٦-مُذِيعة؟!

214 18 5
                                    

بمجرد سماع اسمي كاد جلدي أن يفر هارباً مني، فأنا لم أعرض أي خُطة بخصوص المشروع!!
أكمل د.عامر بسخرية:"مش عيب يا أستاذة لما تبقي في السن دا و بترسمي راجل في ضهر ورقة الامتحان؟ "
صفعت نفسي داخلياً يا لغبائي!، حينما انهيت حلّ ورقة الامتحان، و كنت كالعادة أفكر به و لكن تلك المرة أخرجت تفكيري على الورق!

وقفت من جلستي و قلت و بكل ثقة و تلقائية:"لا يا دكتور دا محمد هاني!"
و ما إن قلتها لِأسمع تعالي ضحكات الطلاب، أصفع نفسي على ما صَدِر مني من بلهاهة الآن!
بينما كان "عليّ" ينظر اتجاهي بلوم!
كل ما أعرفه عن ذلك الشاب المدعو "عليّ" أنه يمكث وحده بالإسكندرية، يبلغ من العمر عشرون عاماً، شاب وسيم و ذو أخلاق رفيعة، أشعر بإهتمامه لأمري منذ أول يومٍ بالجامعة، دائما ما يحاول أن يتقرب إليّ بشتى الطرق و لكنني دائماً ما أصده، فهناك من يسكن قلبي غيره.

تحملت نظرات السخرية من الطلاب حتى نهاية المحاضرة، و أخيراً انتهت تلك المحاضرة التي لا فائدة منها ولا جدوىٰ، و ذلفت إلى خارج القاعة لنذهب لدكتور "منير" المسؤول عن توزيع المشاريع على الطلاب.

اصطفيت مع أحشاد الطلاب و انتظرت حتىٰ حان الدور على مجموعتي ولكن سرعان ما وجدت "عليّ" يتجه نحو دكتور "منير" ليتمتم معه ببعض الكلمات و هو يشير نحوي!..لا أنكر توتري حينها، و لكن كانت المفاجأة...

د.منير:"مجموعة نشاط "الإعلام"، بالنسبة ليكم فأنتوا حظكم حلو عشان في بعثة للنادي الأهلي جاية بعد بكرة عشان عندهم ماتش في استاد برج العرب و هيقيموا يومين كمان في فندق برج العرب، فعشان كدا احنا هنجهزلكم أوراق عشان تعملوا لقاءات مع اللاعيبة اللي هنحددهم، عايزين لقاءات كويسة و مميزة تليق بمشاريع جامعية، طبعاً النشاط هيبقى عبارة عن 'مذيع، مصوّر، مُعِد' يعني ثلاث أشخاص، بس طبعاً كلكوا هتخططوا ليه و ترشحوا ثلاث أشخاص منكم، لكن أنا رشحت المذيع و هتقوم الطالبة"هنا المنشاوي" بالدور دا" صمت قليلاً ثم اتبع"بنت جميلة و مميزة و مجتهدة فهي اللي هتبقى موكلة بالدور دا"
كانت كلماته الأخيرة ثقيلة على مسامعي فكدت أن أفقد الوعي من شدة الصدمة، أنا!!
عليّ و قد مال بالقرب مني قليلاً بإبتسامته البسيطة"مبروك يا هنا، اهو عشان تشوفي محمد هاني و مش بعيد يوافق تعملي معاه لقاء"

كانت كلماته صاعقة بالنسبة لي، لمجرد تخيلي أنني سأرىٰ "هاني" أخيراً، بل و من الممكن أن أجري معه لقاء، و لكنه حتماً سيفشل، فسأكون مترددة و خائفة و سيفضح أمري أمامه، و لكن لا سأتماسك، فقد طال إنتظاري لتلك اللحظة، و لكن أولاً عليّ أن أتوجه بالشِكر لمن يستحقه..عليّ.

هنا بخجل:"ش-شكراً يا علي مش عارفة أقولك ايه"
علي بإبتسامة:"شكراً على ايه بس انا ماعملتش حاجة، د.منير ابن خال والدتي اصلاً و هو بيحبني فأي حاجة هطلبها منه هينفذها و هو مرحب جداً"
هنا بهدوء:"ربنا يخليهولك، و شكراً مرة تانية، عن إذنك"
هممت بالذهاب و انا بحالة من عدم التصديق و لكن استوقفني صوت عليّ..
علي:"اا هنا..هو ينفع اتمشى معاكي شوية لحد ما اوصلك البيت؟"
هنا بتردد:"اا..اه اه طبعاً يا علي"
..................
رأيكوا♥✨

علمتني كيف أحبك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن