00:28

36.2K 2.6K 449
                                    

«أنا أتألم فروي، فهل ستقتلني؟»
«تريدين ع-ع..ناق؟»

اعترتني الدهشة رغم أني لست بتلك الخفيفة التي سترسم رد فعلٍ على شيء تفوه به مريضي، ولكن انفعاله بدا.. مثيراً؟ نبرة ترتعش، ملامح منقبضة، تراجع للخلف، يبدو كمن يعترف بالحب أو من يرتكب خطيئة.
يحاول تقليدي.

هو يمكنه فعلها، يمكنه محاولة أن يكون إنسانًا حتى لو كان صعبًا؛ ولكن هل يمكن للوحوش الذين حوله إلى هذه الهيئة أن تعود إنسانيتهم؟

«لا تدع من هم حولك يُشعرونكَ بأنك وحش أو أن عالمك مظلم فقط لأن مشاعرك مبهمة ومشوشة، هم يهابون الاقتراب منك وحتى إن فعلوا ستكون بالطريقة الخاطئة.» خاطبته، وراقبته برهةً وعلى عكس العادة لم يقوى على النظر نحوي لوقت طويل لذلك ضحكت بخفة ثم ابتعدت عنه بينما أستعيد ملامحي الحقيقية المهلكة، وتعود الأفكار السيئة للسيطرة مجددا.

لا أحبذ أن يقترب مني كثيرا لأني سأحطمه بقدر ما يمكن أن أبنيه فهو لا يعرف تاريخي وماضيَ. ليس علي خلط مشاعري هذه بعملي الآن.

لم أعتد على البقاء صاحية لوقتٍ طويل، علي أن أغرق في عالم الانتشاء الأبدي حيث أبقى دائخة وبخير للأبد فلا أقدر على مواجهة واقعي.
ما دمت لا أقدر على الوقت الذي تتوق له روحي بشدة فلابد من إيجاد طريقة تجعلني أتناساه، وأجهل معنى الألم المصاحب لفكرة الفقد.

لا أريد أن يغدو فروي أحد مثبطات هذا الألم لأنه لا يستحق.

لكن بعد رنين هاتفي ورؤيتي تلك الرسالة،
شعرت أن شيئًا ما سينكسر الليلة وبكل تأكيد ليس متعلقا بي لأنه لا يمكن تحطيم ما هو مفتت من الأصل.

لابد أنه يتسائل عن وجهتي والليل قد حل. أعلم أنه لن يفارقني لذا علي أن أكبح جماحي قدر المستطاع، على الأقل في هذه الفترة التي يتواجد بها معي بعدها سأعود لفعل ما أريد.

«ارتدي سترتك لأن الجو بارد قليلا.»
كان بإمكاني ملاحظة حاجبه الأيمن يرتفع عن مستواه قليلا ثم رسم تعبيراً مستغربا لأن ملابسي بدورها قصيرة وفاضحة، لكنه لن يقول حتى لو لاحظ.

فروي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن