الفصل الثالث

51.8K 2.6K 60
                                    


دلفت كاميليا الي داخل حجرة والدتها، واقتربت منها ونزلت لمستواها و امسكت بيدها
كاميليا: ماما
ادارت رقية رأسها بعيدا
كاميليا: يا روقاا يا حلو انت.! طب متزعليش طب
نظرت لها رقية من طرف أعينها و أدارت وجهها ثانية في غضب
اضافت كاميليا بمرح: يااااه كل ده غضب مني.! عرفاكي انا بترسمي على تقيل.
اقتربت كاميليا من رقية و قبلتها من أعلى جبهتها و جبينها.. ثم احتضنتها بقوة
كاميليا:حقك عليا يا ماما انا عارفة اني اتماديت الصبح في الحوار،بس غصب عني انتم دايقتوني بكلامكو
رقية: وانت البعيدة بتحسي يا باردة.! بقالنا ست سنين بنتحايل فأهلك تتصرفي ولو مرة واحدة في حياتك. حياتك كلها مواقف تعقيد في تعقيد..
ثم تنهدت لتهدا من روعها واكملت
يا كوكي يا حبيبتي انا عايزة مصلحتك، نفسي اشوفك عروسة واطمن عليكي، مش هعيشلك اليوم كله يا ضنايا.!
كاميليا: يا ماما مش لازم اتمايع عشان اعجب حد، الي بيتجوز بيختار الي محافظة على شرفها و سمعتها، الي تربي ولاده تربية صح، الي متبقاش طماعة.. مش الي تلبس ديق ومحزق و تمشي تتمايع في الشارع
رقية: وانا مش بقول تتمايعي يا كاميليا، بصي في المراية، عينيك ملونة لابوكي الله يرحمه انت الوحيدة فيهم الي واخدة عيونه، شعرك زي الحرير، ضحكتك زي القمر.. كلك على بعضك قمر ١٤ ليه تعقدي نفسك كدة..
كاميليا بعد ان وضعت يد امها على رأسها: عشان أفضل محافظة على ده يا امي، مش عايزة حد يشوف جمالي غير للي يستاهل كدة للي يشتريني بالغالي يا امي.
زفرت رقية بعدم فائدة : اعملي الي انت عايزاه يابنتي..
كاميليا: أوعدك يا امي مش هخذلك ابدا.!
__________________
لا يرى اي شئ، لايسمع اي شئ، لا يتذكر شئ... حاول فتح اعينه،، رآها.. نعم رآها.! انها هى الفتاة التي ربحته ضربا.. هى باعينها الخضراء و شعرها المتساقط الغزير..تنظر لعينيه مباشرة..
أغمض عينيه و فتحهما ثانية.. ولكنه لم يجدها..احس باحد يتكلم بجانبه
حاول التحرك ولكنه لم يستطع و بدأ الآن يستمع بصورة أوضح
- وبعدين، هندفنه فين ده.!
- احنا نحفر حفرة هنا و ندفنه فيها بسرعة
- يا اذكية انتو الاتنين، مالبحر اهو نرميه فيه ونريح دماغنا..
- لا احنا نجيب نار ونعمل دائرة حواليه وهو يتحرق لوحده
فتح اعينه على اخرهما و حاول النهوض بفزع عندما سمع ذلك الحوار الساري بين أشخاص مختلفة لا يعرفهم . ولكنه كان مقيد بحبال على الأرض في نفس المكان الذي كان يرسم فيه.. يقف على يمينه خمسة أطفال و على يساره نفس العدد.. يبدو على ملامحهم الحيرة..
رفع مالك رأسه قليلا ليتحدث إليهم
مالك: معلش يا حبايبي ممكن تفكوني واجبلكو شيبسي
صمت تام من الجميع.. ومالك محدق فيهم واحد تلو الآخر..
مالك: احم، يا حبايبي فكوني ميصحش كدة و اجبلكو شيبسي و عصير يلااا فكوني بقى
صمت تام مرة اخرى كسره ذلك الطفل القادم من آخر الصف متقدما نحو مالك الساقط أرضا ووقف أمامه..
مالك:شاطر يا حبيبي انا هجبلك لعبة كمان عشان هتفوكني.!
حدق الطفل بمالك للحظات ثم... ضربه بالقلم على خده.. رنت تلك اللطشة وسط أرجاء المكان مصدرة صدى صوت..
اندهش مالك للحظات قبل ان يطلق عدة سبائب للاطفال
نطق أحدهم- ده بيطول في لسانه يا رجالة..!! ايه جزاء الي يشتم.؟
قال طفل آخر : الناااااار
رد طفل عليه: يا غبي النار عند ربنا، لكن احنا نضربه و نلسعه بالشمعة
ثم نطق جميع الأطفال في صوت واحد: هجوووووووووووم
وانهال جميعهم عليه منهم من قام بشد أذنه، منهم من قام بالنط عليه، آخر قام بغرز اسنانه في كف يده، كل ذلك وسط شتائم مالك و تآوهه. ما نجد مالك حقا هو مجيء ولى أمر لإحدى الأطفال و قام بفك مالك
- انا آسف جدا يا استاذ والله على الي حصل من الأطفال ده
مالك: هاها آسف ايه بس يا باشا انا كنت بهزر معاهم مش اكتر هو شوية أطفال يعملو فيا كدة يعني دول حتى كانو مكسوفين يلعبو.!
- فعلا معاك حق هما بياخدو حذرهم دائما، على العموم فرصة سعيدة
- اه هتقولي، دول ملايكة.. انا أسعد.
أخذ الرجل الأطفال.. ولكن فلت منه نفس الطفل الذي ضرب مالك على وجهه منذ قليل وذهب لمالك
الطفل: عمو عمو عمو
مالك: خير ان شاء الله
الطفل: اوعى تكون زعلان مني انا كنت بلعب معاك بس.!
مالك: لا يا حبيبي مش زعلان منك
الطفل: لآ لازم ابوسك عشان متزعلش مني
مالك وهو يبتسم على براءة ذلك الطفل و انخفض لمستواه و وجه له جبينه ليقبه الطفل....ولكن خدعه الطفل مرة ثانية بضربه على جبينه نفس الضربة...
مالك: يابنن ال***********
_____________
في صباح اليوم التالي ذهبت كاميليا للتامرين الخاص بالمصارعة.. وبالتأكيد لم تسلم من الهمسات الخافتة بين الحاضرين عليها..ولكنها لم تعطي لذلك ادنى اهتمام و دلفت للداخل بخطى واثقة..
كان تامر يراقبها بحقد، فهى من تسببت لتشويه صورته بين زملائه في التدريب، وأصبح نكتة التدريب الآن.
( انظرو للاعب المصارعة المتميز وهو ينهزم من فتاة.. و يأتي للتامرين رابطا كاحل قدمه).
فكر تامر في فكرة لاسترداد صورته المشوهة قليلا، فكر في مصارعتها مرة ثانية ولكنه كان مصاب بإصابة خفيفة في كاحل قدمه ونتيجة الانتصار بالتالي غير مضمونة، فعزم الأمر على شئ خفيف.. يعركل كاميليا و تسقط كالدلو على وجهها أمامهم جميعا. وبالفعل انتظرها حتى بدأت تقترب من طريقه و مد قدميه السليمة للعركلة في حركة مفاجأة..  

فلنتصارع إذاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن