٢. ليلة مؤلمة

2.4K 108 10
                                    

منظور الراوي

كانت نادين قد تفهمت وضعها بأنها مجرد خادمة في ذلك البيت لكنها لم تتخيل أنها كانت ستقابل سام بعد ذلك اليوم في كثير من الأوقات.
مرة وهي تتمطط في شرفة غرفتها وسام يتمشى في الحديقة.
ومرة أخرى وقد طلبت منها السيدة ياسمين تنظيف طاولة القهوة ،وهكذا مرة بعد أخرى حتى اعتاد سام على رؤية نادين ثم بدأ يبحث عنها مستمتعاً برفقتها.

لم تخبر نادين سام في بداية الامر بأنها في الحقيقة متبناة من قبل والديه لان امه كانت قد قالت له بالفعل أنها مجرد خادمة.هي نفسها توقفت عن عد نفسها كفرد من الأسرة واستسلمت من حلم العائلة المحبة.
وكانت سعيدة لان سام اصبح صديقها الجديد في ذلك البيت البارد.
وأخذت تكلم نفسها ربما لا املك عائلة لكن على الأقل لدي أخ، شخص استطيع ان اعتمد عليه وان يعتمد عليّ نعم فأنا اخته الوحيدة مثلما هو اخي الذي لا املك سواه.
في ذلك الخريف انضم سام لمدرسة نادين كانت في السنة الأولى من الثانوية بينما هو في السنة الأخيرة. واكتشف بالطريقة الصعبة أن نادين اخته.
عندما رأى أنها تحمل اسم والده في سجلها المدرسي. استاء كثيراً بادئ الأمر عندما ادرك ان والداه يعاملانها كالخادمة لكنه وبذلك العمر وبتلك الحالة من اللانضج لم يفعل شيء سوى مواجهة صغيرة دارت بينه وبين امه وانتهت بأمه تعنفه وتخبره مهددة انه ممنوع من الاختلاط معها سواء في المنزل أو في المدرسة. لم يكن سام ذلك النوع المتمرد و لكنه كان يفعل ما يريد بطريقته الخاصة.
فهو ونادين كانا يذهبان معاً ويعودان معاً، ويتكلمان عن كل شيء - الا انها أبقت كل شيء سيء فعله بها والداه سرا كي لا تجرحه- وكانا يذاكران في المكتبة بعد المدرسة كل يوم ويلهوان ويضحكان حتى يصلا للمنزل ويتصرفا كالغرباء امام والدته.
.
كانت نادين تراه رغم كونه أكبر منها بعامين لطيفاً في تصرفاته كطفل يصغرها بكثير لأنه عاش مغلقا عليه في ذلك المنزل- جراء مرضه- دون أن تتكون لديه خبرة في كيفية التصرف مع الناس من حوله .كان يقوم بحركات كالأطفال ليشد انتباهها ويجعلها تضحك.
وكانت هي تعلمه بعض المهارات الاجتماعية التي اكتسبتها مع الزمن.
كان كل شيء ليكون جميلاً لولا انه اعترف سام ذات يوم أن مايكنه لها كان اكثر من مشاعر الاخوة، نادين حاولت اقناعه " ارجوك سام لا تفعل ذلك. نحن أخوة،! ربما اختلط عليك الأمر ربما لأنني صديقتك الوحيدة! ألم تخبرني أن نيهاد الفتاة الجميلة في فصلك معجبة بك-"
قاطعها وقد انحنى راكعاً عند قدميها " نادين ألا تفهمين؟ هل تعتقدين أن هذا كان سهلا عليّ لاصرح لكٍ به ؟ انا احبكِ حد الموت .لم اعد استطيع كتم الأمر في قلبي اكثر. انتِ وحدكِ من اريد"
نادين " لكننا أخوة يا سام"
هو " فقط في بيانات العائلة ..اما في الحقيقة فنحن لا نتشارك نفس الدم، حتى أن والديّ لم يعاملوكِ على هذا الأساس منذ اتيتِ."
كان محقاً فيما قاله ولكنها قابلت اعترافه بالرفض بكل تصميم.
*******
بعد اعتراف سام بمشاعره، اخذت نادين تتجنب البقاء معه اغلب الوقت وأخذت تتفادى التصرف بعفوية أمامه.
وفي الوقت ذاته اخذت مشاعرها تجاهه تنمو فقد كان يشتري لها الحليب والحلوى ويضعه في درج مقعدها المدرسي كل يوم. ويصطحبها للبيت عبر المشي ورائها بمسافة بعيدة . كان يعزف الكمان كل مساء في الحديقة لأنه كان يعلم كم كانت تحب الاستماع لموسيقاه .
ولاول مرة في حياتها كان هنالك شخص يهتم بها . شخص يهمه سعادتها ويبتأس لحزنها.
نادين دق قلبها الصغير له .لكنها كانت تعرف انه حب محرم لذلك لم تجرؤ حتى على التفكير في إخباره.
جاءت الاجازة الصيفية وذهب سام مسافراً إلى المدينة ليبدأ دراساته الجامعية لكنه ترك رسالة لنادين اخبرها فيها انه لا يزال يحبها اكثر من اي وقت مضى وانه مضطر ان يدرس ويتخرج في اسرع وقت لكي يعمل ويصبح مستقلاً ثم يأخذها بعيدا عن ذلك القصر الكئيب ووعد بالمجيء في كل عطلة اسبوع ليعزف لها كما اعتادت وطامعاً في لقاء عرضي قد يجمعهما.

دُمْيَة▪.▪( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن