مرايا الروح

الفصل ١٧

حقوق النشر محفوظة

الباب الثالث :حياتي ما بعد القرار

الفصل السابع عشر : الغربه

اصعب شعور بعد الموت هو الغربه ... لا بل هو موت الروح وانت حي ...

اوصفها مثل عملية نقل شجرة. او نخله من جذورها الى موطن اخر. بيه عده خيارات ممكن تقاوم وتتأقلم
وتثبت جذورها. بالمكان الجديد   لكن تظل غريبه  مختلفة  ما تشبه الباقين اللي حولها

او تختار الموت ....
امراة وام بالغربه  تجربه ما ممكن توصفها الا بأنها. استنزاف للروح قبل الجسد
حتى  باقصى درجات التعب. والغضب  والضعف. لازم  توكفين بوجه  الرياح الجايه من اربع جهات
رياح التغيير عليج وعلى اولادج  ورياح الخوف من الفشل  .. ورياح الناس اللي ما ترحم  في كل مكان. وزمان. ... اظافه الى رياح الحنين  الى جذورك.  اللي يثيرها اقل شي
أغنيه تسمعها صدفه وتبث بقلبك ذكرى كانت تجمعك باحبتك
لو. اكله معينه كنت تحب تأكلها من أيد أمك. او بمكان معين. بموطنك
حتى. مرات صوت البلابل. هم يثير بيك الحنين.   زقزقة طيورهم ابد ما تشبه زقزقة طيورنا
طيورنا مثلنا جزء من أرضنا. السمره الحنينه الحزينه

شكد ما تشوف مناظر تسر خاطرك وعمران  يثير إعجابك. لكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور
وانت تذكر. ذاك الشارع اللي بيه بيتكم  وبيه مدرستك. ولعبك وأصدقائك. تسوى  الدنيا ومابيه .....

اللي نجحوا. وقاوموا الغربه نوعين
اما عائلة محبه متكامله ما كان ناقصها غير. الامان والاستقرار.
وكدروا. يقاومون. ضيم الغربه بالتكاتف. والتضحيه من اجل اولادهم ...
او إنسان افلس من حياته في وطنه. ماعنده شي يربطه بيه  حاله مثل حال طارق بن زياد
العدو من أمامكم والبحر من ورائكم ...

اني كنت خليط من الحالتين. ... عندي عائلة جميله ومحبه لازم  أقاوم من اجلها ... لكن عائلتي ناقصه ... ناقصة الكتف اللي يسندني  لكني ما أعطيت نفسي الفرصه  اضعف وارجع ابكي على اطلال هذا الكتف
أزلته من حياتي.  واتگأت على إصراري. بالوصول والنجاح من دونه 

وكنت ايظا. انسانه مفلسه راهنت  بكل ما املك من. مشاعر  من اجله  والنتيجه شنو اللي جنيته
خسارة. وكسره للروح لا تردم  ... من ارضي المحروقه  واحلامي المنهوبه.  انطلقت جعلت الماضي والذكريات. والشامتين من ورائي   ولبست  درع القسوة. نعم قسيت قلبي عليك  حتى  أجعلك عدو بدل الحبيب
عدو لازم انتصر عليه واهزمه .......

بعد ما أعطيت قراري  النهائي بان لا شي يجمعنا. بعد الان سوى اولادنا...  رجعت للبيت اللي طلعت منه 
واني بين الحياة والموت ... رجعت واني كلي اصرار  ان أتشبث. بالحياة. ... وأواصل بيها من اجلي. ومن اجل. أولادي ... رجعت سكنت بالبيت ويه عمي. واخته واولادي

اما مصطفى. فسكن بيت اخوه اللي من ضمن او امتداد للبيت الرئيسي  هذا في حالة تواجده لان اغلب الأحيان كان ياخذ. شغل.  بإماكن بعيده. مثل حقول النفط  اللي بالشمال او الجنوب ...
التزم بكلمته وفعلا من اول يوم. ما التقينا ....  فقط مرات تنعد على اليد.  اللي انجمعت بيه. اما لحضور مقابله   بالسفاره او من اجل إجراءات السفر. 
انتهت ٢٠٠٨ والحمد لله  أولادي. تأقلموا مع الوضع  ان ابوهم. ما موجود جسداً  او حضورا  ضمن روتينهم اليومي  لكن   كان ذكره. عادي.  حتى على لساني  دائما اذكرهم بيه
واذا واحد منهم اساء الأدب.  اهددهم. بالقول لابوهم.