استطرد بهدوء :" انا ونهي سنأكل هنا ".
بدا وكأنه لم يلاحظ آثار بكاء امه او ارتباك زوجته..
كانت تشعر ان نبضات قلبها تكاد تكون مسموعه ؛ حتي لو لم يلاحظ ارتفاع اللون الاحمر الذي زحف علي وجنتيها .
فلقد وضح ارتباكها .
تركتهم الام مستسلمة حتي عندما حاولت نهي ان تستفسر لماذا طلب ان ياكلا معا باعلي هذة المرة ....لم تفعل ..لم تجد صوتها.
لم تستطع سوى ان تصمت وكان ما يحدث بداخلها من مشاعر واكتشافات قد اخرسوا لسانها .
لم ينظر اليها محمود بينما يعود الي كرسيه في الشرفه .
ولم تعرف هل لاحظ ما حدث منذ دقيقة ام لا ..
لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر اليه ..
من تأمله ..
كيف يمكن ان تكون ملامح شخص ما ..بالامس عادية بالنسبة اليك ..
واليوم تصبح غاليه جدا ..
كيف يمكن ان تتغير نظرتك الي شخص ما بين يوم واخر الي هذا الحد ..
ولكنها..
لكنها لا تعرف هل يحبها ام لا ...ام انها مجرد تكهنات منها فقط. .
لاحظ نظراتها له ؛فسالها :" ماذا هناك؟"
سالت :" اتريد الصدق؟"
اجاب رافعا حاجبيه :"بالطبع".
اجابت بتردد:" لقد سمع..سمعت ما قولته لوالدتك".
شحب وجهه ...فلم يتوقع ان تعرف .
لم يرد فسالت بخفوت :" لماذا يا محمود قلت ما قلته ؟"
اجاب بضيق بعد تنهيده :" كان لابد لهذا الامر ان ينتهي ...لابد لهذا الموضوع ان يغلق ".
اجابت بعدم اقتناع :" لكن ...لكن هذا الكلام .. قاسي .... قاسي علي كلاكما ..عليها ..وعليك ..لماذا اتهمت نفسك بتلك التهمة الشنيعة ؟"
رد بلهجة تحذيرية :" نهى...انا لا اريد التحدث في هذا الموضوع ".
قالت بتصميم :" لكنى اريد التحدث ..اريد ان اعرف ".
صمت حتي تخرج ما لديها فاستطردت :" اتريد ان تتزوج؟"
مط شفتيه ؛ ثم رد :" انا متزوج بالفعل".
رفعت حاجبيها وقد لوت شفتها العلوية ؛ثم قالت :" انت تعلم جيدا ما اقصد ..انا اقصد ..اتريد الانجاب؟ ...اتريد بيتا و اطفالا ؟...اعني ..اتريد اسرة؟"
لم يجيب ..
كانت نظراته اليها جامدة ..لم تفهمها ..
فعادت تسال باصرار اكبر :" محمود ..اعلم اني كنت انانية معك للغاية ..وكل تفكيرى في نفسي ..اعرف اني لا استحق ان تدافع عني ..او ان تتهم نفسك انك ...انك ... لاجلي !"
أنت تقرأ
مدللته
Romantizmلسنوات كانت له ... فطبقا لاعراف البلدة كانت بنت العم لابد ان تتزوج ابن عمها .. فكانت له منذ ولادتها .. وعندما كبرت ..تمردت على الاعراف ..والتقاليد ...