16.7.2019

77 11 22
                                    

مضى وقت طويل منذ آخر مرة نشرت بها في هذا الكتاب.. وللحقيقة لم أكن أنوي التحديث اليوم أيضاً.. ولكن رأيت حُلماً أثار في قلبي الريبة والخوف فأتيت لكي أقصّه عليكم.
كنت قد ذكرت فيما مضى عن أستاذي الذي كنت أحبه في المسجد، الأستاذ الذي آمن بقدراتي والذي رفع اسمي للمشرفين لأخوض امتحان الأساتذة، لقد زارني اليوم في منامي!
ما لا تعلمونه هو أنني توقفت عن الحفظ والمراجعة وعدت لسابق عهدي إلى الموسيقى والأغاني وكل شيء إلا التدخين، بل وأصبحت أسوأ من قبل أدخل لمجموعات مريبة على الواتس، أعبث مع الجميع، أُتلف عقلي وروحي، أرغم نفسي على العيش في فوضى عارمة، الكثير من الفتيات والفتيان ضحكت عليهم.. ألعب على الحبلين، مرة أنا شاب وأخرى أنا فتاة.. يتصلون بي، بعضهم يبكي وبعضهم الآخر يطلب أموراً منحرفة، وأنا لم أرمش حتى وفي كل مرة أعلقهم وأتخلى عنهم.. يصيبني الملل فأذهب لغيرهم وهكذا..
أعني لطالما كنت كذلك ومن يعرفني مسبقاً سيُقِر بذلك.
كم من مرة ذكرتني أمي "يا فاني قرآنك.. يا بني قرآنك.. الله يرضى عليك قرآنك.. لا تتخلى عنه فيتخلى عنك.. يا بني سيسوء حالك فانتبه لقرآنك "
وأنا لا ألقي لهذا الكلام اي بال.
اليوم زارني معلمي السابق في منامي، في منامي كنت مسترخياً على أريكة ما لا أعلم من أين أتت، وضوء النهار يشعرني بالإسترخاء، كان حلماً بديعاً كسولاً .. النوع الذي أعشق، وفجأة دخل للغرفة عدة أشخاص حدقت في وجوههم.. إنهم من كانوا معي في المسجد! وفجأة رأيت استاذي هناك يجلس وأمامه طالب يقرأ كما اعتدنا أن نفعل في الأيام الخوالي، وفجأة اقترب مني شخص اعرفه وأحبه من الطلاب قائلاً: "الأستاذ سيمتحننا ودورك بعد هذا الطالب الذي يقرأ الآن"
فتعجبت من ذلك وسألته: " ألم يسافر هذا الأستاذ؟ فلما قد يمتحنني الآن؟ وفي أي سورة أو أي جزء؟ "
عندها أجابني صديقي: " إن الأستاذ عاد ليطمئن علينا، ليرى إن كنا بنفس المستوى الذي تركنا عليه أم تراجعنا، وسيحين دورك الآن"

هنا أصابني الجنون فأنا لم أمس القرآن منذ شهر رمضان ولم أحفظ شيء منذ اربع أو خمس أشهر ولم أراجع ولا حرف فما الذي سأفعله الآن؟
توترت وأصابني الضيق ظللت أردد " أين قرآني؟؟ أين قرآني؟؟ أعطني اي قرآن لأُرجع بعض الصفحات على الأقل"
فأعطاني صديقي هذا قرآناً ففتحته وسألته عن السورة التي سأُمتحن فيها فقال لي اسم سورة نسيتها ولكنني في الحلم صُدمت سألته: " ما هذه السورة؟ ليس في القرآن سورة كهذه! "
وفعلاً في الحقيقة لا وجود لهذه السورة لذلك كنت مستغرباً أشدّ الإستغراب! ما هذه السورة؟ أيعقل أنني نسيت أسماء السور حتى؟ ظللت أقلب الصفحات وعندما وجدتها في المنام وأطمئن قلبي.. أصبحت كل الصفحات بيضاء لا كلمات فيها.. فانقبض صدري وتسارعت دقات قلبي.. ما الذي يجري..؟؟ فقلت لصديقي: "انظر ما الذي حل بهذا القرآن؟؟" فنظر إليه وقال بكل هدوء: " لا خطب فيه، فما الذي تقصده؟ هيا أبدأ لم يعد أمامك وقت"
شعرت بالإختناق فقلت له بغضب: "كيف أبدأ؟؟ ألا ترى أنه لا توجد كلمات به ؟؟!"
وقتها نظر إلي معلمي ونادى اسمي مشيراً بيده أن آتي وأجلس أمامه، فذهبت وكان كل خوفي ورعبي يسكن في قدماي، فكان مشيي ثقيلاً، ورأسي مطرقاً، والقشعريرة تنسف جسدي نسفاً، ووجهي محمرّاً متعرّقاً.. هل أنا الآن أسير على الصراط أم ماذا؟! ولكنني لا أرى رسولي الكريم يقول يا رب سلّم يا رب سلّم..!
جلست أمام أستاذي فتأمل عيناي كما كان يفعل فقال لي وخيبة الظن تعتري ملامحه: " ظننت أنك عند عودتي ستكون قد جلست هنا في محلي، ولكني أراك خائفاً مرتبكاً فعلمت من عينك ما لم تنبس به شفتاك.. لقد وعدتني أتذكر؟"
لم انظر إليه حتى وأظن أنني بكيت ومن شدة حرجي لم أستطع التحمل فاستيقظت.. أشعر بالضيق والحزن، فهمت المغزى.. إن الله يعطيني فرصتي الأخيرة ولكنني.. أرغب بالنوم..
أعتقد أنني بِتُّ أُشابه إبليس في هذا..!

فاني..

طريق سماوي {جنا} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن