" والدي "

9.3K 849 366
                                    

ENFP :

انتهى وقت اللعب بالنسبة إلي وحانت الجدية والكدح لكي أعيش ، يجب أن أعمل كي لا أعود للشارع من جديد او للشخص الذي هربت منه قديمًا.

رغم أني هربت منه قبل ست سنوات إلا أن الكوابيس تراودني عنه حتى الآن ، عيناه الجاحظتان وبشرته الغليظة وابتسامته التي تحوي سنًّا ذهبيًا.

" ليتني سرقت سنه اللعين قبل أن أهرب لكنت تدبرت أمري قليلاً "
قلت متمتمةً بغضب وأنا أخرج من خامس محل رُفضت منه.

جربت كل شيء مقاهٍ، مطاعم، حتى الملاهي الليلية والمغاسل.

لكن رفضني الجميع ولا أعلم لماذا ، لما يستمر الجميع برفضي؟ حتى اصدقائي !

بالطبع فهمتم ما أعني بأصدقائي

بدأت الشمس تغرب وأنا لم أكل شيئًا ، عرضت والدة INTJ ان أبقى معهم للغداء لكنني رفضت فعلي أن أخرج باكرًا للبحث عن فرصة عمل متوفرة وليت خروجي هذا نفعني.

جلست على إحدى الكراسي الخشبية في الرصيف وقد وضعت حقيبتي على فخذاي لأقوم بفتحها وإخراج محفظتي بحثًا عن بعض الدولارات لعلّي أشتري شيئًا يسد جوعي ولكن سرعان ما رسمت ملامح الحزن والإحباط على وجهي عندما لم أجد بها حتى بنسًا واحدًا.

وضعت يداي بضعف على وجهي وانحنيت ليرتكز مرفقاي على ركبتاي وبدأت الأفكار السوداء تحوم فوقي كغيمة ماطرة لتزرع الكآبة وتستنزف روحي بشدة.

لربما كان الخطأ خطئي من البداية؟ ربما كان هذا بسبب عدم رضا والدي عليّ فأصبحت حياتي تحاول قتلي قبله، تبًا للجميع

قطع أفكاري السوداوية صوت صرخة فتاة من مكانٍ ما لأرفع رأسي بفزع وأنظر حولي بحثًا عن مصدر الصوت ولكن لم أجد شيئًا سوى عجوزٌ على الكرسي المجاور تطعم العصافير ولم تلقي بالاً للصراخ

عاد الصوت مرةً أخرى لأقف واتجه نحوه راكضة فقد اتضح أنه من أحد أزقة المطاعم هتفت اثناء اقترابي :
" هل أنتِ بخير؟ "

" النجدة أرجوكِ "
صرخت الفتاة فور وصولي لأراها بملابس خليعة ورجل يحاول التحرش بها

توترت ولم أعرف ما أفعل لأنه يبدو خطيرًا والوشوم تملأ ساعديه العاريان ولم يهمه وجودي من عدمه عن إكمال جريمته

" هي أنت ! "
هتفت بصوت عالي ليرفع رأسه والفتاة ما زالت بين يديه ثم أكملت متصنعة الشجاعة وانا أقترب منه بخطواتي :
" هل تعرف من أكون؟ "

" مختلة تحاول الانتحار باقترابها مني؟ "
نطق بسخرية وهو يعطيني نظرات جعلت بدني ينتفض ولكن لا يمكني أن أترك تلك الفتاة الهزيلة تموت مغتصبة بينما كان بوسعي فعل ولو القليل

" بل أنت من ستموت فور اقترابي منك وستذوق عذابًا يراودك طوال حياتك "
اللعنة علي لما استمر بقول الهراء بينما ليس بإمكاني فعل شيء له ، لساني الأرعن فلتتوقف عن هذا

تعالت ضحكاته ليترك رقبة الفتاة التي كان يمسكها بيد واحدة وتسقط أرضًا ليقول :
" أظنك فريستي الجديدة تبدين أكثر متعة "

" ماذا ؟؟ "
قلت بصدمة لتركض تلك الفتاة هاربة بعيدًا بينما أنا أصبحت الضحية هنا فصرخت :
" تعالي وساعديني ايتها اللعينة فأنا كنت أود مساعدتك "

ولكن لا حياة لمن تنادي ابتعدت تلك الفتاة عن نطاق رؤيتي بينما ذو الوشوم يتجه نحوي وقد لمحت يده تمتد إلى جيبه لأرى بعدها السكين قد خرجت تلمع في الظلام بسبب إضاءة الشارع

" دعنا نعقد اتفاقًا "
قلت وانا ابتعد عنه رويدًا رويدًا رغبة في الهرب لكنه ركض ناحيتي فجأة وهو يقول :
" لا أتعامل إلا بالعنف "

ما ان فكرت ان ابدأ الركض أنا أيضًا حتى أصبحت رقبتي في يده بالفعل وقد رفعني عاليًا جعل قدماي تطفو ورئتي تبحث عن الهواء بضعف ، حاولت النطق أو الصراخ ولكن لم أستطع بدا وكأنه يسلبني الحياة بهدوء

جحظت عيناي واسودّ وجهي وبدأ شريط حياتي يمر أمام عيناي ببطء ، حياتي البائسة جميع اخطائي وهربي من واقعي بجبن

لطالما ظننت أنني وصمة عار على هذا الكوكب ولكن دائما ما أقول بأنني نقاء ولد في هذا العالم الماجن

بدأت دموعي تتساقط بغزارة وتأوهات تخرج من أعماقي بكل ما تعنيه كلمة ألمٍ من معنى ، فتحت عيناي المحمرّتان لأجد سكينهُ تشهر نحو معدتي

" اق- تلني "
هذا كل ما استطعت قوله وقد كلفني الكثير أنفاسي لأشعر بأنه لم تبقى لي حياة بعد الآن

نظرت عيناه في عيناي ليهمس :
" من دواعي سروري "

اندفعت سكينهُ نحو خاصرتي لتغرز فيها بشدة تحت ضحكاته العالية وتأوهاتي الضعيفة ، أشعر بجسدي يتمزق والحديد البارد يخترقه مسببًا ألمًا كالجحيم

" اتركها "
صوت جهوري مهيب ظهر من خلفي تلاهُ ضربة العصا الخشبية على الأرض لتتوسع عينا قاتلي بصدمة

بطريقةً ما سقطت طريحة على الأرض بعد صوت الطلق الناري الذي جعل ذاك الرجل يسقط بجانبي لأرى عيناه الجامدتان تحدق بي

" هل انتِ بخير؟ "
قال الشخص الذي اقترب مني لأرفع رأسي بخوف ولم يكن سوى ...

" و- والدي ! "

ENFP INTJ | قصة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن