خرجَت ألِكساندرا من مكتب الحاكم و هي تقود ديڤيد محكم الوثاق، كان شكله مهلهلًا بعض الشيء و هناك آثار دم بجانب شفته، لكنّ ابتسامة الاستخفاف لازالت موجودة.
لاحظت ألِكس بطرف عينها نظرات الإزدراء التي يرمقه بها المارّة و شعرت بكره شديد حيال كلّ شيء {رغم أنّه ليس بالشّخص الشّجاع لكنّه ليس ضعيفًا.. شخصٌ اضطر طوال حياته أن يعيش بذلٍّ رغمًا عنه ولا زال يبتسم ليسَ شخصًا يستهان به!}...
قادته ألِكس لسجنِ الجزيرة و وضعته في زنزانة انفراديّة، همست بأنّها ستعود بعد فترة بماء و طعام له، فإذا به يهتف
- "أرجوك سيّد ألِكس، الماء وحده يكفي.. لمجرّد أنّ حياتي كانت صعبة لا يعني أنّني أحتاج شفقة أحدهم!".
- ".. عذرًا منك سيّد سيچ، اعذرني كوني شعرتُ بجزء ضئيل منها بدايةً ولكنّني مدركٌ لما بخاطرك، لا تقلق لم أفكر بهذه الطريقة حينما عرضتُ ذلك، إن لم ترد ذلك لا بأس، لكنّني سأحضر شطيرةً لاحقًا على أيّةِ حال!"
قهقه ديڤيد و أدركت ألِكساندرا وجود غمّاز طرف خدّه الأيمن لم تلحظه قبلًا، ثمّ قال براحة
- "افعل ما تراه مناسبًا."خرجَت من المبنى لتلمح الحاكم تشستر قادمًا باتجاهها، فكّرت {الآن بدأت اللّعبةُ إذًا! } لحِظها تشستر و رسم ابتسامته البلاستيكية فأومأت له بجمود و افترقا.
-
كان ديڤيد يجلس بطرف السّرير الرّث الموجود بزنزانته، يفكّر في ما أهمّه، حتّى تنبّه لصوتِ خُطى قادمة باتّجاهه، فنظر ببرود ليجد شايموس يبتسم بقرف و ينظر ناحيته باستخفاف واضح، ابتسم ديڤيد بدوره
- "يبدو أنّك ستظلّ تضع هذه الابتسامة الكريهة حتّى على حبل مشنقتك أيّها اللّقيط!"
هتف شايموس وسط ابتسامته و نبرته تضج بالكراهية، أخفض ديڤيد رأسه قبل أن تجلجل ضحكته في الزّنزانة ثمّ يقول بسخرية تامّة
- "أنظر من يتكلّم! لم أفعل شيئًا لأشنق بسببه، مثل البعض هنا على سبيل المثال.."
لاح شحوبٌ على وجه شايموس قبل أن يجبر نفسه على الابتسام و يفشل ثمّ يصرخ بعصبيّة
- "أكاذيب و افتراء! من سيصدّق لقيطًا مشكوك الأصل!! "
رمقه ديڤيد بنظرةٍ جعلته يجفل و يخرس، ثمّ ابتسم ببرود مرعب و همس
- "سنرى بشأن ذلك."
ردّه أثار صدمةً واضحة في معالم المدعوِّ تشستر، لكنّه أرغم نفسه على الابتسام بقرف مجددًا و تنحنح، رتّب هندامه و رحل متظاهرًا بهدوءٍ كاذب، ولاحظ ديڤيد يده الّتي جعلها قبضةً أخذت تهتزّ بعصبيّة بينما يرحل، فابتسم بازدراء {من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا أيّها الدنيء..}.
- "إذًا الأمر كما توقّعت.. "
قالها ويليام مخفيًا ابتسامته بين كفّيه الّتين شبكهما مستندًا للطّاولة، كانت نظراته غامضة للغاية، هذا ما لحِظته ألِكساندرا و فكّرت {ذات النّظرات.. إنّه يفكّر بأمرٍ متهوّر.. }
- "ألِكس يا عزيزي، فلتقم مأدبةً على شرف نجاحنا بمهمة القبض على القراصنة!"
- "مـ- ماذ- عفوًا، ماذا؟"
ضحك ويليام ضحكةً قصيرة على ردّ فعلها ثمّ قال بابتسامة
- "فلنضع للفأرِ مصيدته."
- "! على الفور يا سيّدي!"
- "و أطلب منكَ أيضًا أن تعلن عنها لجميع السّكان."
هتفت ألِكساندرا بابتسامة جادّة
- "عُلِم!!"
و عندما أُغلِقَ الباب، تنهّد ويليام و أشعث مقدّمة شعره قبل أن يهمس باضطراب
- "لماذا أشعر هكذا عندما أنظر بعيني ألِكس..؟"
أنت تقرأ
في سبيلِ الوطن.
Adventureثلاثةُ أخواتٍ يبدأنَ رحلتهُنّ نحوَ الاغترابِ و الانتقام، بعدَ ليلةٍ حمراءَ أفقدتهُم ما يعشنَ بسببه.