يا قلبها..يا من عرفت الحب يوما عندها
يا من حملت الشوق نبضا
في حنايا.. صدرها
إني سكنتك ذات يوم
كنت بيتي.. كان قلبي بيتها
كل الذي في البيت أنكرني
و صار العمر كهفا.. بعدها
لو كنت أعرف كيف أنسى حبها؟
لو كنت أعرف كيف أطفئ نارها..
قلبي يحدثني يقول بأنها
يوما.. سترجع بيتها؟!
أترى سترجع بيتها؟
ماذا أقول.. لعلني.. و لعلها
*****
"فاروق جويدة"*****************
" الصمت من ذهب ما لم تكن تملك اطفالا ... حينها يصبح الأمر مريبا"
هذه المقولة كانت أول ما تبادر إلى ذهن كرم بمجرد أن استيقظ من قيلولته القصيرة حين قابله صمتا رهيبا على غير المعتاد .
تلفت حوله بتوجس بحثا عن أي من أطفاله الثلاثة ... و قد بدا الهدوء المسيطر على المنزل مريبا بحق و خاصة في هذا الوقت من النهار ... حيث أن هذا الوقت هو المفضل لنشاطهم ... و تحديدا وقت قيلولته!!
حينما لم تتعثر عيناه بأي من الفوضى الدائمة التي يثيروها أينما حلوا ... و لم تشنف أذانه بصوت صراخهم المتبادل و لا صياح شهد زوجته عليهم ... بدأت الأفكار السوداء تتسرب إلى عقله .
ترى ما الذي حدث؟ .. هل تكون شهد قد قتلتهم ؟!! ... هذا هو التفسير الوحيد الذي قدمه له عقله ... فهذا هو العمل الوحيد الذي قد يجعلهم هادئين على مثل هذا النحو الذي قابله .
هز رأسه بخفة و كأنه ينفض عنه هذه الأفكار الحمقاء ... ثم ما لبث أن تذكر حقيقة الوضع ليضرب جبينه بكفه حين استدرك أنه ليس في منزله .
فعندما انتهت تلك المقابلة التي أجراها صباحا هو و محمود تلقى اتصالا من شهد تخبره أنها سبقته بالذهاب إلى مزرعة شقيقها كما سبق و اتفق كلاهما ... لذا لم يجد بدا من العودة معه هو الأخر .
ابتسم كرم بتسلية لتذكره ردة فعل محمود الحانقة حين علم بما فعلته شهد ... و لما لا و قد وضعته أمام الأمر الواقع؟ .
لم يكن السبب الذي ساقه له كرم عن رغبة شهد في معاقبة التوأم إلا نصف الحقيقة فقط ... أما عن الحقيقة الكاملة فكانت لها أبعاد أخطر من هذه في نظر زوجته و لكن ما هو متأكد منه أن محمود لو عرف بها فهو لن يكون سعيدا البته .
فكما يبدو أن زوجته و والدتها قد بدأتا في التخطيط لإخراج صديقه من هذه القوقعة التي يعيش بها منذ أعوام و تحديدا منذ أن فقد زوجته .. حتى لو كان قسرا و رغما عن إرادته.
أنت تقرأ
في الحب انتِ استثناء
Romance" إنه انت " زوا ما بين حاجبيه و هو ينظر لها بتعجب متسائلاً : " أنا ماذا ؟ " " أنت ذلك الرجل الذي كان يتصنع التشاغل بالتقليب في أوراقه داخل المصعد .. و ربما أنت نفس الملثم الذي ارتكب جريمة القتل و حاول اختطافي " أومأ برزانة و بعينيه تلك النظرة الجليد...