00:00

33K 1.9K 868
                                    



أنفاس مُنقطعة، لهيث. الكثير من حبات العرق وملابس مبللة به؛ شعر منفوش وجزء آخر منه يلتصق بجبهةٍ لامعة. نزيف متقطع بالكثير من الأماكن، مثلا من تلك الأعين الزرقاء الفاتحة التي بدأت تدريجيا تُصبح داكنة، ذو بياضٍ مُحمر، يميل للدموي. حيث شفاه تلمع بلونٍ قاتم يتسرب من حُفرتي الأنف. في صراعٍ غريب، مريب، مؤلم وقاتل مع خلطة مسمومة.

عند خلط الجرعات الثلاثة؟ ما الذي سيحدث؟

كانت نظراتها شاردة، سكنت على الأرض بعد ضربها رأسها عدة مرات.
ما الذي تراه؟ ما الذي تسمعه؟ ما الذي يحدث لها؟ أين هي؟ ومن هذا قريها؟
الكثير من الأسئلة ولا مجيب. الكثير من البرد ولا عناق دافئ، لا شوكولاتة ساخنة أو حتى -على الأقل- مدفئة.

دقات قلبٍ عالية، حرارة جسد مرتفعة لكنها منخفضة في نفس الوقت، شعور البرد يتضارب مع موجات الحر، مع وجود الكثير من الألوان في السقف والعديد من الأصوات بالقرب.

رفعت يدها عاليا تلمس الهواء، وتهمس بصوتٍ محتاجٍ كطفلةٍ صغيرة. «فروي»

من الجهة الأخرى كان هو يتلوى ألما ويده تضغط على قلبه رغبة في اقتلاعه، لكنه سكن لحظة سماعه صوتا محببا يُناديه، فقال بنبرةٍ ملؤوها الشغف. «سيلين.»

«أنتِ حقيقية» قال ألكسندر للفتاة التي يريح رأسه على فخذها وينظر نحو ملامحها الرقيقة البشوشة. رفع يده ملامسا ملامحها وعندما أحس ببشرتها نهض من مكانه وعدل جلسته، حملق بها لمدة طويلة.

«أنت الذي تبدو شاحبا كالشبح ألكسندر، هل كل شيء بخير؟» لامست وجهه برقة بينما هو يراقب المكان الذي يتواجدان فيه. تمكن من التعرف عليه سريعا ما إن حطت عيناه على المتجر الذي يقابلهما، متجر الزهور.

جفل لحظة معانقتها إياه وتمتمتها. «لا بأس ألكسندر، كوابيسك سترحل. ستكون بخير، أخبرتك مرة أنني أؤمن بالوحوش التي تُصنع لا تولد وفي نفس الوقت أؤمن بالشفاء، التشافي، التنقية. معا سوف نصل تدريجيا لنتيجة نرضى بها وسيكون مستقبلنا معا باهرا.»

أجل، ذلك المستقبل حيث لا يوجد فيه كريستوف، ويتمكن من الهرب بعيدا عن والده الذي حوله للوحش الذي هو عليه الآن.

وقفت من مكانها بعد فصلها للعناق، وأمسكت معصمه لتجره معها نحو المتجر. «تعال معي لننظف جراحك قبل أن تلتهب، كم من مرة علي تكرار كلامي أليكس؟ لا تستفز والدك حتى لا يُبرحك ضربا كل مرة؛ الآثار التي لن تزول من على جسدك تجعلني حزينة فقط وتفطر قلبي.»

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن