تَمُر الأيام و الشُهور وَ السِنين!
و كل يومٍ عن يوم يزداد تعلقي به، و حبي له، نعم أعلم أنها فترة مُراهقة و ستنتهي، لكن لا أعتقد أن حبي له سينتهي حتماً، أنا فقط من تعتقد ذلك، لا.. بل و متأكدة!كَيف لفتاة في مثل عمري أن تحب شاباً في عمره، بل و لم تقابله وجهاً لوجه قط، و هو أين؟..هو لا يعلم من تكون هي بالأساس، لا يعلم أن هناك من يتألم لأجله كثيراً، لا يعلم أن هناك من أصبح مجنوناً به رُغم بُعده، حتى و إن انتهت فترة المُراهقة و لم أعُد أُحِبه، ماذا سأفعل الآن!؟
و لكن ما باليد حيلة، لن أستطيع إخراجه مني، فهو كالداء الذي ليس له دواء..إلا هو.
عليّ أن أنام الآن فالنوم يحقق لي ما أتمنى، فأحلم به كل ليلة..
لكِن غداً هو اليوم المنتظر من كل عام بالنسبة لي، اليوم الذي عرفته فيه، اليوم الذي فيه بدأ حبي له، و جنوني بعينيه، و بينما أنا أحتفل و أجلب له الهدايا التي لن يراها، فهو الآن مستمتع مع حبيبته، تلك من أسوأ ذكريات حياتي..
أتذكر ذلك اليوم الذي سمعت فيه عن خُطبته لفتاة يحبها منذ زمن، بكيت إلى أن انتهت الدموع و جفت، كنت في حالة من الانهيار لم تعلم أسرتي سببها، ولم أعلم أنا "لِما أحبه كل هذا الحُب، و لِما هو بِكُل هَذا البُعد"
و لم أعلم لِما أنا حزينة لكل ما يجري في حياته من تغيرات قد لا تعجبني، أم كنت معتقدة أنه سيأتي اليوم ليتقدم لخطبتي و نعيش قصة حُب رائعة يتحاكى بها الناس..بلهاء!و لكن ها قد أتى يومي المفضل، اليوم الأَهم، أطلقت عليه إسم "Regulus"فهو اليوم الذي تظهر فيه نجمة ال"Regulus" أو "المَلِيك" في السماء، التي نادراً ما تظهر، و الأغرب من ذلك أنه يتم ملاحظتها في السماء قبل الغُروب قليلاً، بمحض الصُدفة ظهرت في الليلة التي أحببتُ بها "هانِي"، لذا أصبحت نجمتي المفضلة، و أحتفل كُل عام بذكرى ذلك اليوم معها، بمفردنا..و لتكن روحه الجميلة معنا، أنا أعتقد ذلك.
بالفعل أنني أتألم بسببه و مازلت بسنٍ صغيرة، و لكنه ليس المُذنب، بل أنا التي أحببتُه، و لو عَلِم بأمري لَضحِك مُتعجباً منه!..فسأكون بنظره مُجرد معُجبة بلهاء من مُعجباته.
الثُلَاثَاء '٩-٣-٢٠١٨'
"يا نَجمة المَليك، تَعِبت وَ أنا أُنَاديك
فاض بي الكَيل مللاً، و أنا أسهر الليل بحثاً
عنْ حُبه، و ما أنا مُلاقيه.."تِلك الكَلمات التي أرددها مِرَاراً بداية كل ليلة "Regulus" "المَلِيك"، أتذكر عِندما كَتبت تلك الكَلمات و أنا بفناء المنزل فجراً أنظُر إلى نجمتي احتفالاً بالذكرىٰ الأُولىٰ، تِلك الكَلِمات مُوَقَعة بإسمي، و من الجدير بالذكر أن اليوم هو يوم ميلادي، و لكنني وضعت قانوناً بالعائلة أن الاحتفال بيوم ميلادي لن يكون في هذا التاريخ، فهذا يوم بمئةٍ غيره بالنسبة لي، ليس لأنني وُلِدُت به، بل لأنني أحببتُه فيه، اليوم أتممتُ التاسعة عشر من عمري بينما تم هو الثانية و العشرون من عُمره بكانون الثاني ، و تكون الذكرىٰ الثالثة لي على حُبه، مَرحىٰ!
كالعادة من كُل عام أذهب لأحضر صندوقي الخاص، فهو يحمل كل ذكرياتي منذ أول نبضة نبضها قلبي اتجاهه، منذ أول قشعريرة شعرت بها عندما سَمِعت صوته لأول مرة، أحببتُه رُغم بُعده، أحببتُه عبر الشاشات، أحببتُه رُغم المسافات، فإن كان بعيداً بجسده، فهو قريباً بروحه...لقد أتخذته في وهمي حبيباً.
أتعجب من سخرية القدر!
أيُعقل أن من كُنت أراه شخصاً لا يستحق أن يشغل حيزاً بسيطاً من تفكيري، أصبح هو من يملك تفكيري!
من كُنت أنزعج من الحديث عنه، أصبح هو محور حديثي!
من كان لا يعني لي شيئاً، أصبح كل شيء بالنسبة لي!
من كنت أراه ليس على قدرٍ كبير من الجمال، أصبحت أُقسم أنني لن أرى جمال بعد جماله!
من كنت أنساه بمجرد أن أبعد عينيّ عن صورته، أصبح الآن محفورٌ في عقلي يأبىٰ الخُروج!..بل لا يوجد غيره في عقلي!تغيرت كثيراً عن ذي قبل، و تغيرت معي أحلامي، و يبقىٰ هو الثابت بحياتي، بل و يزداد وجوده فيها يوماً عن ذي قبله، جميعهم عوامل مساعدة في حياتي، عدا هو..كل حياتي.
فتحت صندوقي لأجد الأوراق التي سجلت بها ما مررت به حينما عَلِمتَ بخطبته لفتاة يحبها منذ زمن و حان الوقت لتصبح بجانبه أمام الجميع..ياله من كابوس لم أستطيع الاستيقاظ منه حتى الآن!، و حينما قررت أن أنساه تماماً، بالرغم من إحساسي المؤكد بأنني لن أقدر على نسيانه بتلك السهولة!..مع ذلك حاولت و أخبرت أمي أنني سأذهب لغرفة أخرى بالمنزل و أمكُث فيها حتى اليوم التالي دون التفكير به و لم اصطحب هاتفي النقال معي، و سيكون المفتاح مع أُمي..ظننت أن بهذه الطريقة سأنساه و اترك التفكير به لمدة يوم و بذلك سأستطيع تنفيذ تلك الخطة الغبية بقية الأيام، لم أعلم أنها ستكون برهانٍ على حقيقة حبي له، و سأتشبث به أكثر من ذي قبل..فكانت النتيجة و بدون أي سُبل للمبالغة..أنني دخلت في حالة من الجنون، بكيت حتى جفت الدموع في جفوني، جعلت أصرخ دون توقف، لا أستطيع نسيانه، لا أستطيع عدم التفكير به، شعرت و كأن هواء الغرفة يتلاشى، و كأنني ميتة، جعلت أسعى باتجاه الأدراج لأحطمها حتى وجدت بعضاً من الأوراق و الأقلام المكتبية، أصبحت شبيهة للمدمنين عندما يجدون إدمانهم، حيث أنني أمسكت بالأقلام و دَوّنت كل ما بخاطري، لم أعلم ماذا كنت أرسم خلالها و لكن كانت النتيجة هي رسمة بالرصاص، من وحي خيالي.. أقف أنا بجواره و هو ممسكٌ بيدي ننظر لتلك النجمة "نجمة المَليك"، واقفون أعلى صخرة "شاطئ الأحبة" فتلك أمنيتي.
شاطئ الأحبة هو شاطئ مشهور بالإسكندرية، دائماً ما أحب أن أذهب إليه، فهو يتميز بصخرة ذو حجم كبير و مميز، سميّ بذلك لأن هناك كان يلتقي الأحبة.
لكن تلك الرسمة ليست موجودة بالصندوق..إنها هناك بشاطئ الأحبة!....
.........................
Your option?✨
Guys الstory دي مش من الواقع، و في تعديل مهم في الpart الاول و التاني.❤
![](https://img.wattpad.com/cover/147277765-288-k344113.jpg)
أنت تقرأ
علمتني كيف أحبك!
Romansaكُنت أؤمن بأن زمن المعجزات قد انتهى.. و لكن تحقق ما كان يوما مستحيلاً..❤!