00:24

30.3K 2.6K 563
                                    

«كُف عن التفوه بالتفاهات أنا لست مِلكِك.»
لم أجد إلا هذه الجملة الهمجية لأرد بها عليه بعد نيل الإحراج مني من طريقة حديثه وتفاعله.

عبس بدوره وبدا غير مستوعبٍ لما أقوله، ثم تحدث. «إذا عليكِ مسح أثر القرصة من على خدي لأني لن أكون ملكك أيضا.»

هل يظن أني لعبة؟ أنا أحب أن ألعب بالناس وليس العكس.

«يمكنك جعل زميلتك الشقراء في العمل مِلكك، في نهاية أنت تتركها تتصرف كما يحلو لها حولك» لا أدري ما الذي جعلني أقول هذا وما الذي ذكرني في تلك الفتاة القطة بالضبط، ولكن من الجيد معرفة وجهة نظره حول الأشخاص المحيطين به.

«كريستال؟» سأل وبدأ عليه التشويش أكثر من السابق، لابد أنه يتساءل ما خطبي وأنا أتفوه بالهراء وأدخل مواضيع ليس لها علاقة بما نتحدث عنه حاليا، ولكني توترت منه وهذا مجرد رد فعل تمويهي.

تنهدت بتململ من الجو المشحون وقلت. «في المرة القادمة لا تقرصني كالبعوض المسموم لأن بشرتي حساسة.»

«ما الذي تقصدينه بالمرة القادمة؟»

صفعت فمي بقوة على التفاهات التي تفوهت بها، لم أدرك إلا الآن أني غبية في بعض المواقف. «لا شيء، لا شيء فروي-.» فكرت فيما قد ينقذني من هذا الجو، كان علي أن أخطوا خطوةً للأمام أكثر من هذا وأجعله ينغمس في العالم الطبيعي، يمارس ما يفعله كل كائن حي يتنفس وليس له علاقة بالقتل.

«ما رأيك أن نخرج من هذا البيت الكئيب ونتسوق؟ لا تمتلك ثيابًا ونحتاج إلى تغيير الجو قليلا.» طرحت الفكرة وأنا معجبة بها، لكن من المرجح أن يكون رده معهودا.

«لا يوجد مغزى من التسوق، الأمر مشابه لموضوع الرقص، يمكنني ارتداء أي شيء تجلبينه لي فقد اعتدت على هذا في المنظمة.»

لويت شفتاي بعدم رضا، ياله من صعب المراس حقا.
«ما رأيك بصفقة؟ نتسوق معا وبالمقابل أُطلب مني ما تريد.»

«لا أريد منكِ شيئاً.» رد علي بسرعة خاطفة لأشعر أنه تم دعسي بنجاح، فروي، عزيزي.. يوما ما سأنتقم منك، عندما تتعافى أعدك.

«ولكن..» همست بصوت خافت كمن يحاول خداع طفلٍ صغير. «لو ذهبت معي سوف نقرص بعضنا البعض ونصبح أصدقاءً نمتلك بعضنا البعض ما رأيك؟.» رغبت في الضحك على ما أقوله، لكن كان علي التحدث بلغته وطرح الصفقات من منظوره، بكل تأكيد هو يتساءل عن معنى امتلاك شخص ما، من الحيرة المرتسمة على ملامحه يمكن معرفة الكثير.

رغم سذاجة ما قلته أعلم أنني محقة فهو يرغب في تجربة كل شيء لم يعرفه سابقا خاصة أن المشاعر بالنسبة له شيء جديد كليا، يرغب في معرفة المشاعر من منحى ألطف وصنع آثار ذات معنى عميق وشاعري ليست متعلقة بالألم، التعذيب، القتل.

فرويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن