26.11.2018

91 12 5
                                    

أريد أن أذكر أمراً لكل من يتابع هذا الكتاب ولكل من سيتابعه وهو أمر هام جداً لذا انتبهوا لما سأكتبه.


أنا قبل التزامي في المسجد لحفظ القرآن كنت انساناً بعيداً عن الإنسانية وأقرب للحيوانات وأسوأ، كنت همجياً جاحداً، لم أُجد في حياتي شيئاً جيداً غير بر الوالدين وهذا كان منقذي من كل المصائب التي ارتكبتها، أنا شخص كاذب لعوب ذو وجهين او أكثر مُدخن لا أهتم للأعراف او التقاليد أقوم بالخطأ وأنا أعلم انه خطأ حُرٌّ بجهل، قوي بوقاحة، متجبر على كل شيء، كنت مقرفاً ومقززاً إلى الآن أنا كذلك ولكن بدرجة أخف فبعض الصفات لا تذهب بسهولة خاصة وان تحولت لعادات مثل التدخين الكذب وهذه الأمور.

أنا كئيب موجوع ووحيد لطالما رغبت بالموت وكرهت حياتي ووجودي هكذا كنت منذ الإبتدائية كل حركة اتحركها وكل فعل افعله وكل كلمة اقولها تدفعني لكره نفسي حتى أصبحت امقتني وأمقت النظر إلى مرآتي، حتى وصل بي الحال إلى أنني أصاب بالبؤس حين أرى انعكاس صورتي في عيون من احدثهم لهذا كنت اتمرد على نفسي وعلى ألمي ووحدتي بهذه الطريقة فأقوم بفعل اي شيء وقول اي شيء والتصرف بدنائة وحقارة للترفيه عن نفسي ظناً مني أنني أروح عن نفسي وأسعدها ولكن هيهات وصلت لطريق مسدود نهايته الانتحار وبالفعل اقدمت على فعل ذلك ولكن ناداني الله بكلمة " الله أكبر الله أكبر" فعندما هممت بقطع عروق رسغي نادني الله لأذان المغرب وأنا لم أكن قد صليت منذ سنوات عديدة نسيت عددها فسألت نفسي لما؟
لما أشعر وكأن هذا النداء لي؟ لما أشعر وكأن هذه الصلاة تُقام لي خصيصاً؟ لما لم أشعر بهذا من قبل على الرغم من عدد المرات التي سمعت بها الأذان متجاهلاً إياه؟

انا من نوع الأشخاص الذين ان لم يكونوا مسلمين لكنت وشمت معظم جسدي وثقبت معظمه وشطرت لساني لنصفين وشربت وتعاطيت وادمنت ولأصبحت زير نساء و سأعمل في الملاهي الليلة حتى أحصل على الملهى الخاص بي، احب المجازفة احب التحدي لذا لن اتردد في لعب القمار، كوني ولدت مسلماً لجمني عن كل هذا وللحق ليس خوفاً من غضب الله بقدر ماهو خوف من غضب والداي، فلقد أحببتهما وفضلتهما على كل شيء بلا استثناء فلم أكن مؤمناً ولا مسلماً حتى ربما كنت أصوم فقط ولكن لم اكن مقتنعاً بهذا حتى، لم أكن أؤمن بوجود دين، أؤمن بالله ولكن لا أؤمن بالدين، بمعنى آخر لما لا أستطيع ان اعبد الله بطريقتي لما يجب علي الصلاة والصيام والحج والزكاة ولما على النساء ارتداء الحجاب ولما علينا عدم لمس بعضنا بعضاً ولما يجب علي قراءة القرآن واستخدام يدي اليمنى بكل شيء لما نفعل كل هذه الأمور التي لا أراها منطقية ؟

"الله ربي ولا أشرك به أحد ولكنني سأعبده بطريقتي" هذا كان مبدأي

كان عندي كل شيء إلا دموع امي او حزنها مني او غضب ابي او حزنه لم اكن احتمل هذا الأمر لذا إن أمروني بالصلاة أصلي ان امروني بالصدقة او الزكاة اتصدق واعطي الزكاة ولكن إن لم يأمروني فلن افعلها على الرغم من معرفتي بوجوبها في ديننا، اذا قال لي والداي مت سأموت وان قالا لي عش فسأعيش حتى انني كنت في طفولتي استمر بترديد "انت آليّ انت لست بشري" كي ادفع نفسي لبرهما اكثر حتى على حساب مشاعري، مثلاً اذكر مرة أغضبت امي في صغري فأحرقت يدي بماء ساخن كي لا أكرر فعلتي، مرة مرضت امي فبقيت واقفاً أمام باب غرفتها طوال الليل كي اسمعها اذا سعلت او تعبت او نادت كنت في الإبتدائي مقبل على الإعدادي، عندما تعبت ومرضت كثيراً كنت في آخر الإعدادي كنت اقوم بمعظم الأعمال المنزلية لأن اخوتي الفتيات و الشباب كانوا يتذمرون فكنت افعل ما تقوله أمي لأي شخص بيننا كي لا يتذمر أحدهم فيحزنها او يغضبها فوق تعبها ووجعها ومرة من المرات انا من انفجر من الضغط لم اكن انام جيداً كنت أساعد من يأتي لمنزلنا ليطبخ لنا كنت اذهب للمدرسة وكنت اعلم اخوتي الصغار واساعدهم في امتحاناتهم كنت اشتري البقالة وكانت المياه عندنا مصيبة فان كنت تريد مياه للشرب عليك اخذ "جالون الماء" لمحل يبيعون فيه الماء لا يبعد كثيراً ولكنه عمل شاق ان كان عندك جالونان فقط تعبئهما كلما فرغوا تصعد وتنزل على درجٍ دون وجود مصعد كل يوم مرتان كان كلشيء علي رغم وجود اخوتي لذا غضبت مرة وصرخت في وجهها فدعت علي فبقيت حزيناً مكتئباً طوال اليوم حتى خرجت للشرفة ووقفت على حافتها وكنت حقاً سأرمي نفسي إلا انها نادتني فبكيت حتى في موتي تناديني، هذا ما قلته لنفسي ولكنها أرادت مني ان انام بجانبها وكانت تحتضنني وتلعب بشعري طوال الليل وتطلب مني ان اسامحها وان لا احزن لانها قالت ما قالته لي، تأثرت جداً وقلت لها انني ان دفعتها لقول تلك الجملة مجدداً فسأقتل نفسي.

طريق سماوي {جنا} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن