اشتياق

596 36 6
                                    


        قصر رغم فخامته و فهاوته و ضخامته الا انه مظلم و معتم لا وجود لذرة من النور مع الفراغ الذي يجتاحه، خلف تلك الممرات الطويلة يقبع جناح من غادرته الابتسامة في هته الايام بالادق يجلس لف مكتبه الكبير الذي تغزوه الاوراق و الملفات الكثيرة ، من يراه سيظنه احد سلالات دراكولا بثيابه السوداء و بشرته التي ازدادت شحوبا عما كانت و عينيه الحمراء ،مسح وجهه بكفه من التعب و الارهاق ،ليس ارهاقا جسديا و انما ارهاقا نفسيا ،دفع بقواه التي على وشك ان تخور كرسيه الجلدي للخلف حيث النافذة الزجاجية الكبيرة و التي تطل على القصر و حسنا الجو في الخارج لا يختلف عن الداخل السماء غائمة تذرف دموعها بهدوء و سكينة ،تلك القطرات وجدت طريقها على تلك الصفيحة الزجاجية ،رفع سوداوتيه الملتفة بالاحمرار بسبب البكاء للاعلى باحثا عن ذرة نور مختبأة لكنه اعاد نظره للاسفل بخيبة.

تحسس باصابعه زخرفات الباب الخشبي الاسود ،اطلق تنهيدة ثم دفعه من مقبضه الذهبي بهدوء ليدلف بخطوات هادئة توازي السكون المحيط به باتجاه من يحدق بالنافذة اصبح خلفه مباشرة و الشاحب ارتأى له انعكاسه من خلال زجاج النافذة ،دنى بجسده قليلا يحيط خصر الجالس بذراعيه و يضع رأسه على كتفه ،همس بصوته .

كاي:عزيزي يكفي ما تفعله بنفسك ان تزيد حالك سوءا

رفع يديه الشاحبة الباردة ليضعها على خاصة اسمره الدافئة ،جميل التناقض بينهما لطالما رأى سيهون هذا

سيهون بهمس مماثل و لكن سببه تعبه:ليتني استطيع كاي على الرغم من مرور اسبوع على وفاته الا ان عقلي يأبى تصديق الامر اشعر انه لا يزال حيا !!

كاي و قد طبع قبلة دافئة على وجنة سيهون

كاي:هو لا يزال حيا هوني ذكراه ستبقى خالدة في قلوبنا انا متأكد انه في مكان ما يراقبنا و انا متأكد ان حالك لا يعجبه انظر انا اراه يرفع شبشبه يهددك الم تاكل هممم؟

سيهون بسخرية: و هل يرتدون شباشب هناك ؟

رفع كاي راسه و نظر لسوداويتي حبيبه

كاي :همم اعتقد

القى سيهون نظرة على شفاه كاي ثم عينيه ثم شفاه مجددا لينطق بنبرة يحتلها التعب

سيهون:اشتقت له كاياه !

اقترب سيهون و دمج شفتيه بخاصة اسمره الذي شرع يبادله بهدوء ليس و كانه غير متأثر بوفاة صديقه و انما يحاول التظاهر بالقوة من اجل سيهونه ثم سرعان ما يدخل للحمام يبكي !

**************

في مكان آخر مماثل لسابق ما وصفته في البداية يستلقي بجسده المرهق هو الآخر على سرير معشوقه الضخم يستنشق رائحته العبقة و الملتصقة بتلك الاغطية المخملية يذرف دموعا ابت التوقف من ايام و عينيه لم تبخل غير حذرة من ان تجف لللابد هذا هو حاله من بداية الاسبوع ،سمع طرقا على الباب لكنه لم يقوى على تحريك شفاهه ،تلاه سمعه لخطوات تتجه نحوه ثم كف باردة تمسح شعره بهدوء

Love me ?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن