لكل شخص رد فعل معين حول الصدمات التي يتلقاها، أخذت أفكر لبرهة في رد فعلي قبلا على خبر مقتل والداي، ثم مقتل زاك ووالدته وطريقة
تأثيرهما علي حتى هذه اللحظة.لا تأثير يظهر منذ أول لحظة نسمع بها الخبر السيء، لكن مع الوقت سوف تتهشم وتقع روحك جاثيةً على الأرض، تُمزق لأشلاء وتتحول لرمادٍ مُتسخ، حتى لو كان جسدك واقفا على قدميك.
هشاشتنا كبشر مؤلمة حتى لو مثلنا العكس، سنبقى مخلوقات ضعيفة تتوق لعناقٍ دافئ بعد كل يوم متعب حتى نشعر أننا بخير.
حاليا أشعر بعقلي يسبح في فضاء واسع، حيث لا أقدر على البقاء واعية لكن ليس هناك غفوة مريحة. كان كل من فروي وزاك يقفان في مخيلتي بتلك النظرات المُعذبة على محياهما، كلاهما يمدان يدا ناحيتي ولم أعرف ما التصرف الصحيح.
«نحن لوحدنا هنا الآن لبضعة دقائق قبل أن نضع رأسكِ بالمقصلة، لا تهربي بمخيلتكِ بعيدا حتى لا تتفاجئي بأول جلدة.»
رصصت أسناني بغضب وأنا أرى نظرات ألكسندر نحوي تزداد خبثا بينما تلك الابتسامة المشعة استفزازا لا تغيب عن ثغره. يبدو أنه في أجمح أحلامه بينما أنا في أسوأ كوابيسي.
«إذا هل اسم صغيرتي ذكرك بشيء؟»
تلاعب بنبرته.«أي اسم؟ للأسف لا أذكره، فأنا لا أحفظ أسماء السافلات.» قلت بكل بساطة مع ملامح ثابتة وابتسامة جامدة ثم نظرت نحوه مباشرة حتى أرى ردة فعله. زفر قليلا قبل أن ينفجر ضاحكا كالمختل ثم نهض من مكانه واتجه نحوي.
«أنتِ لستِ في حالة تسمح لكِ بأن تكوني وقحة آيسي! من المفترض أنكِ تلعقين أصابع قدمي طلبا للرحمة.» همس لي بينما أصابعه تنغرس بكتفي؛ وهكذا علمت أن الابن سر أبيه، جميعهم يحبون غرس الأصابع في الجلد.
عقلي التافه، ليس هناك وقت للسخرية.«كف عن التحرش بي أيها العجوز الخرف.» سخرت منه بالمقابل وقد عبس سريعا وأفلتني؛ عندها فقط تنفست براحة قليلا من ابتعاده ومنحي مسافة. لوهلةٍ رغبت في البكاء كوني لا أشعر بيداي بتاتًا من شدة الألم ولا أعلم إلى متى سأتحمل هذه الحالة.
أنت تقرأ
فروي
Romanceفروي بلاك، مُغتال محترف تحت وطأة ظلال منظمة سرية، لم يعرف في حياته إلا الدماء؛ لكن يضطر أسياده إلى محاولة إرجاع إنسانيته التي فقدها مع كل الوجوه المهشمة والأجساد الممزقة خلفه، لهذا وكلوا مهمة خاصة للأخصائية النفسية آيسيلين هوريكاين وهي: أن تعلمه كيف...