ENFP INTJ | قصة .

" اهربي ! "

وسط هدوء ذلك المنزل الواسع صدح صوت خطواتهِ بحذائه الجلدي في الارجاء

خطوة

تتلوها الأخرى

تُحبس الأنفاس

يشتد العناق

" لن تختبئين طويلاً ، تعلمين هذا جيدًا ! لذا اخرجي لنوفر الوقت وأعدك أننا سنستمتع "

مجددًا ، لم يسمع حتّى الأنفاس !

" أنا خ- خائفة "
همست تلك الصغيرة بصوتٍ خافت لتشعر بيدٍ ناعمةٍ على فمها تمنعها من الكلام

" سيكون كل شيء بخير ، أعدكِ صغيرتي "
لقد نكثت بوعدها سريعًا

صوتُ تحطم قوي اخترق مسامعها ليتبعه صراخ والدتها الذي أصبح جسدها في الهواء بالفِعل

" أهربي ! "
صرخت على ابنتها التي تتكور على نفسها بخوف ولا يُرى منها سوى عيناها الجاحظة بهلع

هي لم تتحرك

لم تقدر

كل ذرةٍ في جسدها ترفض بشدة

لم تكن تعلم بأن عصيانها سيكون نقطة التحوّل في حياتها

كان عليها الهرب

" أنتِ من تجلبين لنفسك المتاعب ، لم يكن ليحدث كل هذا لو أنكِ وافقتي على قضاء الليلة معي أليس كذلك؟ "
نطق ذلك الطاغية بسخرية ومسدسه يتلاعب في يده

شدّ على رقبة المرأة بيده دون رحمة بينما هي تكافح بشدة ليكمل بصوت أشبه بالفحيح :
" أنتِ تستحقين هذا "

لم ترى شيئًا حينها سوى قطرات الدماء التي انتثرت في المكان تزامنًا مع صوتٍ أصمّ أذنيها

عاد الهدوء مجددًا ولكن ... في عقلها فقط

لم تسمع ما يقوله ذلك الرجل ولا صوت تحطيمه للمكان حولها

كانت ترى فقط

وتشعر

ذلك اللون الأحمرالساخن المتناثر على جسدها وفستانها الأبيض ذاته الذي تراقصت به مع هذه الجثة الهامدة

تنقلت بنظراتها نحو ما يفعله

يحطّم بغضب ولا يُلقي لها بالاً

ومسدسه يفترش الأرض

لم تكن تعلم لما هي تتقدم الآن نحوه بلهفة والابتسامة قد وسعت وجهها بالفعل

تجاوزت جثة والدتها ومشت على دمائها لتطبع أرجلها الصغيرة لونًا أحمرًا بكل خطوة

هي أمسكته بين يداها لترفعه مقلدةً أحد الأفلام

صوبته على قدم ذلكَ الرجل لتضغط الزّناد

——•——

" ماذا فعلتِ؟ "
أمسكَ والدها بكتفيها معنفًا لها وصارخًا :
" لما قتلتِ والدتكِ وصديقي؟؟ من أين أحضرتِ السلاح؟ أجيبني واللعنة ! "

رفعها عاليًا ليرمي بجسدها الصغير جهة الحائط وتشعر بأضلعها تتحطم

" أنتِ ستدفعين الثمن غاليًا "

——•——

" خذها إلى السوق السوداء "

" سيدي الأمر خطير "

" تعذيبها أصبح مملًّا ، فقط قم ببيعها لأي رجل "

كانت تجلس في الزاوية تضم ركبتيها لصدرها والدماء لطختها من كل جهة

رأت والدها يحاول بيعها لتشعر بقلبها يئنّ بضعف وسط أضلعها

حينها قررت الهرب بلا عودة