فتحت عيناي ببطء مراقبةً ما يجري حولي بشرود وسريعاً ما استوعبت أنني متواجدة على الأرض، بدأت الأحداث تتوالى والذكريات تتدفق داخل عقلي كما فعل الألم الذي هاجم رقبتي. تنفست بعمق، ح-حاولت وكانت تجربة فضيعة ومؤلمة جدا، لأنني أشعر بحنجرتي مفتتة. وهنا علمت أن علي النهوض ورؤية ما اقترفت يدا زاك في حقي ثانية، علي رؤية نتائج استسلامي الخاطئة، التي أدركها لكن أعجز عن تصحيحها ومحاربتها.وقفت مقابلة للمرآة وعلقت عيناي برقبتي، حيث الآثار البنفسجية الممتدة على طولها. لمستها ببطء وتمتمت. «سحقا!»
حملقت في نفسي مع شعورٍ بالخزي والعار، فلم أعد أعرف من أنا وما حقيقة شعوري ناحية العالم ومن فيه. سرعان ما تجسد انعكاس زاك ذي الملامح المستمتعة بسبب النشوة الحقيقية جراء رؤيته أتألم، بعدها رأيت انعكاسي المرسوم بدقة متناهية داخل عينيه؛ عندما كنت أشهق مثل العصفور المبتل والمرتعش الذي يلفظ آخر أنفاسه، أستنجد خيط هشا كان يُدعى حُبنا من الماضي حتى يوقفه عن أفعاله المتوحشة ضدي. لكنه وحش، وحش متوحش خلقه من هو أوحش منه، شيطان، إبليس يُدعى ألكسندر.
«فروي.» تمتمت باسمه عندما ظهر شكله أمامي فجأة، عندها تدفق الكره وسط عروقي موجها لنفسي وأفعالها، لقد رغبت في شكره على العناية بي لكن هذا ما جازيته به.
كان علي تفحص جسدي هذه المرة حتى أُعذب عقلي وقلبي معا فما يقف مقابلا لي هو جسدي مشوه بالكامل، الجسد الذي كنت أتفاخر به سأغطيه بالكامل خوفا من أن يرى أحدا ما قد آل إليه. هذه نتائج أفعالي فحسب لأنني أنا من قبلت بذلك، لكن ما كان مني إلا أن أخرس هذه الأصوات داخل عقلي حتى وأخطوا متجهةً نحو الأسفل باحثة عن فروي.
ما إن نزلت حتى كان بإمكاني رؤية جسده متسطح على الأريكة بينما يضع أحد يديه على وجهه ليغدو محجوبا أما الأخرى المصابة فقد كانت مرتخية على الطاولة مُمَدِداً إياها بشكل مهمل سمح لي بملاحظة الدماء المتيبسة عليها، حتى بعضها كان الجافا على الطاولة وقد استنتجت أنه منذ ليلة البارحة وهو على هذه الوضعية، هو لم يتعب نفسه بعلاجها. رؤيته بهذه الحالة تجعلني أرغب بالبكاء بشدة لأنني ساهمت في جعله يتألم، جعلته يشعر بالعجز لأنه لم يقدر على حمايتي. كتمت دموعي وتحركت بصمت إلى علبة الإسعافات التي أصبحت ملازمة لي هذه الأيام كالهواء الذي أتنفسه.
«فروي استيقظ.» خاطبته بنبرة هادئة ولطيفة لأراه يحرك جسده قليلا ويزيل تلك اليد عن وجهه لتبرز عينيه المحمرتان ووجه المجهد.
«أنت لم تنم طوال الليل صحيح؟» كلمته مجددا مراقبة ملامحه المتعبة ورغبت في لمسها محاولةً منحه شعورا لطيفا لكن توقفت في آخر لحظة.
أنت تقرأ
فروي
Romanceفروي بلاك، مُغتال محترف تحت وطأة ظلال منظمة سرية، لم يعرف في حياته إلا الدماء؛ لكن يضطر أسياده إلى محاولة إرجاع إنسانيته التي فقدها مع كل الوجوه المهشمة والأجساد الممزقة خلفه، لهذا وكلوا مهمة خاصة للأخصائية النفسية آيسيلين هوريكاين وهي: أن تعلمه كيف...