٢-مُرَاهقة

631 22 4
                                    

ذهبت إلى المدرسة و مازالت تحدثني "راندا" عنه..
أنا بنفاذ صبر:راندا..كفاية!..مش كل ما اقعد معاكي تكلميني عن الزفت بتاعك دا!
راندا بعناد:و الله أنا حرة يا أستاذة هَنا، مش عايزة تسمعي امشي!
أنا و قد اغتظت من كلماتها قليلاً:حااضر..حاضر يا راندا أنا ماشية بس ماتجريش ورايا تحكيلي عن الزفت دا!

لا أعلم لِما لا أريدها أن تحدثني عنه؟..لِما لا أراه كما تراه؟..لِما أرى أنه لا يستحق ذلك الكَم من المعجبات؟!..حقاً إنه غريب، أو أنني أنا الغريبة..لا أحد يعلم، جميعها احتمالات!

المعذرة..لقد نسيت أن أعرفكم بشخصيتي..
هَنا ناصر المنشاوي، 16 عاماً (آنذاك)، بالصف الأول المتوسط(الإعدادي)، فتاة بسيطة، مَرِحة كثيراً، و لكنني جدية جداً أيضاً عندما يستدعي الأمر ذلك، دائماً ما يقال لي أن عقلي يَكبُرُ عمري الكثير، ليس لديّ الكثير من الأصدقاء، و كذلك ليس لديّ إخوة، لذلك تولدت بداخلي صفة "الإنطوائية"..أعيش بالإسكندرية، لكنني ولدت بالقاهرة.

أما بالنسبة "لراندا"، أو كما أدعوها دائماً "المراهقة"، كان سبب تسميتي لها بذلك مشاعرها الفيّاضة اتجاه المشاهير الشباب خاصةً ذلك المدعو بمحمد هاني او كما تدعوه هي "هنون".

تَمُر الأيام...
و مع مرورها أصبحت شغوفة أكثر بكرة القدم، و لكن ما لم يكن بالحُسبان، أن هناك سبب دفعني لذلك، دفعني لحب كرة القدم بشكل كبير و واسع، هو "هاني"....بسبب حديث راندا المتزايد عنه..
بشكل لا إرادي أبحث عنه، أريد أن أراه دائماً، أن أعلم عنه الكثير..هل أصبحت مثل راندا؟...لا لا إنه مجرد فضول حوله لا أكثر، لكن من الأفضل أن لا تعلم راندا شيئاً عن هذا الفضول.

يتطور الأمر شيئاً فشيئا، أتعلق به يوماً عن يوم حتى أنني أصبحت أحب الحديث عنه و أشعر بالإزعاج عندما تتغزل به راندا و لكنني لا أظهر ذلك ، لكن ما أزعجني بشكل أكبر أن راندا تناست أمره، و أصبحت مهووسة بشخصٍ آخر!..مُمثلٌ شاب، حتى أنني نسيت اسمه بسبب صدمتي!..لا يا راندا لا تفعلي، أرجوكِ!
لِما فعلتِ هذا بصديقتك؟!..لِما جعلتيني أتعلق به و جعلتيه أجمل بنظري ثم ذهبتي و بكل سهولة و أحببتِ غيره؟!..لا حتماً أنني متوهمة، لا يُعقل!..أحببتُه!!؟
لا لابد أنني بحاجة إلى النوم و سأستيقظ و أنسى من هو "محمد هاني" أصلاً..و أعود كما كنت، فلا أكره بحياتي أكثر من أمور المُرَاهقة تلك.

لا..حقاً ماذا يجري؟..لِما أحلُم به؟!
هل تخلصت منه بالواقع حتى يطاردني بأحلامي!
هل أصبحت أنا أيضاً شغوفة به؟!...لِما أنا غير قادرة على نسيانه؟!..لما أنا سعيدة لكوني عرفته؟!..لما يصيبني شعور لم أشعر به من قبل؟!...أُصبتُ بداء المُرَاهقة!!

"كنت أظن أنني أصبت بالمراهقة، لم أكن أعلم أنني أُصِبتُ به"
...................................
Vote+comment
رأيكوا؟❤

علمتني كيف أحبك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن