١٠.ملاك

1.5K 92 2
                                    

منظور باران
لم يخطر في بالي من قبل انه يمكنني ان اكون بهذا الاصرار او الاجتهاد . وضعت في نهاية طريق دراستي للمحاماة صورة نادين ، فاندفعت بكل قوتي لانتهي منها باسرع وقت .
تمكنت وكلي فخر بنفسي انهاء دراستي قبل انتهاء عامين .
وكان قد انقضى كل هذا الوقت دون ان اجد نادين .
احيانا كانت المخاوف تعتريني بأنها قد تكون ماتت لسبب او لاخر لكني دعوت الله ان يحفظها ..الى ان اتمكن من معرفة مكانها .
كان رجالي لا يزالون يبحثون عنها لكن كان جل ماوجدوه هو بطاقة قطار باسمها لاخر محطة في السكة الحديدية وكانت قرية جبلية بعيدة لمجموعة من رعاة الاغنام . هناك بحثنا في كل زاوية ولوقت طويل قبل ان ادرك انها لم تكن في تلك القرية .وقرية تلوى الاخرى اخذنا نبحث وكل بحث يستغرق من شهر الى شهرين وفقا لحجم البلدة او القرية ،كان كالبحث عن ابرة في كومة قش لكن لم يكن الاستسلام وارداً ايضاً.
بيرات الاحمق ظل يرمي بلقب المهووس في وجهي ويخبرني انه يستحيل ان اجدها بطريقتي تلك وانني كنت ابدد اموالي دون جدوى . حاولت ان افهم وجهة نظره دون ان افكر جديا في طرده لاستمراره في تثبيط معنوياتي.
ويوما ما جاءني اتصال كنت انتظره بفارغ الصبر . لقد كان احد المتحريين يخبرني بأن فتاة ما تعرفت على صورة نادين لكنها ابت ان تفصح عن اي شيء.
انطلقت فورا الى القرية اقود وكأنني في سباق سيارات .احساس مقلق كان ينمو بداخلي مع مرور الوقت وانا بالكاد اقاوم الافكار المتسارعة في رأسي ، نعم لقد كنت مرتبكا وانا افكر بلقائي بها.
*******
كانت تلك الفتاة المدعوة نهى قد احتجزها رجالي كما طلبت الى ان اصل . وكانت مذعورة وخائفة وكان لها الحق في ذلك. ما ان دخلت المبنى وفورا الى الغرفة التي فيها الفتاة حتى شعرت بقربي من نادين. كان قلبي يخبرني بذلك.
شرحت للفتاة الوضع وقد اخذت وقتها لتصدق بأنني لم اكن رجل عصابات يبحث عن نادين .
شرحت لها انني محامي واريتها بطاقتي التعريفية وكذلك بطاقتي الشخصية . وتفاجأت عندما تعرفت على اسم عائلتي- المشهور في مجلات الاقتصاد - وزال عنها الخوف واستبدل بالدهشة .
هناك روت لي كل شيء عن نادين الى ليلة زفافها بمحمد . وقالت لي ان اخر حوار لها مع نادين كانت تخبرها بأنها ستهرب في اي لحظة سانحة وطلبت من نهى  ان تساعدها.
وهذا بالفعل ما حدث .قامت نهى بسحب نادين بعيدا وودعتا بعضهما قبل وصول المأذون الشرعي. وذلك كان اخر لقاء لهما معاً.
كنت غاضبا من تلك العائلة المجرمة لكني فرحت لتمكنها من الهروب رغم ان ذلك معناه اضطراري للبحث عنها من جديد.
عندها نهى شدت انتباهي الى تفاصيل غير متوقعة " لكن الغريب انه عند وصول المأذون الشرعي اخبر السيد ايمان الضيوف ان نادين تشعر بوعكة صحية فجأة وان المأذون سيعقد القران لاحقا تلك الليلة ماان تشعر بالتحسن وطلبوا من الجميع المغادرة.
" الاغرب انه وبعد ايام قليلة انتابني الفضول وقررت ان اتأكد فذهبت الى منزل محمد واخبرته اني اريد مقابلة نادين لكنه اخبرني بوقاحة انه لا يريد لزوجته ان تختلط بي بعد تلك اللحظة واقفل الباب في وجهي.
اتمنى حقاً ان لا يكون ماافكر به قد حدث"
قلت بقلق " مالذي تفكرين به بالضبط؟"
هي " اخشى ان نادين قد تم الامساك بها وهي تحاول الفرار ليلتها وهي حبيسة لديهم الان .ذهبت مرة اخرى الى منزلهم فوبختني السيدة رضوى وطردتني وهي تهدد بما ستفعله ان عدت من جديد"
انا وقد احمرت عينيّ غضباً " ارجوكِ يا انسة خذيني الى ذلك المكان فوراً"
ذهبنا الى بيتين امام حقل فروالة مزدهر ثم ولت نهى بالفرار بعد ان اخبرتنا ان والدتها ستقتلها ان شكت رضوى من تصرفها مجددا. تقدمت مع سامي ومصطفى- المتحريين الذين كانا مكلفان بالبحث -وهناك استقبلتنا امرأة سمينة في منتصف العمر وفي يدها فأس وهي عائدة من الحقل. كانت غاضبة وهي تسأل عم نريد.
اجبتها انني صديق نادين قادم لزيارتها ومباركة زواجها.
ارتبكت قليلا قبل ان يأتي زوجها ويعيد لها الثقة بينما تحدث بغطرسة " ماهذه الصفاقة! لديها رجل كصديق! الا تملك احساس بالحياء لتأتي لمقابلة فتاة تزوجت بالفعل وانت لست عائلتها.. انصرف قبل ان اغضب "

دُمْيَة▪.▪( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن