بدأت سويون بتقطيع الخضروات، اما ميونغ سو فقد كان جالسا ينظر اليها كما لو انه يتأمل لوحة فنية وسط معرض فني، مما جعل سويون غير مرتاحة و متوترة، "هل تصالحت مع والدك؟" سألت و هي تحاول جعل الاتموسفير اكثر اريحية.
"اظن ذلك" اجاب بغير اهتمام، فقد كان كل اهتمامه نحو سويون.
"هل ستعود الى منزلك؟" كانت محاولة بائسة اخرى لتجعل الهواء في الغرفة أقل ثقلا.
"أظن أنني سأبقى في منزلك لمدة أطول" أجاب ببساطة، مما جعل محاولاتها تضرب عرض الحائط.
بعد مدة اتجه كل واحد الى غرفته بعد أن أكلا العشاء، فقد كان يوما طويلا، غير مدركين أن الغد سيكون أطول.
وكأي يوم مدرسي، على الطلاب ان يستيقظوا مبكرا، كانت طالباتنا سويون تفرش اسنانها حتى لاحظت ان شعرها يتغير لونه إلى الاصفر تدريجيا.
لم تكن متوترة! و لم تكن غاضبة!
ما الذي يحدث؟
صوت دق على الباب انتزعها من عالم مشاكلها، "سويون سنتاخر! هل أنت مستيقظة ؟" لم يكن صوتا غريبا على مسامعها، فقامت بفتح باب غرفتها، "لدي مشكلة صغيرة" قالت مشيرة الى شعرها الأصفر.
استغرب ميونغ سو و سالها، " هل انت متوترة؟"
سويون اجابته بكل هدوء، " لا اظن ذلك فقد استيقظت بهذا المنظر"
"هل انت مريضة؟" لم ينتظر جوابا، بل وقد مد يده ووضعها فوق جبينها.
"لست مريضة" أجاب نفسه بعد أن تحقق من حرارة جبينها
نظر اليها مستغربا، "إذن لماذا شعرك اصفر؟"
"لو كنت اعلم لمعالجته"
"هل لا بأس أن نكلم والديك في هذا الأمر؟" سال ميونغ سو وهو قلق، ثم أكمل عندما لم يجد ردا من سويون، "لا بد أن واحدا منهما سيكون ذا علم بما يحدث لك، و انا قلق ان ما يحدث قد يسبب لك مشاكل في حياتك اليومية."
اقتنعت سويون بسرعة، فهي لم تخفي شيئا عن والديها من قبل لذلك فقد كانت تشعر بتأنيب الضمير عندما لم تحدثهما في هذا الموضوع.
"حسنا سأتصل بهما فورا." رغم هدوء صوتها إلا أن يديها كانت ترتجف، و نفسها غير منتظم، لقد كانت خائفة، انهما إذا علما فقد يتغير تصرفهما نحوها، أو ربما تصل الامور إلى كرههما لها و التخلي عنها.
"لا باس انا هنا" همس ميونغ سو بينما يمسك بيدها التي تحمل الهاتف.
"مرحبا؟"
"سويون؟ عزيزتي لم تتصلين؟ هل هنالك خطب ما؟ هل ميونغ سو بخير؟"
ابتسم ميونغ سو فور سماع اسمه، لم يظن انهما سيكونا قلقان عليه ايضا، " انا بخير يا خالتي، الأمر يخص سويون"
"هل هي بخير؟" قالت الأم قلقة.
"انا بخير يا امي" لم يكن صوتها قويا كما تدعي في كلماتها، و كل من امها و ابيها لاحظا الأمر، لكنهما قررا ان ينتظرا من سويون الانفتاح لهما.
"الأمر ان..." نظفت سويون حلقها من اجل ان تمر الكلمات بسلاسة أكثر، "هل تذكرين يا امي عندما سألتني عن ما إذا كنت قد قمت بصبغ شعري؟"
"نعم" اجابت الام بقلق.
"الامر انني فعلا لم أقم بصبغه فعلا انما هو يتغير لونه من تلقاء نفسه." انتظرت سويون ردا من امها بتوتر.
تنهدت الام و قالت، "دعيني اخمن، هل ظهرت علامة فجاة في معصمك؟ او ان عينيك تتغيران الى اللون الاحمر؟"
"نعم!! انه تماما كما قلتي يا خالتي!" قال ميونغ سو بتعجب، "لكن كيف؟"
"سويون هل تذكرين الحكاية التي اعتادت جدتك ان ترويها لك قبل النوم؟" سالت الام سويون التي كانت مشوشة افكارها.
"قليلا" اجابت بصوت خافت.
"أي حكاية؟" سال ميونغ سو بفضول.
نظرت سويون الى وجه ميونغ سو امامها وقالت، " حكاية عن فتاة لا يعرف أي أحد من اين جاءت و أنقذت قرية قاحلة، فاعتبرها الناس روحا من الطبيعة."
"الامر ليس صحيحا." قاطعت الام ابنتها، و اكملت بعد ان كان كل انتباههم نحو كلامها، " كل ما اعرفه ان هناك فتاة كادت ان تقتل منذ زمن بعيد في نهر تلك القرية، و ان روحا انقذتها، لكن الفتاة لم ترد لها الجميل، بل وحاولت ان تستغلها من أجل مصالحها الشخصية، فما قامت به روح الغابة أن تلبست جسد صديقتها وقامت بلعنها."
"إذن فسويون هي...؟" نظر ميونغ سو الى سويون و هي قامت بالمثل.
"نعم" أجابت الأم سؤال ميونغ سو، " سويون هي من احفاذ صديقة تلك الفتاة التي كادت تقتل"
"لكن ما السبب الذي جعل القوى تتوارث؟" سالت سويون بحيرة.
"لا أملك جوابا لهذا السؤال." اجابت الام.
"لماذا إذن لا تملكين هذه القوى يا امي؟"
"لا أملك جوابا لهذا السؤال ايضا، لكن جدتك قد تكون سعيدة لمساعدتك، فهي تملك قوى مثلك،"
"شكرا يا امي"
"لا مشكلة، و اذا حدث شيء ما اتصلي بي فورا، الى اللقاء"
"الى اللقاء" قالت سويون ثم اقفلت الهاتف و نظرت الى ميونغ سو الذي لم يكف عن النظر اليها بابتسامة على وجهه.
"ماذا؟" سالت سويون باستغراب.
ربت على شعرها فجاة و هو يقول، "انك حقا فتاة مثيرة للاهتمام."
أنت تقرأ
فتاة الجليد
Romanceماذا لو كنت تملكين قوى تجعلك مميزة عن الاخرين سويون فتاة تعيش وحيدة بسبب انشغال والديها وبعد ان وصلت سن 18 لاحظت تغيرات في جسمها ...حيث اصبحت لديها القدرة على التجميد ومينغ سو فتى وسيم -شعبي لكنه بارد الاحساس بسبب ذكرياته الاليمة عن موت وال...