00:25

31.5K 2.8K 852
                                    


بعد أن هدأت من تفاقم مشاعري واختلاطها كان عليّ اللجوء إلى فقرة الشرح المعتادة لفروي حتى يفهم ما يراه مقرفا وتافها بشأني.

«جميع الناس يحبون مشاهير معينين ولا يعني أننا يجب أن نحصل عليهم لأن هناك فروقات بين حياة شخص عادي وآخر مشهور.» شرحت له بعد أن أخرست نفسي بصعوبة عن الضحك، في بعض الأحيان أنسى أنه سفاح وذلك بسبب شخصيته الغريبة.

مجددا إنه غبي، كما أنه بعيدا عن الدماء والقتل والمنظمة يبدو مثل الطفل حديث الولادة. ينسى الإساءة بسرعة ومضحٍ كثيرا، فضولي وجاهل بالعديد من الأشياء الروتينية.

آوه فروي، ما الذي سأفعله بك؟

نهضت من مكاني بعد شعوري بالتحسن وسريان مفعول الدواء في جسمي بالكامل، كنت أتحرق شوقا لإكمال غنائي أو حتى رقصي فلطالما استعملتهما للتخفيف عن حالتي المتفاقمة.

حتى لو لم تكن فنانا تقدر أن تشفى بالفن، فهو يعالج الروح ويخاطبها عبر نغماتٍ عجيبة يجعلها تنسى العالم لبرهة وتحلق عاليا ثم تعود للأرض.

وبعد أن حملت قيتاري انطلقت في الغناء عاليا. «يقال أن النسيان نعمة علينا ولكن في حالتك هو مجرد نقمة، فكيف لذاكرتي أن تكفر بوجودك الملائكي وتسير في طريق مظلمٍ من الإلحاد الكاذب يا حبيبي. أنت خالد بذاكرتي، بقلبي، وحتى فوق جلدي. لا مهرب منك ولا رجوع إلا إليك.»

«أنتِ غريبة.» همس بصوت خافت دفعني إلى فتح عينيّ وأوقف عزف مقطوعتي المفضلة وقد أزعجني كثيرا لدرجة أني رديت بحدةٍ دون وعي مني. «هل تجد غنائي غريب؟ لو لم تُعْجَب بصوتي يمكنك الرحيل فلا أحد أجبرك على الجلوس معي بنفس الغرفة.»

عليه أن يدركَ أيضا مسألة حريته، ولا يعني تواجده في نفس البيت معي أن عليه البقاء مراقبا لي فقط.

رغم أنه فروي ولكن في الحقيقية من الصعب العيش مع أحد داخل نفس المكان بعد أن هشمت الوحدة روحك وجعلتك تعتاد على أشباح المنزل الراحلين فقط وليس البشر الحقيقيون.

«لم أقصد ذلك، كل ما في الأمر أنني لم أستوعب لمن تقولين هذه الكلمات بالتحديد.» تحدث بحيرة وهو يوحد عيناه بعيني كأنما يبحث عن الإجابة بداخلهما.

«ليس هناك شخص محدد، أنا فقط أحببت الأغنية فحفظتها. ألا تحب الأغاني؟» أجبته باختصار بقصد تغيير مسار الحديث لأن هناك أشياء لا أحب التكلم عنها.

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن