هل هو يبحث عن طرق للتعامل معي في الانترنت؟
صدمة...
«فروي!» ليونة صوتي أوضحت مدى تأثري، ومن الجيد أنه لا يقدر على سماع صوت قرع طبول قلبي. لكن كان شعورا مريعا أن يتصادم الغثيان داخلي بالتأثر الذي يدغدغني، وهكذا تزايد الخزي داخلي كوني لا أقدر على تصحيح طريقة شعوري ناحيته؛ لم أتعافى بعد.
أرغب في محو ألكسندر من ذاكرتي، ومن الوجود.
«لست بحاجةٍ للبحث عن طرق للتعامل معي فروي لأنني لست مسؤوليتك الخاصة، وعلي تحمل عواقب أفعالي، لا تشغل بالك.» حاولت طمأنته بكلامي ولا أزال أرغب في نزع فكرة الانفصال عن بعضنا البعض، كوني لست جيدة له ولن أكون يوما.
رأيته ينظر للأسفل ثم يعيد بصره نحوي، بملامح متغيرة تميل للتألم أو المقاومة. يبتلع ريقه ببطء ثم يكور قبضته التي كانت مرتخية فوجهت بصري هناك لأجد بقعة من الدماء تكونت بشكل ملحوظ من جرح قدمي.
سوف أعاني من فقر دم لو استمر الأمر على هذا النحو.
«ولكن أريد أن أفهم سيدتي.» رد أخيرا مع قليل من التذبذب وتحرك نحو الخزانة التي تحوي علبة الإسعافات الأولية.
لا أصدق أنه يفكر في فعلها فعلا!
يمكنني رؤية اضطرابه، إنه مشوش جدا لأن هذه المرة هي دماء شخص قريب منه. زفر الهواء بحدة ثم اشاح بوجهه بعيدا عني.
كأنه يأخذ وقت مستقطع، كأنه يخاطب الشياطين داخل عقله الجامح ويخبرها بأن تخرس وتعتزل هوسها المميت من أجلي.
«يمكنني علاج نفسي فروي، لا تضغط عل-» قاطعني بنبرة حازمة. «لا»
الدماء هوسه وأنا سيدته؛ فماذا سيختار؟
أخذ يتنفس ببطء. شهيق، زفير والعكس بعدها جثى على ركبتيه ليصبح بمستوى قريب من قدمي. رفعها للأعلى حتى يقابل بطنها وثبت عيناه على الجرح لبرهةٍ. لم أكن أشعر بالألم بقدر الخدر، جسدي مخدر من الحمى ورأسي بحجم الجبال. يبدو كل شيء خياليا بينما فروي ولمسته على قدمي الحقيقة الوحيدة التي أدركها.
«هو ليس بذلك العمق، لا يحتاج خياطة بكل تأكيد.» تكلم هامسا يُخاطب نفسه، وبعدئذ أخرج ما يحتاجه من علبة الإسعافات.
كانت لمسته لطيفة ورقيقة كأنما يتعامل مع شيء قابل للكسر، لكن في على الضفة الثانية لا أنكر أنه يحارب وحشا يرغب منه أن يدمرني فقط للحصول على دماءٍ أكثر.
أنت تقرأ
فروي
Romanceفروي بلاك، مُغتال محترف تحت وطأة ظلال منظمة سرية، لم يعرف في حياته إلا الدماء؛ لكن يضطر أسياده إلى محاولة إرجاع إنسانيته التي فقدها مع كل الوجوه المهشمة والأجساد الممزقة خلفه، لهذا وكلوا مهمة خاصة للأخصائية النفسية آيسيلين هوريكاين وهي: أن تعلمه كيف...
