً من العمل ليس هناك شيء آخر أطمئني أماني “
تنهدت براحة و أمسكت بيده لتنهضه و هى تقول ..” حسنا هيا إلى الفراش فوراً لتستريح قليلاً لحين أحضر لك الطعام مؤكد أنك جائع “
هز رأسه بنفي و قال بحب ..” لا أنا لست جائع أنا فقط أريدك جواري أريد الشعور بك بجانبي حبيبتي لأشعر أني حي أني أتنفس و هذا ما أفتقده عندما أبتعد عنك “
ابتسمت أمل برقة و قالت تداعبه ..” إذا أحملنا للداخل عقابا لك “
ضحك باسل و حملها برقة و يقبلها بجنون قائلاً ..” أحبك أماني"

***************※***********

حياة أمل / صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن