17.5.2019

58 9 68
                                    

رمضان كريم، رغم أن المُعايدة متأخرة ١٢ يوماً.

الكثير من الأمور حدثت معي، أظن أنني حقاً شارفت على الاستسلام، لا أعتقد أن شخصاً مثلي ملول، كسول، كثير السخط والشكوى قد يفلح معه الأمر.

أريد الاستسلام فقط لأنه أسهل من المحاولة، لا شيء يربطني لا حفظ جديد ولا مراجعة قديم ولا أي شيء آخر مثلي مثل البقية.. هذا يعيد لي الذكريات كم كنت أكره ان اكون مثل البقية.

لما أصبحت هكذا؟

الفراغ، شدة الملل، عدم الرضى، الكسل، وحب الشهوات والنفس، اذكر أنني ذكرت سابقاً أنني أدلل نفسي كثيراً، قد يعود السبب في ذلك لعدم وجود من يدللني أو يهتم بي بطريقة او بأخرى، بالمختصر أنني أحضر القرآن فيصلني تنبيه أن حلقة من انمي احبه تحدثت، اترك القرآن وأشاهد الحلقة بعدها اقرأ كتاباً، اسمع اغنية ..اووه تأخر الوقت يجب علي النوم سأستيقظ باكراً وأحفظ غداً.

يأتي الغد يرن المنبه اطفئه، لم آخذ كفايتي من النوم، سأحفظ في العمل، اكون في العمل وفي وقت الراحة اوه أنا متعب لا أستطيع الحفظ سأحفظ عند عودتي، لدي الكثير من المهام وأنا صائم ومتعب سأنهي ما علي وأنام، وهكذا التسويف والتسويف.

إن كنت حقاً أريد ان اكون من أهل الله وخاصته، إن كنت حقاً ارغب بالتغير والنهوض فلما انا لهذه الدرجة كسول خمول؟

أريد ان أصبح هكذا دون بذل اي جهد مني، ومع الله لا ينفع هذا، يجب أن أثبت جديتي لربي فإن أخذني لصفه، ستصبح نفسيتي لا تقهر ومن يدري لعل المعجزات تبدأ بالهطول عليّ، هذا ما أفكر به.

ثم اكتشفت لاحقاً أنني ماديٌّ جداً حتى مع ربي، فكما تجدون بالسطور اعلاه، أنني اطلب بعض الامتيازات من ربي وكأنني ذاهب لمنتجع او كأن احداً يعرض علي جنسية بريطانية مع حصانة دولية.. نسيت أن الله غني عني وعن عبادة شخص مثلي، نسيت أنه ربٌ وأني عبدٌ.

لا أعلم كيف يبقيني الله حياً رغم وقاحتي معه ومع كل ما يندرج تحته، لا أعلم إن كنت مؤمناً أو مسلماً حتى فقد بدأت بعض الشكوك تساورني.

أصلي اجل ولكنني لا اخشع فقط افكر بعملي اتذكر امور قد نسيتها اتثائب افكر في الفطور في السحور في الخروج في الرياضة افكر بأنني يجب اتصل بأهلي انني يجب علي غداً تسليم بعض الأوراق، أتخيل نفسي في المستقبل أسجد انسى ما قرأت، أنسى اذا كنت قد ركعت ام لا فاقول:
" لا بأس يستحيل ان اخطئ فالصلاة امر روتيني حتى ان كان عقلي غائباً الا ان جسدي يحفظها عن ظهر قلب"
كل هذا الوقت كنت أصلي بجسدي فقط.

اصوم اجل ولكنني دائماً افكر بالطعام والجو العام احب رمضان لان له جو جميل لا اكثر حتى انني إلى الآن لم اصلي ركعة تراويح واحدة ولم اذهب إلى المسجد إلا مرة واحدة ولم أبدأ بختمة ولا شيء، فقط اراجع سورة الروم -الامر الذي سنتطرق إليه فالجزء القادم- .

إذاً فصيامي كان لكسر الروتين لا أكثر.

بشأن الحج، لا أعلم إن كنت ارغب بالحج ام لا كل مافي الامر انه مكان مقدس تتحقق فيه الأحلام والأماني ان للحق لا أشعر بشيء عندما ارى الكعبة على التلفاز او يحدثني احد عنها او عن الجو الديني هناك انا فقط انذهل من فكرة ان كلمتان قادرتان على تنظيم وصف الملايين من الناس بينما عندما كنت في المدرسة كان صفنا وتنظيمنا يتطلب عصياً وصراخاً وزحفاً على البلاط.

إذاً لا رغبة لي بإتمام اركان إيماني سوى لتحقيق احلامي.

وهنا يا سادة يجب ان اقف لحظة لأتأمل وأتدبر، كم بلغا لطف الله ورحمته بشخص مثلي.

اعتقد أننا يجب ان نخترع تعذيباً لمن هم مثلي، كما تقطع يد السارق وكما يرجم الزاني والزانية وكما يجلد لمن طعن في شرف المسلمات زوراً، وكما يرمى كل شاذ من شاهق يجب ان يوضع من هم مثلي في قفص في مكان عام يسمى القفص"مبصقة" ويبصق علي كل من آمن صدقاً أو نفاقاً لمدة تتراوح بين اسبوع إلى شهرين، ثم اعطى فرصة ثانية، وعندما لا أستغلها أرمى بالرصاص، اخترت الرمي بالرصاص لإعتقادي أن جسدي سيخدر نفسه من شدة الالم لذا لن اشعر بشيء.

حتى بهذا انا لطيف مع نفسي .. اخ صبر أيوب.

الجزء القادم سيكون نقيض هذا.

فاني..

طريق سماوي {جنا} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن