بَعدْ مرُور سَنة ...
تحديدًا بِشَاطِئ الأَحبَة ...
هنا:" تِعرف يا محمد، نفسي أفضل في حضنك كدا علىٰ طول "
هاني:" محمد !.. غريبة إنك تناديني بإسمي "
هنا:" يعني إنت اللي همَّك إني قولت يا محمد و مش واخد بالك إني بقول نفسي أفضل في حضنك على طول !.. فصيل "
اعتدلت هنا بجلستها متأففة، ليجذبها هانِي بين ذراعيه مرة أخرىٰ مقهقهاً علىٰ طفولتها.مال هاني بظهر للخلف مستلقياً علىٰ رمال الشاطىٔ بينما هنا لازالت متشبثة بين ذراعيه، ليستلقوا سوياً علىٰ رمال الشاطىٔ الباردة.
هاني:" نفسي أعرف إنتي ليه قولتي لي إن يوم تسعة من شهر ثلاثة كل سنة لازم نيجي نسهر هنا بالتحديد، و نقعد عند نفس النجمة اللي ورايا ورايا، و جنب نفس الصخرة و في نفس التوقيت، و احنا قاعدين اهو مابنعملش حاجة مع إن النهاردة كمان عيد ميلادك اللي إنتي مأجلاه لبكره مش عارف ليه بردو !"
هنا:" عشان اليوم دا ذكرىٰ حبنا، كنت بقضيه لوحدي كل سنة، بأجل عيد ميلادي لليوم اللي بعده، بس دا أحسن يوم قضيته هنا، و هيبقىٰ أحسن عيد ميلاد عشان إنت جنبي و معايا لأول مرة، و بالنسبة للصخرة دي حاجة أساسية، عشان أمنيتي محفورة تحتها، و لما الأمنية اتحققت و أشوف الصخرة دي بفرح، و المليك دي أبرز حاجة في حبنا، عشان حبي ليك بدأ عندها "
هاني:" بس احنا ماتقبلناس يوم ٣-٩ أصلاً !! "
هنا:" أنا بقول يوم حبي ليك، مش يوم ما إتقابلنا .. "
هاني:" أيوة ما بردو أكيد حبتيني بعد ما إتقابلنا و بردو مش بالتاريخ دا "
هنا:" هتفهم يا هاني، مسيرك هتفهم .. "
هاني:" طيب في حاجة مهمة عايزة أقولهالك "
هنا:" قول "
هاني:" هنا أنا مش هعرف أحضر عيد ميلادك بكرة .. "
هنا:" ليه يا حبيبي "
هاني:" عشان الأجازة باقي لها يومين و تنتهي، لازم أسافر بكرة الصبح عشان أجهز و استعد للتمرينات "
هنا محاولة اخفاء ضيقها:" ماشي يا حبيبي، اللي تشوفه "
هاني:" و في حاجة كمان " تحمحم " أنا مش هعلن خطوبتنا دلوقتي "
اعتدلت هنا بجلستها " ليه ؟! "
هاني:" مش وقته .. "
هنا:" هو إيه اللي مش وقته ؟!.. احنا مخطوبين بقالنا مدة كبيرة و كل أهلنا و صحابنا عارفين، مش هتعلن إيه بقى ؟! "
اعتدل هاني ايضاً ليجيبها:" قصدي في النادي و الجمهور و كدا، مش هعلن خطوبتي عشان شكلي قدام الناس "
هنا:" ما انت زمايلك في النادي عارفين، و بعدين ايه اللي هيحصل لما تعلن خطوبتنا، علاقته إيه بشكلك قدام جمهورك ! "
هاني:" مش كلهم عارفين، و اللي هيحصل إنهم هيقعدوا يقولوا بقى ما صدق فسخ خطوبته و هيتجوز واحدة تانية و اشاعات و كلام كتير و انا مش ناقص، و بعدين احنا اصلا هنأجل الفرح شوية "
هبت هنا واقفة بغضب " لا كدا كتير، مش هتحضر عيد ميلادي قدرت ظروفك و سكِّت، قولتلي مش هعلن خطوبتنا و بررت دا بكلام مش مقنع و عديتها، بس كمان تقولي هنأجل الفرح تاني ! "
هاني:" ايوة يا هنا هنأجله، شغلي و حياتي هيتلخبطوا لو إتجوزنا دلوقتي، فهنأجله شوية مش هيحصل حاجة يعني، ماتبقيش أنانية كدا "
هنا بآسىٰ:" أنانية !.. دلوقتي أنا اللي بقيت أنانية مش كدا ؟.. تمام " أكملت بصراخ " ضيعت سنين حياتي في حبك عشان انا أنانية، ماشوفتش يوم عدل من ساعة ما حبيتك عشان أنانية، أجبرت أهلي عليك بعد ما كانوا مش موافقين و ضغطوا علىٰ نفسهم و شالوك على رأسهم عشان أنا أنانية، أجلت الفرح مرة و اثنين و الثالثة اهي و سكِّت و قدرت ظروفك عشان أنا أنانية، إتغيرت معايا بقالك فترة قولت يمكن عنده مشاكل في النادي و مش عايز يقولي عشان مايزعلنيش مع اني متأكدة انها تبريرات فارغة، استحملت بعدك و لو واحدة غيري كانت ماقبلتش الوضع دا، جرحت إنسان حبني بجد و كان مستعد يعمل اي حاجة عشان يفرحني حتى لو دا هيجي عليه عشان، عارف ليه ؟.. عشان أنا أنانية " ابتسمت بسخرية محاولة حبس الدموع بجفونها
هاني:" اللي بيحب بيستحمل يا هنا .. "
هنا:" انت ماتعرفش حاجة، و مش هتعرف، انا استحملت كتير اوي، اكتر مما تتخيل، اتحملت فوق طاقتي يا هاني، بس شكلك انت اللي مابتحبش، لأنك لو بتحبني كنت هتحس، بس انت صح، بس احنا مش هنأجل الفرح، احنا هنلغيه خالص، عشان حبنا من الأول غلط " خلعت خاتم خطبتهما بهدوء لتضعه في كفه و تغلقه بهدوء " سلام يا هاني "
أشاحت بنظرها إلىٰ مخرج الشاطئ لتهُم بالرحيل، لكن استوقفتها يد هاني التي تشبثت بيدها " هنا ماتمشيش .. "
هنا متجاهلة النظر إليه " ماعدش ينفع "
..............................
أنت تقرأ
علمتني كيف أحبك!
Romanceكُنت أؤمن بأن زمن المعجزات قد انتهى.. و لكن تحقق ما كان يوما مستحيلاً..❤!