00:09

22.1K 2.1K 655
                                    



بدأ بالتقدم نحوي دون التفوه بأي كلمة لأتراجع في المقابل بينما الضوء يزداد ضعفا لكوننا في رواق ضيق صغير فحسب، عانق ظهري مع الحائط وجسد فروي مقابل لي مع ملامح مكفهرة.

«روبرت الخائن.» تمتمت بغضب متوعدة له بعقاب خاصةً لأنه سخر، علق وضحك كما شاء؛ والآن يتركني وحيدة في موقف كهذا.

«هل أنتِ سعيدة الآن بعد إفسادكِ اول موعد لي؟» تكلم أخيرا بينما يرمي نحوي نظرات جامدة، قطبت حاجباي بينما حركت يديّ نحو صدري وعقدتها ثم أزحت بنظري عن وجهه للأرض بغضب.

«هذا ليس أول موعد لك بما إنه مع الشخص الخطأ.» أجبته بتذمر لأنني لن أقبل أن يكون الأول.

«هل أنتَ غاضب لأنني جعلت عزيزتك تغضب وتتركك؟»

«تظنين أنه من السهل مراقبتي وتتبعي دون علمي؟ حتى كريستال كادت تنتبه لو لم أكن أشتتها كل مرة.» قال بنبرة توبيخية ولا يزال يرسم ملامح غاضبة؛ وبعدها تابع. «تتسكعين مع ذلك الفتى كثيراً!»

هل هذا هو سبب غضبه؟

«أنتَ تغار من روبرت؟» قلت له بعدما تراجعت للخلف برأسي مع ابتسامة واسعة لعوبة.

«كما أنتِ تغارين فأفسدتِ موعدي.» أردف بنبرة ثقيلة وعيناه تتجولان على وجهي لتسحب يده الآخرى القبعة من رأسي حتى ينسدل شعري أخيرا بحرية.

أمسكت يده وقمت بجره معي للخارج قائلةً. «ليس وكأنه موعد خارق فهو مع كريستال وليس معي.»

ابتسم بخفة وكأنه يوافقني القول، أعلم أن كلامي محق فمن قد يتحمل تلك الفتاة؟ هي خلقت لتكون عميلة وليس حبيبة؛ من الأصل تبدو من ذلك النوع الذي يتزوج بالعجائز وينهب أموالهم.

أظن أن كل شيء بخير حاليا خاصة كوني قمت بخطوتي الأولى من خطتي.
ركضت للأمام وكنت سعيدة بعض الشيء لوجودي بالبحر، وجدت نفسي أقول بنبرة مسموعة. «أرغب بالسباحة!» لا أتذكر أخر مرة قد عانقت فيها المياه المالحة جسدي لكن فجأة أدركت موقعي وحالتي، بالأصل أرتدي ملابس طويلة عكس جميع المتواجدين بسبب وضع جسدي، بماذا أهدي الآن؟

«أنتِ لا ترتدين ثياب السباحة.» رد علي فروي بنبرته الهادئة المعتادة وهو يتحرك قبلي متجهاً نحو سيارتي والتي أخذها ليذهب بها لموعده المبجل.

«ليس وكأنني سأسبح أمام الجميع بجسدي المشوه بأثار السوط.» قلت ممازحة مع أكبر ضحكة مزيفة رسمتها يوما في حياتي. هذا مؤلم! أن أفقد شكل جسدي وتنحذر ثقتي به لقعر الجحيم هكذا.

يبدو كلام الثقة سهلا لنقوله لأي شخص ولكن بالنهاية كل شيء راجع لأنفسنا وطريقة تقبلنا لذاتنا، وفي هذه اللحظات لا أشعر أنني آيسيلين ذات السابعة والعشرين عاما، إنما طفلة خائفة تحتاج لتشجيع من أهلها ودعم من أحبتها لتخطي أزمتها، وهنا السؤال.. أين الأهل؟ أين الأصدقاء؟ أين الأحبة؟
العالم هو العدو وكل من فيه بيادق يوجهون بنادقهم نحوي.
العالم هو الجحيم وشياطينه تركض ورائي لتصطادني.

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن