١. المرأةالدمية

5.3K 136 7
                                    

منظور الراوي

يتيمة كانت بعمر الثالثة عشر كان الميتم يعاملهما بقسوة  و اهمال فى بلاد لم يكن فيها اى حقوق .
كانوا يدعونها باللقيطة وكان يعاملها جميع من هناك باستصغار.
يذكّرونها في كل فرصة سانحة أن والدتها كانت مثلها لقيطة في ذلك الميتم في يوم ما قبل أن تهرب وهي مراهقة وتعود إليهم وهي حامل بها ثم تلدها وتنتحر.
ولغلطة امها التي لم تكن غلطتها حقاً أو غلطة صغيرتنا نادين كان يجب أن تدفع الثمن بكل ذلك القدر من التحقير والإساءة والتعنيف المتواصل.
كانوا يحذرونها من أن تصبح مثل والدتها ويخبرونها أن امها اعتقدت ان العالم جميل في الخارج ودفعت الثمن .
نادين عاشت الثلاثة عشر عاماً وهي تعد نفسها أنها لن تكون كأمها.وقد كانت اكثر شخص تكرهه في الحياة رغم انها - اي امها- لم تعد من الاحياء.
بأمل وصبر وثقة بأن الافضل قادم كانت نادين تحلم في اليوم الذي ستمنح فرصة جددية لحياة جديدة تنسى بها سنينها السابقة في الميتم الذي لم يكن لها سوى سجن كبير مظلم ظالم.

في ذلك العام جاء زوجين غنيين للميتم  وقد كان ويالسعادتها ان اختاراها للتبني .لم تتسع الدنيا نادين و احست أن حياتها ستتغير اخيراً وسينتهي عذابها بتخلصها من متعهدي الميتم الأشرار. الا انها لم تكن ترى القادم.

خلال اسبوع واحد كانت العائلة الجديدة قد اتموا إجراءات التبني و اخذوها معهم إلى تركيا لان أعمالهم وحياتهم كانت هناك .طوال الفترة التي عرفتهم كان السيد عمرو والسيدة ياسمين طيبين وغاية في اللطف معها فأعتقدت نادين أن ما مضى من حياتها هو اخر الاحزان.
كان منزل السيد عمرو هو قصر بمعنى الكلمة  حيث حديقة المنزل كانت كبيرة و منزلهما أكبر . كان الاثاث والديكور ينم عن غناء فاحش لم تستوعب تلك الصغيرة التي عاشت في الحرمان انه ممكن .وكانت سعيدة لان تلك كانت حياتها الجديدة . رغم كبر حجم المنزل الا انه لم يكن هناك أي خدم أو أحد يعمل هناك.  السيدة ياسمين وأختها التي كانت تأتي بين الفينة والاخرى كانتا الوحيدتين قائمتين على العناية بالمنزل  وتعنيان بمهام التنظيف الاساسية ،الا انهم كانوا يستدعون شركة التنظيف مرة كل اسبوع او عشرة ايام للقيام بالتنظيف الشامل لكل المطارح التي لم تكن حتى قيد الاستخدام.

مر شهر واحد من العيشة التي بدت وكأنها الجنة عندما اخذها السيد عمرو لعمل ما أسموه فحص طبي للتأكد من صحة نادين .  وبعد ايام قليلة ذهبت نادين لتجيب استدعاء أبيها لها في مكتبه في ذلك المنزل.
وكان أن حطم آمالها كلها بأن أخبرها " انا سعيد جداً بأنكِ ابنتي. انتِ جئتِ بالامل لمنزلنا البائس....دعيني اخبركِ الحقيقةأيتها الصغيرة ..لدي ابن يقاربكِ في العمر وهو مصاب بالفشل الكلوي .انتي اصغر من أن تعرفي المرض ولكن دعيني اخبركِ بأنه يعاني بشدة وهو مقعد في المشفى منذ شهور طويلة. انه اخاكِ كما تعلمين ألن تساعديه أن كان بمقدورك؟"
نادين ببراءة " لقد قلت انه اخي لذلك يجب عليّ مساعدته لكن كيف ..؟"
عمرو" انه يحتاج إلى شخص يتبرع له بكلية ..كل شخص لديه كليتين كما درستي في العلوم حسبما اعتقد -"
نادين" هل تريد مني أن أعطيه واحدة من كليتي؟" كانت نادين ذكية وعلمت الأمر بسرعة لكنها لم تكن تريد التصديق بعد .
اومئ عمرو بنعم .
نهضت من مقعدها نادين وهي خائفة " كلا لا اريد فعل ذلك "
عمرو" اعلم انكِ خائفة لكني اعدك انكِ ستكونين بخير ولاشيء سيتغير فيك او في حياتكِ"
كانت الفتاة مذعورة ولم تستطع ان تصدقه فهزت رأسها نافية .
فتكلم الرجل بحدة هذه المرة وقد اعتراه الغضب " دعيني اخبركِ يا صغيرة أن لا شيء مجاني في الحياة  ولا تنسي نحن من انقذناكِ من ذلك الميتم البائس لتكون لك حياة جديدة ومن الجحد أن لا تعطي  شيئا في المقابل الا اذا اردتِ العودة للميتم."
ترددت نادين وهي تقول لنفسها أن للميتم سيئاته لكن لم يطلب أحد منها التخلي عن كليتها. " إذن اعدني"
ضحك عمرو وقد نفذ صبره " لا بل سألقيكِ في الشارع وادعكِ تعودين بنفسك "
نادين" لكني لا أعرف اللغة التركية بعد.ساتجمد من البرد في الشارع وليس لدي القدرة على السفر -"
قاطعها عمرو " لذلك اخبركِ.انتِ لن تخسري شيئا بأن تعطينا احدى كليتيكِ مقابل رعايتنا لكِ حتى تصبحين بالغة .فكري بالأمر بسرعة فالعملية ستتم في الغد "
نهض عمرو وغادر الغرفة وأغلق عليها الباب .خافت نادين وحاولت الخروج ثم بكت كثيرا. بعد ثلاث ساعات فتحت السيدة ياسمين الباب وركضت نادين إليها تخبرها بما حدث وتطلب منها مساعدتها لكن ياسمين قالت " اعتذر يا صغيرة لكنه ولدي الوحيد وأريد أن افعل أي شيء لإنقاذه، انسجتكمامتطابقة لذلك ارجوك انقذي ولدي واعدك اني ساعتني بك جيدا حتى النهاية "
استسلمت نادين في الاخير لمطلبهما كونها كانت صغيرة ولم تملك خيارا.

دُمْيَة▪.▪( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن