الفصل السابع (P. 1)

219 20 20
                                    


فتشت فريدة في ذاكرتها عن شخص قد يقبل بمساعدتها و للأسف لم تجد سواه .

الا ان ذكرى ما دار بينهما في اخر مكالمة هاتفية جعلها تحجم عن الاتصال به .

تتذكر جيداً أنها قابلت لهفته و خوفه عليها ببرود قبل أن تنهي المكالمة بينهما بفظاظة .
كادت أن تعض أصابعها ندما بسبب تهورها ... فلو استمعت لنصيحته بعدم الذهاب لهذا المحامي و في تلك الساعة المشؤومة ... لكانت الآن تنعم بالراحة في منزلها .

و الآن أتيحت لها فرصة التفكير بعقلانية بعدما تبددت تلك الغمامة من الغضب و التي اعمتها عن تقدير مدى سوء وضعها .

فها هي تقف وحيدة وسط ذاك الشارع المزدحم بلا أي شيء... لا مال و لا هوية و لا حتى ملابس مناسبة ... تجردها نظرات المارة الفضولية من عنادها و القوة الضئيلة التي تتمسك بها .

تقدمت من المتجر الصغير المتواجد بزاوية الشارع بعدما قرأت اللافته التي تفيد بوجود هاتف .

أعطت الرجل العجوز صاحب المتجر الورقة المالية الوحيدة التي تمتلكها .

فتلك الورقة ذات الفئة الكبيرة كانت الوحيدة التي قبلت أن تأخذها من المال الذي قدمه لها كرم و شهد ... و ذلك تحت وطأة إصرار الأخيرة بعدما وصلا للمدينة و همت بمغادرة سيارتهما .

نظر إليها العجوز بتوجس فقد وقفت أمامه لوقت طويل بشرود ... و سألها مجددا بنبرة أعلى :

" ماذا بكِ يا آنسة ؟ ... هل أنتِ بخير؟"

هزت فريدة رأسها بلا معنى ثم قالت بصوت مشدود من التوتر :

" أنا بخير ... هل يمكنني استخدام الهاتف ؟ "

أومأ الرجل موافقا و هو يناولها الهاتف .

امسكته فريدة بتردد و لكنها عزمت على إجراء ذلك الاتصال أيا كانت النتيجة .

لذا نفضت عنها أي تردد و طلبت رقمه ثم انتظرته ليجيب بتوتر .

رنين متواصل دون إجابة حتى يئست و كادت تغلق الخط حين اتاها صوته الناعس .

رد حازم بتكاسل :

" الو.. من معي؟"

" أنا"

عرفها على الفور فهب واقفا بعدما فارقه النعاس .. و تساءل بتردد :

" فريدة؟!! "

" نعم "

ردت باقتضاب و هي تعض على شفتيها توترا في انتظار رده ... فهل سينهي المكالمة بعدما يوبخها أم ماذا؟

و لكنه لم يفعل بل سمعت اصوات متداخلة لتكسر شيء ما ممتزجا بسباب خافت و غمغمة غير مفهومة .

فعادت تقول بتردد :

" حازم ؟ ... انت معي؟ "

" نعم"

في الحب انتِ استثناءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن