أكثر الآيات التي استوقفتني هي عادة ما تكون خاصة بالموت أو يكون تشبيهاً فيه فن او معنى عميق
مثل
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرةِ كما يأس الكُفّار من أصحاب القبور"
آخر آية بسورة الممتحنة
ما لفت نظري فيها هو التشبيه بمعنى أنه يا أيها المؤمنون لا تتولوا قوماً معنى الولاية هنا رائع و انا فهمت الآية بإسلوبين
الأول المقصود
الثاني المُبطّن
و السر يكمن في كلمة " تتولوا" معناها ساحر جداً فمثلاً إن قلتُ لكِ أنا وليُّ فُلان فهذا يعني أنني اختصرت المعاني التالية بكلمة واحدة و كأنني قلت لكِ أنا مُحِبُّ و تابعُ و مُعينُ و ناصرُ و صديقُ فلان.
يعني الله يقول للذين آمنوا أن لا يكونوا مُحبّين للكفار و لا تابعين لهم و لا ناصرين لهم و لا أصدقاء لهم ، لما ؟
لأنهم يئسوا من الأخرة و معنى اليأس في اللغة هو الاستسلام و القنوط فهؤلاء الكُفّار استسلموا من وجود الآخرة و هذا يعني أنهم يئسوا من وجود حياة ثانية خالدة بعد الموت و يئسوا من وجود ربٍ سيعود إليه الجميع و يئسوا من أنه سيتم حسابهم و يئسوا من وجود الجنة و النار يعني يئسوا حتى من وجود ثوابٍ للصالحين منهم و عقابِ للطالحين.
فلهذا شبه الله تولي مثل هؤلاء القوم المغضوب عليهم المستسلمين من الأخرة كما استسلموا من عودة أحبابهم و امواتهم من بعد الموت ، اي انهم حتى استسلموا من هذه الناحية.
بينما نحن كمسلمين نعلم أننا سنجتمع مع من نحب من موتانا في الآخرة.
المعنى الثاني الذي استشعرته في الآية هو
كم أن الله يحبُّ عباده المؤمنين حتى يقول لهم هذا فتولي المؤمن للكافر لن يغير من حقيقةِ إيمانه و لكن لكي لا يصيبه الحزن على أن كل ما فعله لا طائل منه بسبب أن هذا الكافر مغضوبٌ عليه ولن يتغير هذا ، بمعنى آخر الله لا يريد لعباده المؤمنين أن يتعلقوا بشخص كافر يحبونه و يصادقونه و ينصرونه و هو في النهاية و في الحياة الخالدة لن يكون معهم في الجنة و سيكون مصيره النار ، ففي هذه الآية مُراعاة كبيرة من الله سبحانه و تعالى لمشاعرنا البشرية.
هذا ما استنتجته من بعد التأمل فيها.
آية أخرى
" و قالوا ما هي إلا حياتنا الدُّنيا نموت و نحيا و ما يُهلكُنا إلا الدهر و ما لهم بذلك من علمٍ إن هُم إلا يظنون "
سورة الجاثية لا أعلم رقم الآية تحديداً ولكنه بالعشرينات :')
ما لفتني هنا انهم قالوا بألسنتهم " حياتنا الدنيا" هذا يعني ان هناك حياةً أخرى حتى خصصوا الحياة بكلمة دُنيا ثم قولهم بألسنتهم أيضاً " نموت و نحيا " لما لم يقولوا نحيا و نموت ؟ لما قدموا الموت على الحياة ؟ هذا يعني أنهم يعلمون بوجود حياة ثانية بعد الموت !
و الظن في نهاية الآية يعطي الآية كُل المعنى ، الظنّ في اللغة هو الإعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ، بمعنى آخر أنا عندما اقول لكِ جنا أن أظن أن هذا هو الجواب الصحيح فهذا يعني ان هذا اعتقادي الراجح ولكنني اعلم ان هناك إحتمالٌ لوجودِ نقيض لما قلته .
و هذا أمرٌ عجيبٌ في الآية يعني هم يعلمون و يظنون فلما هم على رأيهم كافرون ؟
آية أخرى و لن أُكثر عليكي
" الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموتَ و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون "
سورة الزُّمر الآية في الأربعينات على ما اذكر :')
و عندما تأملتها صُدمت أن في النوم تخرج الروح من الجسد و كأن الإنسان ميت أي الجسد يرتاح دون روح و دون الروح يستمر القلب بالعمل و العقل أيضاً و هذا أمرٌ عجيب يدل على عظيم قدرة الله تعالى فنحن 7 بليون شخص و ننام في أوقاتٍ مختلفة و الله يتوفى أنفس جميع الموتى من وقت سيدنا آدم إلى الآن و أرواح الأحياء أيضاً !
و في الآية ذُكر أن الله يتوفى الأنفس و لم يُقال الله يتوفى الأرواح وهذا ايضاً امرٌ استوقفني فلم أكن اعلم ما الفرق بين النفس و الروح و قرأت عن الأمر و فهمته لذا سأشرحه لكِ بشكل مبسط
العلماء المسلمين المعاصرين قسموا الإنسان ل 3 أقسام
الجسد
الروح
النفسو عارضوا كون ان الروح هي النفس بدليل أن الآيات القرآنية التي ذكرت الروح مختلفة تماماً في المعنى عن الآيات التي ورد فيها ذكر النفس.
يعني الروح هي التي تُبقي الإنسان على قيد الحياة كالوقود تماماً و هي من عند الله لهذا تخرج و لا تدفن و تعود إلى الله و لكن النفس هي نتيجة إلتقاء الروح بالجسد بمعنى أن الروح هي الوقود المُحرك لنا ولكن ما نقوم به من عمليات تفكير و تحليل و تصرفات هي نابعة من النفس لذلك في آيات المحاسبة تذكر النفس دون الروح .
المهم هنا ان الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها ( هنا يتوضح الفرق الذي ذكرته فوق لأن الله قال التي لم تمت ، الوفاة هي صعود النفس أما الموت هو صعود الروح و النفس ) فيمسك التي قضى عليها الموت ( أي يبقيها عنده ) و يرسل الأخرى إلى اجلٍ مسمى ( أي يعيد أنفس النيام لتكمل حياتها حتى يأتي أجلها )
و هنا معنى آخر جميل هو أن أنفس الموتى و الأحياء تلتقي عندما ينام الجسد و هذا يبرر سبب رؤيتنا للموتى في المنام و كلامنا معهم لأن انفسنا تتلاقى و عندما تريدين الإستيقاظ يُمسك الله أنفس الموتى و يرسل لكِ نفسكِ إلى أن يحين أجلك - بعد عمرٍ طويل - .
هذا أبرز ما استوقفني اعتذر للإطالة و لكنني اخب الحديث في هذه الأمور.
أي سؤال يخطر في بالك اسأليه لا تنسي ، فهذا الكتاب لك .
في امان الله .
فاني..
أنت تقرأ
طريق سماوي {جنا}
Spiritualتجربتي مع حفظ القرآن الكريم خطوة بخطوة وكيف غير القرآن الكريم حالي من شخص فاشل منبوذ إلى شخص يتطلع له البعض هذا الكتاب لـ جنا سأذكر تجربتي بحذافيرها أنا لم اختم القرآن بعد و مازلت في بداية الطريق . لذا سأشارككم كل ما يحدث معي .