٥-مَشرُوع

226 17 4
                                    

استيقظت مُبكراً و ذهبت لأغتسل و أتوضأ لتأدية فريضتي، أرتديت ملابسي و تناولت فطوري و سريعاً ما ذلفت إلى خارج المنزل اتجاه سيارتي الصغيرة، تلك هي حياتي اليومية المعتادة، فأنا أعيش وحدي هنا بالإِسكندرية، و هذا ما دمر معنوياتي قليلاً، فهو يبعد عني الكثير، لكنني من مواليد القاهرة و جئت إلىٰ هُنا مُنذ عمر التاسعة، حتى الآن، لكن ما تغير بحياتي هو أن والديّ سافروا إلى القاهرة لتوفر فرص العمل و المعيشة لكلاهما هناك، أما أنا فاستقليت هنا منزلاً بسيطاً بالقرب من الجامعة، و كذلك سيارة متواضعة تفي بالغرض لإقتضاء حوائجي.

وصلت أخيراً، "جامعة فاروس"، كلية اقتصاد و علوم سياسية، اليوم هو الأربعاء من الأسبوع السابع من الفصل الدراسي الأول.

ذلفت إلى داخل الحرم الجامعي، و لكن ما تلك الفوضى؟!..كان جميع الطُلاب كالثيران الهائجة، لما كُل هذا؟
لكن وجدت إجابة سؤالي عندما تذكرت أن اليوم هو يوم تنفيذ المشاريع السنوية، فبناءً على قوانين الجامعة أن بداية كل سنة توضع أنشطة طلابية "إجبارية" على جميع الطلاب، و خلال أسبوع من إعلان تلك الأنشطة تُلزم كل دفعة بتنفيذ مشاريع تخص نشاطها، و كان من سوء حظي أنني وقعت في نشاط "الإعلام"، أنا و مجموعة أخرى من الطلاب، لكننا لم نخطط في تنفيذ هذا المشروع أبداً.

في قاعة المحاضرات...
د.عامر:"ها جهزتوا خطط مشاريعكوا؟"
*صوت صرصور الحقل يسود القاعة*
د.عامر بعصبية مفرطة:"حد يجاوبني جهزتوا خطط مشاريعكوا ولا ايه؟!"
أحد الطلاب:"لا يا دكتور أصل اا....
دكتور عامر مقاطعاً:"أصل ايه و فصل ايه!..دا اسمه اهمال، يعني ايه لسة ماجهزتوش حاجة و احنا المفروض نكون مخلصين كل خططنا من أسبوعين" تنهد"كل اللي وصلني شوية ورق عليه شخابيط مش مفهومة، بس في ورقة واحدة اللي فهمتها لقيتها و أنا بصحح امتحان الأسبوع"
أخرج ورقة من حقيبته السوداء ثم أكمل بنبرة شبه ساخرة "الطالبة هنا المنشاوي"
..................
رأيكوا♥✨

علمتني كيف أحبك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن