فتشت فريدة في ذاكرتها عن شخص قد يقبل بمساعدتها و للأسف لم تجد سواه .الا ان ذكرى ما دار بينهما في اخر مكالمة هاتفية جعلها تحجم عن الاتصال به .
تتذكر جيداً أنها قابلت لهفته و خوفه عليها ببرود قبل أن تنهي المكالمة بينهما بفظاظة .
كادت أن تعض أصابعها ندما بسبب تهورها ... فلو استمعت لنصيحته بعدم الذهاب لهذا المحامي و في تلك الساعة المشؤومة ... لكانت الآن تنعم بالراحة في منزلها .و الآن أتيحت لها فرصة التفكير بعقلانية بعدما تبددت تلك الغمامة من الغضب و التي اعمتها عن تقدير مدى سوء وضعها .
فها هي تقف وحيدة وسط ذاك الشارع المزدحم بلا أي شيء... لا مال و لا هوية و لا حتى ملابس مناسبة ... تجردها نظرات المارة الفضولية من عنادها و القوة الضئيلة التي تتمسك بها .
تقدمت من المتجر الصغير المتواجد بزاوية الشارع بعدما قرأت اللافته التي تفيد بوجود هاتف .
أعطت الرجل العجوز صاحب المتجر الورقة المالية الوحيدة التي تمتلكها .
فتلك الورقة ذات الفئة الكبيرة كانت الوحيدة التي قبلت أن تأخذها من المال الذي قدمه لها كرم و شهد ... و ذلك تحت وطأة إصرار الأخيرة بعدما وصلا للمدينة و همت بمغادرة سيارتهما .
نظر إليها العجوز بتوجس فقد وقفت أمامه لوقت طويل بشرود ... و سألها مجددا بنبرة أعلى :
" ماذا بكِ يا آنسة ؟ ... هل أنتِ بخير؟"
هزت فريدة رأسها بلا معنى ثم قالت بصوت مشدود من التوتر :
" أنا بخير ... هل يمكنني استخدام الهاتف ؟ "
أومأ الرجل موافقا و هو يناولها الهاتف .
امسكته فريدة بتردد و لكنها عزمت على إجراء ذلك الاتصال أيا كانت النتيجة .
لذا نفضت عنها أي تردد و طلبت رقمه ثم انتظرته ليجيب بتوتر .
رنين متواصل دون إجابة حتى يئست و كادت تغلق الخط حين اتاها صوته الناعس .
رد حازم بتكاسل :
" الو.. من معي؟"
" أنا"
عرفها على الفور فهب واقفا بعدما فارقه النعاس .. و تساءل بتردد :
" فريدة؟!! "
" نعم "
ردت باقتضاب و هي تعض على شفتيها توترا في انتظار رده ... فهل سينهي المكالمة بعدما يوبخها أم ماذا؟
و لكنه لم يفعل بل سمعت اصوات متداخلة لتكسر شيء ما ممتزجا بسباب خافت و غمغمة غير مفهومة .
فعادت تقول بتردد :
" حازم ؟ ... انت معي؟ "
" نعم"
أنت تقرأ
في الحب انتِ استثناء
Romance" إنه انت " زوا ما بين حاجبيه و هو ينظر لها بتعجب متسائلاً : " أنا ماذا ؟ " " أنت ذلك الرجل الذي كان يتصنع التشاغل بالتقليب في أوراقه داخل المصعد .. و ربما أنت نفس الملثم الذي ارتكب جريمة القتل و حاول اختطافي " أومأ برزانة و بعينيه تلك النظرة الجليد...