كلانا لا يحب لفت الانتباه، لذلك قررنا أن نستمر في إخفاء علاقتنا عن بقية الطلبة، لقد كانت طريقتنا في تجاهلنا لبعضنا أمام طلبة الفصل مضحكة حقًا، ولكننا اعتدنا على مقاومة رغبتنا الملحة في الضحك، أو على الأقل تأجيلها إلى وقت لاحق، رغم أن الأمر لم يكن سهلاً في البداية، ولذلك ما أن خرجت من الفصل وجلست أنا وصديقي في ممر الكلية حتى تفلتت مني بعض الضحكات المكبوتة، فسألني صديقي عن سبب ضحكي، فأخبرته أنني تذكرت فجأة موقفًا مضحكًا وحسب، فلم يعتنِ كثيرًا بالأمر وانشغل بهاتفه فانشغلت أنا كذلك بهاتفي، وبعد لحظات قليلة وجدته يغمزني بيده وهو يقول انظر هناك، فنظرت فإذا هي فتاة في منتهى الأناقة والجمال، يبدو أنني عثرت أخيرًا على الفرصة المناسبة، لقد أخبرته ودون تردد أنها هي الفتاة التي كنت أحدثه عنها.
صديقي: حقًا!!؟
أنا: أجل ... إنها هي الفتاة التي رأيتها في الكافيتيريا.
صديقي وهو مستغرب من برود ردة فعلي: لكن لا يبدو عليك الاهتمام.
أنا: في الحقيقة لا أعتقد أنني أملك فرصة معها.
صديقي: لا تقلق دع الأمر لي، أنا سأعرفك عليها.
أنا: لا داعي لذلك ... فقط انسَ الأمر.
أحيانًا نحتاج إلى حشد من الأكاذيب لترقيع كذبة واحدة غير مقصودة، لقد اتخذت قراري ولن أتراجع عنه، لن أستعين بالكذب لحل مشاكلي بعد الآن مهما حدث، أرجو أن أتمكن من الالتزام بهذا العهد، وأن لا يتحول هو الآخر إلى مجرد كذبة أخدع بها نفسي.
عندما انتهت المحاضرة الثالثة وحان وقت الاستراحة، توجهت مسرعًا إلى مبنى النادي لحظور الاجتماع الاسبوعي لفريق كرة القدم، لقد تعمد المدرب هذه المرة أن يتأخر قليلاً على خلاف عادته، يبدو أنه أراد أن يتأكد من حضور الجميع لمفاجأتهم بهذا الخبر.
المدرب: لقد خسر فريق جامعة العاصمة.
الفريق الحائز على لقب بطولة دوري الجامعات والمعاهد لكرة القدم لست سنوات على التوالي قد خسر؟! لقد كانت مباراتهم ضد فريق المعهد الصناعي، الفريق الذي لم يتمكن من الوصول إلى الدور نصف النهائي مرة واحدة طيلة السنوات الست الماضية، استطاع هذه السنة أن يهزم الفريق حامل اللقب؟! أي معجزة هذه؟!
أحد أعضاء الفريق: من قام بتسجيل الهدف؟
المدرب: أحد طلاب السنة الأولى ... قام بتسجيل هاتريك.
هاتريك ضد فريق جامعة العاصمة؟!! لم نستطع استيعاب الأمر إلا بعد أن عرض لنا المدرب التسجيل الخاص بملخص المباراة، اللاعب الذي كان يتحدث عنه المدرب لم يكن لاعبًا عاديًا، بالإضافة إلى الثلاثة أهداف التي قام بتسجيلها استطاع صناعة خمسة فرص أخرى، هجماته التي راوغ بها دفاع الخصم لا أعتقد أن دفاعنا سيستطيع الصمود أمامها، بدأ حلم الفوز باللقب يتلاشى في أعيننا، بدى من الواضح أننا أصبحنا بعيدون عن لقب البطولة.
الكابتن: وماذا في ذلك؟ فريقهم ليس هو الوحيد الذي يمتلك موهبة لا يستهان بها، فليحاولوا هزيمتنا إن استطاعوا!
قال هذه الكلمات وهو يوجه نظراته الحادة نحوي، إنه يضع ثقته بي، ثقة لا أعلم إن كنت أستحقها.
أنت تقرأ
الشظية الضائعة من قلبي
Romanceلا تستغرق كثيرًا في الأحلام .. عش الواقع بحلوه ومره .. اصنع من حاضرك مستقبلاً مشرقًا .. دروب كثيرة في الحياة نسير فيها على مضض .. نفعل ذلك باختيارنا .. لأنها الوحيدة التي ستوصلنا إلى مبتغانا .. هدف مستعدون أن نمشي على الجمر بقدمين حافيتين من أجله...