ما حدث في هذه المقابلة الكارثية التي أجرتها مع أمجد... ' ذلك المسؤول عن التحقيق في القضية '.. عزز من رغبتها في الهروب إلى غير رجعة .و كان ضيق كبير يجثم على أنفاسها منذ أن رأته و تحدثت إليه... بحيث لم تدع سبة في قاموس شتائمها إلا و رمته بها.... بالطبع في مخيلتها .
فلم تكن لتجرؤ على نعته بأي مما يدور في رأسها علانية ... و ذلك لأن الرعب الذي سببه لها كان كافياً ليمنعها من التفوه بكلمة ليست في محلها و ما لم يكن السؤال موجهاً إليها بصفة مباشرة.
ذلك الرجل السمج صاحب التفكير المتحجر ... الكسول المتقاعس عن القيام بعمله منع حازم من حضور التحقيق برفقتها .
و ربما كان سبب ذلك ليضمن أن حازم لن يعلق على الطريقة السخيفة التي عاملها بها .
فهو لم يكتفي من التشكيك في قواها العقلية و تعليقه على المحنة الصعبة التي مرت بها على أنها مجرد قصة خيالية لفتاة مدللة ذات مخيلة خصبة ... بل ذهب به الأمر إلى اتهام حازم بأنه يريد إفساد سير التحقيقات في قضيته بتلقينها هذه القصة الملفقة .
لم تخبر فريدة أي من هذه الإساءات لحازم و تهربت من الإجابة المباشرة حين سألها عما دار بينها و بين صديقه معتذرا عن فظاظته في الحديث .
اكتفت فقط باخباره أن كل شيء سار على ما يرام.
يبدو أن ابن عمها العزيز غافلاً عن الحقد الذي يكنه له ذاك ال " أمجد" ربما غيرة من نجاحه أو لأسباب أخرى لا تعرفها هي... و لكن ما هي متأكدة منه أنها لا تستطيع اخباره بحقيقة ما يضمره له ربما لأنه قد لا يصدقها .
اما عن القضية.. تلك القصة المعقدة فحلها بلا شك سوف يؤول إلى أنه لا توجد شبهة جنائية و ان الرجل و لا بد أطلق الرصاص على نفسه بسبب يأسه من حل أزمته المالية .
دلائل كثيرة تشير إلى ذلك ... بداية من الزاوية التي دخلت بها الرصاصة إلى رأس الرجل و بقايا البارود على ظاهر يده الممسكة بالمسدس و بصماته عليه إضافة إلى الرسالة المكتوبة بخطه و شهادة زوجته بأفعاله المضطربة في الفترة الأخيرة... كلها أشياء تعزز فرضية انتحاره .
لا تدري حقا هل أمجد ذاك يفعل هذا عن جهل متقاعسا عن القيام بعمله كما يجب أم أنه متورط في أمر غامض كما هو الحال مع كل ما يتعلق بهذه القضية .على أي حال فهي قد فعلت ما يمليه عليها ضميرها و لا شأن لها بما يحدث تاليا .
كان يوم مشحون بالكثير من الجولات .
فبعد انتهاء المقابلة مع أمجد اصطحبها حازم للإبلاغ عن فقدان متعلقاتها الشخصية و أصر عليها لتستخرج هوية أخرى جديدة .
إضافة إلى إتصال أخر للبنك لإيقاف التعامل ببطاقتها الائتمانية .
كلها إجراءات أمنية لم تفكر فيها مسبقاً و لكن من الجيد أن حازم يفعل .
أنت تقرأ
في الحب انتِ استثناء
Romance" إنه انت " زوا ما بين حاجبيه و هو ينظر لها بتعجب متسائلاً : " أنا ماذا ؟ " " أنت ذلك الرجل الذي كان يتصنع التشاغل بالتقليب في أوراقه داخل المصعد .. و ربما أنت نفس الملثم الذي ارتكب جريمة القتل و حاول اختطافي " أومأ برزانة و بعينيه تلك النظرة الجليد...