بصباح اليوم التالي...
6:30 a.m
استقرت 'هنا' أمام طاولة الطَعام، رشفت رشفة من كوب القهوة الممزوجة بالحليب الساخن -علىٰ غير عادتها- الموضوع أمامها بإهمال، نظرت بعمق إلى نقطة بالفراغ، لتلتقط حقيبتها الموضوعة أعلىٰ مقعد بالقرب منها، و سرعان ما همَّت بالرحيل إلىٰ خارج منزلها.
بشاطئ الأحبة...
جلست 'هنا' أعلىٰ رمال الشاطئ الذهبية الساخنة، تتأمل أمواج البحر الزرقاء و هِيَ تصتطدم ببعضها البعض بقوة و من ثَم تتراجع بِهدوء، لتخلق موجات أُخرىٰ، كذلك هي الحياة، كالأمواج، نصطدم ببعض العوائق بحياتنا، رُغم ذلك يجب علينا أن نعود بهدوء إلىٰ حياتنا الطبيعية المُعتادة لنكون قادرين علىٰ تحمُل العوائق التالية، كذلك أيضاً 'هنا' .ضمَّت ساقيها إليها، بينما التف ذراعيها حولهما لتستند بها، تعمقت بالنظر فِي البحر ، لترىٰ 'هاني' بين أمواج البحر، فلا وجود له في حياتها إلَّا بالخيال..
همَّت بغناء أحد أغانيها المفضلة التي طرقت أبوابها بتلك اللحظة، متعمقة بشكل أكبر بصورته المكتملة أمامها الآن بين أمواج البحر..
" إن كنتَ حبيبى.. ساعِدني كَي أرحَلَ عَنك
أو كُنتَ طبيبى.. ساعِدني كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً ما أبحرت
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي ما كنتُ بَدأتإشتقتُ إليكَ فعلِّمني أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواقإن كنتَ قويَّاً
أخرجني من هذا اليَمّ
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك يناديني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ في الحُبِّ ولا عندي زَورَقإن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا مفتون من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق .. أغرق .. أغرق "انتهت، لكن لم ينتهي الحُزن بعد، فهي بالفعل تغرق.. تغرق بين افكارها، أحلامها، واقعها الذي بينه و بين ما تريده شَتَّان الفرق، انتهت، تاركة عايناها لامعة بالدموع.
مسحت عايناها الدامعة بكفها الصغيرة لتتجه سريعاً إلىٰ تلك الصخرة الضخمة المميزة، و ما إن وصلت حتىٰ أمسكت بعصا خشبية عَرِيضة لتنحت آمالها بخط مُتعرج أعلى قشرة الصخرة السميكةٰ تاركة إيَّها للبحر، فلا صديق ولا دليل لها سِوىٰ البحر.
'أَحْبَبْتُك فِي أَحْلَامِي، فَوَاقِعِي لَا يَتقَبَّلْ حُبِي لَكْ، فمَا كَان لِي يَومًا أَنْ أَرَاك فِي سِوىٰ وَهمِي حَبيبًا، مَا كَان يُمكن أَنْ تَرَانِي يَومًا مَا أرَاك، مَا كَان يُمكن أَنْ تَحلُم بِي بِمثل مَا أحلُم بِك، مَا كَان يُمكن يَومًا أَن أغرق وَ تكُون نجدتي، رُغم أَن نجدتِي بَين يَديك، مِنك النَجدة وَ إليكَ النَجْدَة، فإِن مِتُّ فِيك عِشقًا، فَاحفُر لِي قَبراً قَصياً قُرب قَلبِك و أَنسَنِي'
"صُوتِك حِلو عَلىٰ فِكرة"
~~~~~~~~~
فِي طَريق بعثة النادي الأهلي إلىٰ الإسكندرية...
هاني:" هو باين كدا ان الطريق هَيطَّوِل بما إن كان في إصلاحات في الأتوبيس، فأنا أحط الـheadphones و أعيش.."
وضع 'هاني' سماعات الأذن ليستمع إلىٰ بعض الموسيقىٰ، مال بجسده إلىٰ النافذة، شَرد قليلاً بين أفكاره في ذلك الشُعور الذِي يَنتابُه، لم يشعر بِه من قبل، يشعر بأن هناك من يريد أن يُحدِثه، يخبره بشيء ما، يشعر بعدم إرتياح، لكنه سرعان ما نفض تلك الأفكار عن رأسه، و استفاق من شروده علىٰ جملة ترددت بعقله لطرد تلك الأفكار "أنا شخصية عامة و أكيد في معجبين و ناس عايزة توصلي، زيِّ زي أي شخصية مشهورة، بلاش مبالغة"
ثم أغلق جفونه بهدوء محاولاً الخلود إلىٰ النوم حتىٰ يصلوا إلىٰ وجهتهم.
.........................
أنت تقرأ
علمتني كيف أحبك!
Romanceكُنت أؤمن بأن زمن المعجزات قد انتهى.. و لكن تحقق ما كان يوما مستحيلاً..❤!