١٧-امل جديد

1K 58 12
                                    

منظور باران
استيقظت كمن خانه النوم وسهى عن شيء عظيم. خائفا وقفت بحركة فجائية على قدمي ، اسألي الطبيب الذي اخفته باستيقاظي عن حال نادين . اعتذر  لي انه لا يعلم حالها ،وولى مغادرا بينما بقيت ابحث عن طبيب اخر .

نظرت الى غرفة العناية المركزة لاجد انها لم تعد موصولة بجهاز التنفس. امسكت بقلبي وانا ادعو الله فرحا ( لابد من انها دلالة خير باذن الله) فكرت في داخلي و امسكت بالممرضة التي كانت على وشك الدخول اترجاها ان تعلمني بحالها فابتسمت وقالت " لقد نمت طويلا مقارنة بشخص يهتم لامر مريضه " التفت نحو الساعة لارى انها كانت محقة ، لثمان ساعات نمت كما لو كنت في بيتي ناسيا كل شيء فشعرت بالذنب لكن الممرضة تداركت " لاتقلق اصبحت الانسة بحال افضل ."
انا بقلق " اذن لماذا لازالت في غرفة العناية المركزة . هل حقاً.." تجمعت الدماء في وجهي لكنها قاطعتني مربتتة على كتفي  " اعدكِ بأنها ستنجو"
في تلك اللحظة استسلمت ركبتاي من فرط سعادتي ووجدت نفسي راكعا ابكي واشكر الله دون ان ابالي بأي شيء اخر. لقد كان ذلك اسعد خبر سمعته طوال حياتي.
ساعدني على النهوض على قدمي ّ شخص لم اركز حتى من كان فقد كنت في قمة فرحتي واشعر كمن عاد من الجحيم .

•••••••••••••••••••

منظور الراوي

بدأت نادين تستعيد وعيها ، لاتعلم اين كانت وماذا كان يجري. بينما تدافعت صور من ذكريات الجريمة التي اقترفتها امها بالتبني . لقد ارادت قتلها وتلك النظرة المجنونة التي في عيني ياسمين افتعلت في داخل نادين رجفة خوف كما لو ان الامر يحدث مجدداً وانها تطلق النار صوبها . هذا ما حدث وقد كانت ستموت بلا شك لولا ان سام اندفع يحميها واخذ الرصاصة بدلاً عنها . اخترقته كورقة ونفذت الى نادين عازمة تنفيذ رغبة مالك المسدس.


قتلت ياسمين المجنونة ابنها في محاولتها للاحتفاظ به لنفسها.
شعرت نادين بقلق يحترق في داخلها تريد ان تطمئن على حال سام الذي حاول حمايتها بحياته . استجمعت قواها وفتحت عينيها متعبة مرهقة ،كان باران بالفعل يقف فوق رأسها يقبله وعينيه تمطر دموعا تسقط على جبينها .

كانت تلك احدى المرات النادرة التي شعرت فيها بأنها ثمينة في قلب احدهم. بقي يشكرها على عودتها له. كان على غير ما اعتادته يظهر مشاعرا كثيرة وهو المتكتم المتحفظ بطبعه. ادركت كم كانت تعني له في تلك اللحظات التي كان فيها باران هائما في بهجته بانها استفاقت.
لماذا لم ترى ذلك من قبل ؟ لماذا لم ترى حبه الذي كان يصب من عينيه ولسانه وتعبيرات يديه وكل تحركاته؟!
مدت يدها بينما هو كان راكعا امام سريرها ينظر اليها كما لو كانت الشمس التي يراها من عاش حياته في الظلمة.

مدت يدها ومسحت دمعةعالقة  على خده كانت قد ازعجتها. لم ترد ان تكون يوما سبب تعاسته فكيف بكل ذلك المقدار من القلق الذي عاشه بينما هي كانت في غيبوبتها. امسك بيدها باران و زرع قبلة طويلة على راحة كفها ثم ابتسم وقد ألتقت عينيهما دون قول اي شيء، الا انهما لم يحتاجا للكلمات.
ارادت نادين ان تنهض جالسة الا ان ألما حادا اخترق جوفها فتأوهت . امسك باران يساندها  لتستلقي مجددا  وهو يقول " ارجوكِ لا تتحركي لا زال جرحكِ يحتاج الكثير من الراحة والوقت للتعافي ."
اتى الطبيب لمعاينتها واخبرها انها قد تجاوزت المرحلة الحرجة الا انها لا يزال عليها ان تبقى في المشفى . عندما سألته عن حال سام اخبرها انه لا يعرف عنه شيئاً .نظرت الى باران الذي هز رأسه بأنه لم ينجُ. فلم تتحمل نادين واصيبت بانهيار عصبي. تم اعطاءها المهدئ ووبخ باران نفسه بلا نهاية لاخبارها فهو لم يرد ان يكذب في الوقت ذاته لم يدر انها كانت ستتأثر لتلك الدرجة.

دُمْيَة▪.▪( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن