١٥- هو افتَكرنِي عَشَان يَنسَانِي

191 20 15
                                    

- هاني

بنتمشىٰ، أنا و هي ساكتين، مفيش حد فينا إتكلم من ساعة ما قولت إني بحلم بيها، بس دي الحقيقة، أنا بحلم بيها من مُدة طويلة، مع إني عمري ما شوفتها في الحقيقة، بس أنا حلمت بيها كثير.

- هنا

سُبحان اللي قوّانِي إني مايجليش صدمة عصبية و أموت، سبحان اللي خلاني قوية لأول مرة في حياتي، و مش اي مرة دي المرة اللي حلمي فيها اتحقق، سبحان اللي خلاني ماشية جنبه دلوقتي بحاول أتظاهر بالقوة، سبحان اللي خلاني لسة عايشة لما قالي انه بيحلم بيا، مش عارفة ازاي، لكن سبحان الله.

هاني:" احنا رايحين فين ؟ "
هنا:" مش عارفة... "
هاني:" زمانهم بيدوَّروا عليَّ "
هنا:" عادي "
هاني:" لو عيزاني امشي همشي، بس الأسلوب دا من غير ما تتكلمي يبقىٰ سلام " لم ينهي جملته لتمسك 'هنا' بيده قبل أن يرحل " ماتمشيش " تنهدت " أرجوك "
نظر ليدها الممسكة بيده لتبعدها " آ-اسفة.." قاطعها ليمسك هو يدها بقوة " كدا احسن... "
بدأ جسد 'هنا' بالارتجاف، لا تقوىٰ علىٰ تحريك قدميها لمتابعة السير، معدومة القوىٰ بعدما أمسك 'هاني' بيدها.

بدأت هنا بالغناء:" قالولي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحدانى
قالولي قالوي قالولي
قالولي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني
رديت وقلت بتشمتوا ليه هو افتكرني عشان ينساني
هو افتكرني عشان ينساني "
هاني:" صوتك مُريح أوي يا هنا " ابتسمت ليتبع " احم خصوصاً لما بتغني لعبد الحليم "
هنا:" و انت سمعتني فين و أنا بغني لعبد الحليم ؟ "
هاني:" في الحلم.. "
ساد الصمت مجدداً، كلاهما صامتان، بينما تدور معركة بداخل كلاً منهما.

هنا بهمس:" حلمت بإيه ؟ "
هاني:" بحاجات كتير " تنهد " من فترة طويلة كان في طفلة بتظهر لي في الحلم، كان في حلم بيتكرر كتير، كانت بتمسك إيدي و نروح نقف على البحر عند النجوم و تغني، كانت بتغني "رسالة من تحت الماء" كنت بغني معاها، صوتها كان حلو أوي، زي صوتك بالضبط، في مرة تانية أنا اللي روحتلها بس كانت كبيرة شوية، طول الفترة دي ماشوفتش ملامحها كنت بشوف شعرها و عينيها بس، الليلة بس شوفتها كاملة ، قبل ما أروح الشاطئ.. "
نظرت له 'هنا' بتساؤل ليتبع بتردد " هتصدقيني لو قولتلك إني لما كنت نايم قبل ما أهرب بساعتين تقريباً حلمت بيكي، شوفتك و انتي بتحاولي تنتحري و أنا اللي لحقتك بردو، و اتكلمنا كتير، و بردو غنيتي، و كمان.. " تنهد " أنا كنت عارف ان اسمك هَنا، انتي قولتي لي اسمك في الحلم، في كل حلم كنت بناديكي بيه، في كل حلم كنا بنقعد نتأمل نفس النجمة، نفس الصخرة اللي قلتي لي انها أمنيتك، آخر حلم دا اللي خلاني اروح الشاطئ دا بالذات لأني كنت مخنوق و مهموم، و دي كانت علامة عشان ألحقك "
صعقت 'هنا' من كلامته لكنها سرعان ما استجمعت قواها لتجيبه " صُدفة غريبة أوي " ابتسمت لتخفف من التوتر السائد، ليهتف هو بهدوء " فعلاً، سلام أنا لازم أمشي حالاً عشان شكلي هتحول للتحقيق " أشارت له 'هنا' مُودعةٍ إياه، ليتراجع بعض الخطوات للخلف ثم هتف مجدداً:" مش هاخد رقمك ؟ "
هنا:" هنتقابل، زي الليلة " ابتسمت ليبادلها 'هاني' الإبتسامة و يركض ذاهباً إلىٰ وجهته.

- هاني

أنا قولت لها نُص الحقيقة، قولت لها بس اني بحلم بيها، بس مش قولت لها إني كمان زيها وحبيت واحدة عمري ما شوفتها إلَّا في أحلامي بس، أنا بحبها.

........................

علمتني كيف أحبك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن