هل جربت رؤية مشهد مرور كل شيء ببطء؟ الوقت، النفس، الرمشة، نزول قطرة العرق، وحتى التفاصيل الثانوية للأشخاص الثانويين تصبح وسط اللوحة لتعطي ضغطا مضاعفا. تتداخل الألوان ويُعجن المصير وبعد خبزه لا نقدر على أكله كون هناك حشرة تسللت للعجينة وأفسدت منظره الشهي.تلك الحشرة كانت من يحرس ألكسندر.
يبدو كملاك الموت بملابسه السوداء التي تشبه جنود العمليات السرية الخاصة. كان وغدا أسمر البشرة، صلب البنية وكثيف الشعر حيث تراه يتهاطل من جانبي أذنيه، ويزين فكه بلحية شبه كثيفة كما يفعل مع حاجبيه ورموشه. هالات سوداء ترسم نصف دائرة تحت عينيه الخاويتين من أي لمعة تدل على أنه حي، وقد كان واضحا أنه غارق في عالم الانتشاء الأبدي خاصةً مع آثار الحقن على ذراعيه العاريتين كونه يرفع أكمامه.
ضغطت فكي بعنف كوني لم أستوعب سرعة تحرك ذلك الشاب حتى. لقد وقف بين ألكسندر والرصاصة ليتلقاها برحابة صدر كأنني رميته بوردةٍ. بعدها عاد كل شيء للعمل بطبيعية، وما كانت إلا ثواني قليلة شعرت فيها بجسدي يرتطم أرضا بسبب دفعة أحدهم لي. وعند عقد يداي بإحكامٍ خلف ظهري أصبحت كرسي سافلٍ ما، سافلٍ جلس فوقي.
عيناي لم تتزحزحان عن ذلك الشاب الذي كان ينزف بسبب الطلقة ولا أدري أين أصابته بالضبط كون الجانب الأيسر من قميصه المثقوب والذي بدا وكأنه قاتم اللون أكثر من قبل ومبتلا، لكنه واقف كالوحش ثابتا كأنه ضرب بوسادةٍ من الريش.
أطل علي ألكسندر أخيرا بابتسامة صغيرة مستهزئةٍ، فحاولت التزعزع ولو لشبر واحد ملبيةً صوت الوحش داخلي الذي يرغب في تمزيق بشرته، ولكن السافل فوقي شد شعري بعنف شديد جعلني أشهق.
«توقفي عن التحرك!» همس حتد وصل لأذني، وعلى عكس المتوقع كان لفتاةٍ! ولا أدري من أين لها هذه القوة لتقييدي بهذا الشكل.
«كبرتِ وأصبحتِ فاتنة آيسيلين.» هو سخر بدون فكاهة بينما عيناه تمسحان جسدي بنظرات جريئة، من الأعلى للأسفل، ومجددا من الأسفل للأعلى.
«الماسح الضوئي أنهى عمله بنجاح، لا توجد فيروسات بالكومبيوتر.» خاطبته ساخرةً ولكن لم تكتمل فرحتي لأني تعرضت لضربة مفاجئة برأسي من الخلف جعلت وجهي يُحشر بالأرضية وينفجر ألم حاد على مستوى أنفي.. يا للهول! أأكد أنه كُسر.
أنت تقرأ
فروي
Romanceفروي بلاك، مُغتال محترف تحت وطأة ظلال منظمة سرية، لم يعرف في حياته إلا الدماء؛ لكن يضطر أسياده إلى محاولة إرجاع إنسانيته التي فقدها مع كل الوجوه المهشمة والأجساد الممزقة خلفه، لهذا وكلوا مهمة خاصة للأخصائية النفسية آيسيلين هوريكاين وهي: أن تعلمه كيف...