جسد زاد المكبل والعاري ممتلأ بالجروح التي كانت الدماء تتقاطر منها نحو الأرضية القذرة، هو بالكاد يكاد يفتح عينيه والإرهاق نُحث عليه خاصة تلك الهالات السوداء والتي صادف أنها تشبه هالاتي.حملت دلو الماء البارد بيدي لأقوم برشه كاملاً عليه مما سبب انتفاضة عنيفة لجسده، شهقته علت لتعلوا معها ابتسامتي خاصةً عند توحد نظراتي الحاقدة بنظراته المذعورة.
«إنه اليوم الخامس لعدم استيقاظ فروي لذا فهو يعتبر اليوم الخامس لتعذيبك تحت يداي.» خاطبته لأول مرة بعد مرور أربعة أيام من تعذيبه جسديا بكل الطرق.
لم أكلمه قبلا لأنني بالكاد كنت أستوعب فكرة عدم قتله والتي كانت تعليمات من ماثيو.
«ألم يستيقظ كلبك بعد؟» تمتم لي بصوت ضعيف لأهز رأسي بسخرية على كلامه.
في الحقيقة أنا سكتت على زاد لمدة طويلة وتركته ينعتني بأبشع الألقاب فقط لأنني أحترمه، لكن الآن حان دوري.
«بذكر الكلاب لنُجري حوارًا صغيراً عن بعض السلالات الخسيسة التي تشبهك.» قلت بجمود وأنا أطالع وجهه المنتفخ ببقع زرقاء من لكماتي الغاضبة سابقاً.
«أولاً قبل كل شيء أنتَ لا تستحق أن تحمل ملامح زاك وهدا مشين لأنك ستجلب العار له.» سخرت منه ليقهقه بالمقابل. هو يظنني أمزح، مسكين! أنا لا أمزح مع من يمدون أيديهم القذرة على فروي.
يدي امتدت لتلك العلبة الموضوع على الطاولة المعبئة بالأدوات الحادة. حركتها بين يداي لتختلط مكوناتها وسرعان ما فتحتها واقتربت منه لأبدأ برش قطرات منها على وجهه. قطرةً قطرةً، إنشاً إنشاً. صوت غليان بشرته بدأ يرتفع ليلهث بألم بالمقابل.
«أنا لن أؤذي عينيك لذا حاول أن لا تتخبط كثيراً في سبيل نجاتهما من هذا الحمض.» أردفت بلطف مزيف بينما أكمل عملي.
«أقسم أنكِ مختلة!» صراخ بألم عندما ههمت بتغطية كامل وجهه حتى باتت ملامحه مختفية لأن بشرته قد تآكلت.
«فتى جيد! لا تتحرك.» أكملت كلامي بشكل عادي تحت صراخه الهستيري لدرجة أنه على وشك البكاء.
«لا تبكي لأنك ستحرق وجهك ولن يتعافى بسرعة.» بدأت بنصحه وكأنني أهتم حقاً، أنا فقط أخلق الجو المناسب للحديث.
«أنتِ مسخ.» هسهس بحقد أعمى وما كان مني إلا التظاهر بعدم سماعه، لقد تلقيت شتائم وإهانات منه لدرجة لم يعد يأثر بي أي شيء يتفوه به كونه مجرد هراء.
ما إن بدأ جسده يقل اهتزازًا حتى صببت عليه المياه مجدداً متعمدة ملامسة وجهه المشوه، فعلا صوت صراخه تحت عدم اهتمامي.
أنت تقرأ
فروي
Romanceفروي بلاك، مُغتال محترف تحت وطأة ظلال منظمة سرية، لم يعرف في حياته إلا الدماء؛ لكن يضطر أسياده إلى محاولة إرجاع إنسانيته التي فقدها مع كل الوجوه المهشمة والأجساد الممزقة خلفه، لهذا وكلوا مهمة خاصة للأخصائية النفسية آيسيلين هوريكاين وهي: أن تعلمه كيف...