١٧- مُغْرِقَتِي وَ نَجَاتِي

199 18 13
                                    

" آلو "
" أستاذة هَنا ؟ "
" أيوة أنا هنا "
" أستاذ عليّ إتنقل للمستشفى دلوقتي و انتي آخر رقم هو مِتصِّل عليه ، إلحقيه أرجوكِ "
" مستشفىٰ إيه بسرعة ؟ "
.................

هنا:" هو في إيه يا دكتور ، عنده إيه ؟ "
الطبيب:" هو حضرتك ماتعرفيش حالته، حضرتك مش قريبته؟ "
هنا:" لأ، أنا زميلته، هو حالته خطر ؟ "
الطبيب:" الحالة اشتدت عليه و كمان سُكره وِطِي، نتيجة ضغط نفسي و عصبي "
هنا:" حالة إيه يا دكتور أرجوك ؟! "
الطبيب:" المريض عنده السكر و إلتهابات حادة في القصبة الهوائية و الرئتين "
هنا:" شـ-شكراً يا دكتور "

صُعقت 'هنا' عندما سمعت من الطبيب حالة 'عليّ'، كل ما يدور في رأسها بتلك اللحظة؛ كَيف لِإنسان أن يتظاهر بالقوة و السلام، و هو لا يقوىٰ عَلىٰ العيش سالماً ؟! .

..................

يَفتَح عَينَاه مَهلًا، لَا يَقوَىٰ حَتَّىٰ عَلىٰ الرَّمش بِهما، يَرقُد كالجُثَّة الهامِدة، شفتاه لا تكاد تُرىٰ مِنْ شِدة زُرقتِها، ملامحه مُتحجِّرة، يَلتقط أنفَاسه بصعُوبَة، تِلكَ الإبتسَامَة الهَادِئة التِي ارتسمَت عَلىٰ شفتيّه مَهلًا، هي ما جَعلت قَلبهَا يَطمأِن، ذَلِك مَا اعتادتهُ مِنه؛ الهُدوء وَ الإبتسَام.

هَنا:" حَمد لله علىٰ سلامتك يا عليّ "
عليّ بصوت بالكاد يُسمع:" الله يسلمك " ابتسم بخفة
هنا:" ليه يا عليّ ماقولتش ؟ "
عليّ:" عشان مفيش فائدة من إني أقول .. "
هنا:" لأ طبعاً في، زي اللي حصل النهاردة، مين كان هيلحقك يا عليّ ؟!.. لولا إن البوَّاب كان جاي يسألك عن الإيجار ماكنش زمانك هِنا "
عليّ:" لحقوني، و قدامك أهو كويس، انا متعود " تنهد و هو ينظر بالفراغ " و لو ماحدش لحقني، إيه اللي هيحصل يعني ؟ همُوت؟ ما كدا كدا أنا ميِّت .. "
هنا بحنق:" ماتقولش كدا بس " أمسكت بكفه " أنا معاك " ابتسمت
عليّ:" هو أنا بحلم ولَّا أنا في غيبوبة ؟! "
ضحكت هنا بخفة لتجيبه:" لا إنت صاحي، و أنا جنبك "
عليّ بِضعف:" هنا أنا بحبك "
..................

" أَشتَاق لِتلكَ الحَسنَاء، جُفُوني تَأبَىٰ النَوم دُون الحلم بها، عَقلِي يَأبَىٰ التَوقف عَنْ التَفكِير بِها، لولَا مَا أنا بِه الآن لكُنت أجزَمتُ بِأن ذلك اليَوم ما هُوَ إلَّا حلمٍ مِنْ نَسج خَيالِي، كَانت كَموج البَحر حينهَا، يُغرقك لَكِنك تَستمتِع بالغَرقِ بِه، يَأخُذك لآنٍ بعيد، لَكنك لَا توَّد العَودة، هِي مُغرِقَتِي وَ نَجَاتِي؛ كَيف لَها بِزَعزعة كَيَانِي و مَا كَانت بِسوىٰ وهمِي حبيبة ؟! "

..................................

علمتني كيف أحبك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن